ذكريات الطفولة السعيدة تعزز الصحة العقلية للأبناء في المستقبل

الرئيسية » تربية وتكوين » ذكريات الطفولة السعيدة تعزز الصحة العقلية للأبناء في المستقبل

ذكريات الطفولة السعيدة تعزز الصحة العقلية للأبناء في المستقبل

 تعد ذكريات الطفولة وتجاربها من بين أفضل الأشياء التي يمكن أن يورثها الآباء للأبناء، لأنهم عندما يكبرون سيضحكون في كل مرة تخطر فيها تلك الذكريات ببالهم، مما يشعرهم بالسعادة ويعطي لحياتهم معنى، ولذلك كلما كانت تلك الذكريات جميلة وملهمة، حُفِظت بشكل أفضل في مخيلتهم لفترة طويلة جدا من حياتهم.

ويرى خبراء علم النفس أن ذكريات الطفولة السعيدة تعزز الصحة العقلية للأبناء في المستقبل، مشيرين إلى أن اللحظات السعيدة التي يقضيها الآباء مع أبنائهم في فسحات المرح والتنزه والرحلات الترفيهية تحتاج إلى أن تخلّد بالصور، نظرا لأن الصور تدون جانبا مهما من حياة الطفل، وإتاحة الفرصة له لرؤية أن مراحل عمره المختلفة عند الكبر لها إيجابياتها.

وتوصّل الباحثون إلى نتيجة واضحة وهي أن العلاقة الجيدة بين الطفل وأبويه هي سرّ الحياة السعيدة والناجحة، حيث أن التمتع بطفولة يشعر فيها المرء بالقبول والرعاية والحنان، هو من أفضل العوامل والمؤشرات التي تنبئ بنجاح الكبار ورفاههم ورضاهم عن الحياة.

وتجلب ذكريات الطفولة إحساسا بالبهجة للأفراد، لأنها فترة خالية من جميع الهموم والقلق.

وقالت الكاتبة الأميركية جينفير ايليزابيت سميت “ذكريات الطفولة هي المكان الذي أمضينا فيه كل دقيقة من الاستيقاظ مع عائلتنا وأصدقائنا. سمعت جميع الصيحات وأجيب على جميع الأسئلة”.

وأضافت “كبشر، غريزتنا الطبيعية هي مقارنة الحاضر بالماضي والتخطيط للمستقبل. الطفولة هي ما يتوق إليه معظمنا لأنه الماضي الذي تعلمنا منه. في تلك الأيام الذهبية شعرنا أننا قد حققنا بالفعل كل شيء ممكن”.

ويرى الخبراء أن أثمن هدية يمكن أن يقدمها الآباء للأبناء هي قضاء وقت معهم وإتاحة الفرصة لهم لأرشفة ذكريات أسرية جماعية.

وأكدوا أن الوقت الذي يجمع الطفل بوالديه يمنحه توازنا في شخصيته، ويساعده على تنمية النشاطات الذهنية والاجتماعية بصورة متكاملة، ويشعره بالثقة والأمان.

وحثوا الآباء على تخصيص حيز من الزمن أسبوعيا للفسحة واللهو مع أطفالهم، وجعل ذلك طقسا من طقوس حياتهم من أجل إتاحة الفرصة لأبنائهم للتفاعل الفكري والعاطفي، حتى يكون باستطاعة الآباء توجيه أبنائهم والتأثير فيهم تأثيرا إيجابيا في كل مرحلة من مراحل تطورهم.

ولم تكن هذه النتيجة مفاجئة، فقد صاغ العالمان بولبي وأينسوورث نظرية التعلق في الخمسينات من القرن الماضي، وأشارا فيها إلى أن الطفل الذي يتلقى عناية ورعاية دافئة في طفولته يُمكنه تطوير ارتباط آمن، ومن المرجّح أن يكون لدى الطفل الذي لديه ارتباط آمن تطور إيجابي ونتائج جيدة عندما يكبر في المستقبل.

إضافة إلى ذلك، تعتمد الأدمغة البشرية بدرجة كبيرة على الخبرة، وتتشكل بنية الدماغ من خلال التجارب والتفاعلات الحياتية اليومية، وفي هذا السياق تضع تجربة الطفل مع والد ودود ومتجاوب الأساس للصحة العقلية في المستقبل، حيث أن ذكريات الطفولة السعيدة هي مصدر قوة تبقى للأبد، ولذلك فإن أفضل طريقة لتربية أطفال ناجحين هي أن يكون الأب والدا دافئا وعطوفا، ويحرص على تنمية علاقة وثيقة مع أطفاله، وذلك حسب ما ذكرت منصة “بيرنتنغ فور برين” في تقرير لها مؤخرا.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *