اكتشف باحثون من معهد هوارد هيوز الطبي أن الخلايا العصبية الموجودة في منطقة من المخ تسمى “القشرة المخية قبل الحركية” تكون في حالة نشاط أثناء عملية التفكير والتخطيط للقيام بحركة معينة، وهي العملية التي تسبق حدوث فعل الحركة نفسه بجزء من الثانية، وذلك في سياق دراستهم التي نشرها موقع “ساينس ديلي” المختص في أخبار الدراسات العلمية.

وتوصّل الباحثون لهذا الاكتشاف خلال دراستهم لطبيعة عمل الدائرة العصبية التي تربط مراكز اتخاذ القرار في المخ بالأعضاء التي تشترك في فعل الحركة، وذلك في إطار سعيهم للوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى ضعف القدرة على الحركة لدى الإنسان في نصف واحد فقط من الجسد حال وقوع إصابات معينة من المخ.

وقال الباحث كاريل سفوبودا قائد الفريق القائم على الدارسة، إن نشاط هذه الخلايا الذي يسبق الحركة لايترتب عليه إرسال أو استقبال إشارات إلى جهاز الحركة بشكل مباشر؛ إلا أنه اعتبر نشاطها في الوقت ذاتة ظاهرة إدراكية يمكن من خلال قراءة نشاط هذه الخلايا العصبية بواسطة جهاز تخطيط موجات الدماغ “EEG” معرفة ما سيقوم به الشخص خلال الفترة القصيرة القادمة، دون حتى أن يدرك الشخص نفسه أنه سيقوم بهذه الحركة، حيث لا تكون الفكرة قد تبلورت بشكل واضح في وعي الإنسان.

وتابع سفوبودا، لا يوجد دليل قاطع على أن المخ يترجم الإشارات الناتجة من نشاط القشرة المخية قبل الحركية، إلى أوامر فعلية بالحركة، وهو ما وضع العلماء في حيرة من أمرهم بسبب تأثير هذه القشرة بنصفيها الأيمن والأيسر على حركة الجسم، حيث لازال الكثير من الغموض يحيط بالمسألة.

وكانت دراسات منفصلة عما يعرف بالخلايا العصبية الهرمية في المخ قد كشفت عن دور هذه الخلايا في عملية الحركة، ووجد أن هي المسؤولة بشكل مباشر عن حركة الجسم حيث تتحكم الخلايا العصبية الهرمية الموجودة في النصف الأيمن في حركة النصف الأيسر والعكس.

وكالات