دراسة: دماغ الإنسان لا يتوقف عن العمل

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » دراسة: دماغ الإنسان لا يتوقف عن العمل

دراسة: دماغ الإنسان لا يتوقف عن العمل

دماغك يقوم بشيء ما على الدوام. وحتى حين تظن بأنه متوقف عن العمل لكونك لست منخرطاً في مهمة معينة، أو مستغرقاً في التفكير بإحدى المشكلات، يكون دماغك مشغولاً بخفض نشاطه في بعض مناطقه وزيادتها في مناطق أخرى. لكن السؤال الذي شغل علماء الأعصاب هو: ما الهدف من كل هذا النشاط في الدماغ عندما لا يقوم بأي شيء معروف؟

قدمت دراسة جديدة إجابة تجعل من تصفح الـ”فيس بوك” ذا معنى مفاجئ؛ إذ يعتقد الباحثون أنه عندما لا يقوم الدماغ بمهمة معينة، فإنه يدخل في وضع يهيئه للتفاعل مع الآخرين.

ويقول الدكتور ماثيو ليبرمان، مؤلف مشارك في الدراسة من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس: “حين ترغب بأخذ استراحة من العمل، تكون شبكة الدماغ التي تعمل هي الشبكة نفسها التي نستخدمها عند تصفح “فيس بوك” لرؤية ما يفعله أصدقاؤك. وهذا ما يرغب عقلنا القيام به، خاصة عند حصولنا على استراحة من العمل الذي يتطلب نشاطاً عقلياً مختلفاً.”

وقد راقب فريق البحث نشاط أدمغة المشاركين باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، بينما عرضوا سلسلة من أحكام “نعم أو لا” السريعة، وتتضمن بعضها عناصر اجتماعية. فوجدوا أنهم كانوا قادرين على تقديم تنبؤات حول كيفية اتخاذ أحكام اجتماعية من خلال قياس النشاط في جزء معين من الدماغ، يعد مسؤولاً عن عملية التخطيط والتعبير عن الشخصية، واتخاذ القرار وتحديد السلوك الاجتماعي. وكما اتضح، فإن هذا الجزء الدماغي يمارس أيضاً دوراً مهماً في طبيعة الوضع الذي نكون فيه، عندما لا ننخرط في المهام بفعالية، وغالباً ما يرتبط هذا الوضع مع “أحلام اليقظة”.

وقبل العقدين الماضيين، لم تحظَ أحلام اليقظة باهتمام علمي كبير لأنها بدت كقضية بلا معنى. لكن ما اكتشفه الباحثون لاحقاً، أنها ذات دلالة مهمة لتفسير نشاط الدماغ. كما تشير هذه الدراسة إلى أن جزءاً من النشاط يساعد الدماغ على الاستعداد للتفاعل الاجتماعي مع العقول الأخرى. ووفقاً لـ ليبرمان: “يملك الدماغ نظاماً رئيساً يبدو ميالاً لتحفيزنا كي نكون اجتماعيين في لحظات الفراغ، مما يعني أن الطبيعة الاجتماعية لأدمغتنا موجودة بشكل طبيعي”.

من ناحية أخرى، يعد ذلك الجزء الدماغي أيضاً، منطقة استهلاك عالٍ للطاقة؛ ولهذا يلزمه الكثير من سكر الدم لتغذية وقت المعالجة غير النشط. وفي الأحوال جميعها فإن معرفتنا لما سبق يتيح لنا فهماً جديداً لما تنجزه أدمغتنا، بينما نعتقد بأنها لا تؤدي عملاً معيناً أحياناً.

ديفيد ديسالفو – فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *