دراسة حول الإبداع في التعليم العالي: التقرير النهائي

الرئيسية » إبداع وتنمية » دراسة حول الإبداع في التعليم العالي: التقرير النهائي

دراسة حول الإبداع في التعليم العالي: التقرير النهائي

أتت هذه الدراسة في إطار تحقيق الأهداف الإستراتيجية الأوروبية 2020، حيث أولت المؤسسات الأوروبية الأهمية الأساسية للتعليم العالي، وشددت المفوضية الأوروبية (EC) على أهمية التعليم والتعليم العالي على وجه الخصوص، بوصفه محفزًا رئيسًا للنمو الذكي المستدام الشامل. أما عن التقرير بشأن هذه الدراسة فيهدف بشكل خاص إلى الإسهام في تحقيق فهم أفضل للتطورات الأخيرة التي تؤثر في التعليم العالي، بالإضافة إلى تقديم الأدلة على كيفية دعم الإبداع للتعليم العالي في أوقات التغيير.

أسئلة الدراسة البحثية

تستند الدراسة إلى أربعة أسئلة بحثية شاملة:

ما التحديات الرئيسة التي تواجه التعليم العالي وتقود الإبداع في هذا القطاع؟

ما الاختلافات الرئيسة من حيث السياقات الإقليمية والمؤسسية المؤثرة في تحقيق الإبداع الناجح في التعليم العالي لمختلف الدوائر؟

كيف يشمل الإبداع في مجال التعليم العالي المكونات الأساسية للنظام؟ وكيف تؤثر تلك المكونات في وظائف النظام؟ وما الخطوات الأساسية ومن أصحاب الدور الأول في تنفيذ الإبداع؟

ما النتائج المؤكدة للإبداع في التعليم العالي؟ وما التحديات التي تقف دون تحقيقها؟

ومن أجل جمع الأدلة للإجابة عن هذه الأسئلة، وتسليط الضوء على عمليات مختارة للإبداع في قطاع التعليم العالي، فقد تم القيام ببحث مكتبي وإجراء سبع دراسات حالة، والتي تقع ضمن ثلاثة محاور مترابطة معًا على نطاق المنظومة، ودراسة آثار ذلك على المعنيين في التعليم العالي، وذلك على النحو الآتي:

  • دراسة الحالة الموضوع
  • أساليب مبتكرة في التعليم والتعلم في كلية أولين للهندسة (US) التغيرات في ساحة التعليم والتعلم في التعليم العالي
  • التعليم المدمج على المستوى الكلي في جامعة بافاريا الافتراضية – ألمانيا
  • MOOCs – الولايات المتحدة
  • MOOCs ـ الاتحاد الأوروبي EU
  • تطوير تحليلات التعلم في جامعة بوردو (US) وجامعة ديربي ( UK) وجامعة أمستردام ( هولندا ) التقنية وأداء الطالب في التعليم العالي
  • eAdviser في جامعة ولاية أريزونا (US)
  • إستراتيجية التدويل لجامعة نوتنغهام (المملكة المتحدة) وإنشاء الجامعات في آسيا العولمة والجامعات المتعددة في آسيا

الإطار التحليلي

 يأخذ المشروع نهجًا مبتكرًا من خلال تبني مفهوم “أنظمة الإبداع” وتهيئته لقطاع التعليم العالي. وهكذا تم تطوير البناء التحليلي “لنظام التعليم العالي للإبداع”، كونه فرعًا لنظام الإبداع الذي يتركز بشكل أساس في مؤسسات التعليم العالي، والمتصلة اتصالًا وثيقًا مع المجالات المؤسسية الأخرى، مثل الصناعة والوكالات الحكومية وغير الحكومية. ويمكن النظر إلى نظام الإبداع في التعليم بوصفه مجموعة من الوظائف والمكونات والعلاقات التي تسمح برسم المستويات المختلفة من التفاعل بين عناصر النظام، وتحليل الإبداع في التعليم العالي على النحو الموجز أدناه:

  • نظام التعليم العالي للإبداع (Higher Education Innovation System)
  • الوظائف المكونات العلاقات
  • التعليم
  • البحث
  • المشاركة (المهمة الثالثة) الجهات الفاعلة المباشرة وغير المباشرة
  • المؤسسات والأفراد الفاعلون التعاون ونزاع الاعتدال
  • التبديل
  • التواصل
  • ويعدُّ استخدام نهج النظام مفيدًا لأمرين:

السماح للمشروع بتجاوز نطاق التعليم العالي بوصفه فئة أوسع، وبدلاً من النظر إلى العناصر المفردة التي يتكون منها، فإنه يحدد لماذا وكيف وماذا يفعل الإبداع؟ وما الجهات الفاعلة التي تدعم أو تدفع الإبداع.. أو تعوقه؟

السماح للمشروع باتخاذ نهج ديناميكي، من خلال النظر ـ ليس فقط إلى الإبداع ضمن العناصر المذكورة أعلاه ـ ولكن إلى التفاعل داخل المكونات والوظائف وفيما بينها.

دراسة الحالات

ويوجد هنا سبع دراسات حالة تم فلترتها من خلال نهج نظام التعليم العالي للإبداع؛ ولذلك نرى الملخص لهذه الدراسات يسلط الضوء على الوظائف التي تركز عليها المبادرات، والجهات الفاعلة التي تشارك في المبادرات، والعلاقات بين هذه الجهات. وتتلخص السبع دراسات فيما يأتي:

1ـ كلية هندسة أولين:

تركز دراسة الحالة هذه على نهج التدريس والتعلم في كلية هندسة أولين، حيث توفر الكلية منهجًا متعدد التخصصات يتمحور حول ” مثلث أولين”، ويتضمن هذا المثلث دراسات في العلوم والهندسة، والأعمال التجارية وتنظيم المشاريع، والفنون والدراسات الإنسانية والعلوم الاجتماعية، بالتعاون مع كليتين مجاورتين، إحداهما متخصصة في إدارة الأعمال، وهي كلية بابسون، والأخرى في الفنون الحرة، وهي كليات يسلي. وهدف أولين إخراج خريجين لديهم مهارات تقنية قوية، يمتلكون القدرة على توظيف المفاهيم الهندسية في مشاكل حقيقية.

2ـ جامعة بافاريا الافتراضية (BVU): 

وتوفر دراسة الحالة هذه أيضًا مثالاً للتعاون بين statefunded والجامعات في ولاية بافاريا الألمانية، وتقوم الجامعة بتطوير دورات تدريبية على  شبكة المعلومات (الإنترنت) وتنفيذها، مصممة خصيصًا لطلاب جامعات بافاريا (مجانًا) ولغيرهم (برسوم مخفضة). ويتم تطوير الدورات على  الإنترنت وفقا لـ”التعلم الممزوج على المستوى الكلي”، وهذا يعني أن الدورة وهي “المستوى الجزئي” يجب أن تكون على  الإنترنت بشكل كامل، بحيث يمكن استخدامها في برامج الدراسة من قبل جميع الجامعات. ولكن بافاريا لا توفر برنامجاً كاملاً للدراسة عبر  الإنترنت، ومن ثم يتم مزج البرامج الدراسية (المستوى الكلي) و الأجزاء التقليدية وجهًا لوجه مع الدورات الأخرى على  الإنترنت.

3ـ جامعة   MOOCsالولايات المتحدة (US):

وتركز دراسة الحالة على كورسيرا و Udacity و NovoEd وفنشر كابيتال، وقد كانت شركات التعليم تلك قد انفصلت عن جامعة ستانفورد، موفرةً تعليماً عبر الإنترنت مجانيًّا أو بتكلفة منخفضة لآلاف الطلاب حول العالم، عن طريق الشراكة مع الجامعات الأخرى. وجميع الشركات المساهمة فيها هي شركات ناشئة، وعلاقتها كلها منقطعة بستانفورد، إلا أنها تشترك بالإيمان بالدور الذي تؤديه لتحقيق التعليم العالي الفعال، والذي يمكن الحصول عليه بأسعار معقولة وبالمشاركة.

4ـ جامعة  MOOCs الاتحاد الأوروبي :(EU)

وتناقش دراسة الحالة ثلاث مبادرات في مراحل مختلفة من تطور التعليم المستقبلي: ويقوم هذا المنهج أساسًا على المزود MOOC، بالاعتماد على أسس مرموقة في المملكة المتحدة وغيرها من الجامعات المشاركة مع المملكة المتحدة والمعروفة في العالم، ومنها (المجلس الثقافي البريطاني، والمكتبة البريطانية، والمتحف البريطاني، وحكومة المملكة المتحدة، وترأسها شركة غير ربحية وتملكها الجامعة البريطانية المفتوحة. وقد أنشأتها ردًّا على MOOC الولايات المتحدة.

5ـ تعلم التحليلات في جامعة ديربي وجامعة بوردو وجامعة أمستردام

هذه الدراسة تبحث المناهج الإبداعية لاستخدام الطلاب للبيانات؛ لتكوين صنع القرار عن طريق استخدام تحليلات التعلم عبر ثلاث جامعات. والأمثلة على ذلك:

جامعة بوردو (الولايات المتحدة)، حيث نفذت دورة إشارات لزيادة نجاح الطلبة في الفصول الدراسية، وتكشف الدورة عن تطبيق جامعة بوردو لعلامات الإنذار والتدخل المبكر، الذي يوفر للطلبة الذين لا يسيرون نحو الأفضل في تطور قدراتهم تدخلاً قبل أن يصلوا إلى نقطة حرجة، بالإضافة إلى أن إشارات الدورة سهلة الاستخدام، وتوفر الوقت بشكل ملحوظ، وتقدم تغذية راجعة مستمرة لهم.

أما جامعة ديربي فقد استكشفت عمليات تعزيز الطالب عن طريق تقديم أسئلة مفتاحية مثل:

(أ) ما الذي يحدث فعليًّا للطالب؟

(ب) ما نقاط التلامس بين الطلاب والمؤسسة؟

(ج) ما البصمات الرقمية المؤسسية للطلاب؟

(د) ما الذي يهم الطالب حقًّا؟

أما الجامعة الهولندية أمستردام (UVA) والجامعة الحرة في أمستردام (VU) تتلقى صندوقًا من SURF لإجراء دراسة تجريبية على متطلبات المستخدم لـ LA. ، وتبحث في سبل استخدام البيانات لجعلها متلائمة لإبلاغ المعلمين عن: (أ) استخدام مواد التعلم الإلكتروني من قبل الطلاب. (ب) استخدام المواد التعليمية ضمن النظام فيها. (ج) هل هناك علاقة بين عدد المواد المستخدمة ونتائج الدراسة أم لا؟

6ـ eAdvisor  في جامعة ولاية أريزونا  (ASU) 

يعرف المستشار الإلكتروني بأنه نظام التتبع الإلكتروني في جامعة ولاية أريزونا، ويستخدم التقنية والبيانات التحليلية لمساعدة الطلاب في إيجاد التخصصات التي تناسب مصالحهم، ومن ثم ضمان حصولهم على أعلى احتمال للتخرج. وتتمثل الأهداف الرئيسة للمبادرة في زيادة معدل البقاء للطلاب وتخرجهم، وتوفير جودة التعليم بتكاليف معقولة لعدد متزايد من الطلاب.

7ـ إستراتيجية تدويل جامعة نوتنغهام ( UK) وإنشاء فروع في آسيا 

يتمثل تحليل دراسة الحالة لهذه الإستراتيجية بتدويل جامعة نوتنغهام، والذي خطط لإنشاء قطاعين جامعيين في ماليزيا والصين، ونشأت الفكرة في 1990م، ويعدُّ هذا الابتكار جزءًا من أعمق وأوسع العمليات المؤسسية. كما أن المبادرة لا تهدف فقط لجعل نوتنغهام جامعة عالمية، ولكن من أجل تحويل هويتها ورسالتها وطرق العمل فيها، من المحافظة التقليدية إلى جامعة نابضة بالحياة والبصيرة والخيال.

النتائج الرئيسة

وتتمركز النتائج الرئيسة للدراسة حول التساؤلات البحثية الأربعة، والتي تعكس بشكل وثيق الإطار التحليلي الذي اعتمد بوصفه العمود الفقري للدراسة، ويمكن تلخيص هذه النتائج في الآتي:

ـ التحديات التي تواجه التعليم العالي لقيادة الإبداع

 هناك ثلاثة تحديات أساسية تواجه قطاع التعليم العالي في جميع أنحاء العالم، والتي تقود الإبداع في هذا القطاع، وهي:

1ـ ضغوط العولمة.

2ـ تغيُّر العرض والطلب على التعليم العالي.

3ـ التغيرات في تمويل التعليم العالي.

ولا شك أن هذه التحديات المختلفة تحدد وضع وسبل تنفيذ مختلف الممارسات الإبداعية وممارستها، وهذا التحدي نفسه يؤدي إلى إدخال ممارسات إبداعية في سياقات مختلفة، في حين أن الممارسة الإبداعية نفسها قد تكون مدفوعة من قبل أكثر من تحدٍّ في آنٍ واحد.

سياقات الإبداع الناجح

إن الممارسات الإبداعية تبني تفاعلاً بين العوامل المؤسسية الوطنية/الإقليمية، وبروز واحد أو آخر من العوامل يغير الموضوع إلى ميزة أخرى، مثل نطاق

المبادرة ومستوى استقلالية المؤسسة. فبالنسبة للعامل الأول، فكلما اتسع نطاق المبادرة زاد تأثير العوامل الوطنية/الإقليمية. وكلما كان النطاق محدوداً، زاد تأثير العوامل المؤسسية. وبخصوص العامل الثاني، تميل مؤسسات التعليم العالي المستقلة، بعد زيادة السيطرة على مواردها المالية وتخصيص هذه الموارد لوظائفها، إلى تطوير ممارسات أكثر من الأسفل إلى الأعلى. ولا شك أن الأثر المباشر لهذه الأنواع من الإبداعات قد يكون أكثر إلحاحًا، ولكن أيضًا أكثر محدودية، وغالبًا ما يقتصر على حدود المؤسسة الإبداعية. ومن ناحية أخرى، تميل مؤسسات التعليم العالي المستقلة إلى أن تكون أكثر تطورا من أعلى لأسفل. إن نهج الإبداع المدفوع من الدولة لا يجعل المؤسسات أقل إبداعًا، ولكن هذا يجعلها تدعم مساحة واسعة من العلاقات والعمليات في منظومة التعليم العالي، فتحتاج إلى فترات زمنية أطول لتنفيذها، ومن ثم ضمان تأثير الحدود المؤسسية على المدى الطويل.

المكونات والوظائف والعلاقات في نظام التعليم العالي للإبداع

يمنح تطوير الإبداعات في أنظمة التعليم العالي وتنفيذها التأثير في كافة عناصر النظم وهي: المكونات والعلاقات والوظائف؛ ففي مستوى المكونات تتأثر مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة المباشرة وغير المباشرة والفردية والمؤسسية بهذه الإبداعات. وعلى مستوى العلاقات، كان التأثير الأكثر أهمية يتمثل بالتعاون والتواصل وزيادة التنقل الذي من شأنه أن يغير العلاقات التقليدية بين الجهات الفاعلة أو يقدم علاقات جديدة. وعلى مستوى الوظائف، من الملاحظ أن الأثر الأكثر أهمية يظهر في وظيفة التعليم، والأثر الأكثر محدودية، ولكنه متزايد يظهر في وظائف البحث والمشاركة. ويمكن اعتبار هذا فقط مظهرًا من مظاهر أوائل المراحل التي تجد فيها الممارسات الإبداعية المختبرة نفسها أكثر بروزًا، بدلاً من تأثيرها في الأهمية الثانوية للإبداع. ومن ثم فإن من المرجح أن يصبح تأثير بعض الممارسات الإبداعية على وظائف النظام الأخرى مكثفًا وأكثر وضوحًا مع مرور الوقت. وكلما نضج وانتشر الإبداع على نطاق أوسع في نظام التعليم العالي للإبداع، تظهر ثلاث آليات لتكون الأكثر ظهورًا ضمن نظام التعليم العالي.

ـ كلما انتشر الإبداع ضمن منظومة التعليم العالي ولمس كل عنصر من عناصر مؤسسة التعليم العالي، احتاجت عمليات الإبداع إلى أن تدار بشكل أفضل، وفي حين يتم تدريس مناهج الإدارة في العديد من الجامعات، لا يتم تدريب مديري الجامعات لهذا، بينما في معظم الحالات يروج لها أكاديميًّا.

ـ هناك طبيعة متبادلة للتغيير داخل نظام التعليم العالي الإبداعي، حيث إن عناصر النظام (المكونات والوظائف والعلاقات) لها تأثير على نجاح الإبداع، في حين أن نجاح الإبداع يدفع للمزيد من التغيير في نظام التعليم العالي لجعله أكثر استجابة للتغييرات البيئية.

ـ التغير الحاصل في نظام التعليم العالي الإبداعي من خلال الممارسات الإبداعية التي تم اختبارها في الدراسة ليست ذات طبيعة جذرية، ولكن بطيئة نوعًا ما وتراكمية، حيث إن العديد من الممارسات الإبداعية لا تعدل جذريًّا في وظائف مؤسسات التعليم العالي التقليدي. بدلاً من ذلك فإنها توفر وسائل جديدة لفعل الأشياء التقليدية التي تستجيب بكفاءة كبرى للمتطلبات المتغيرة في مجال التعليم العالي.

المخرجات والعقبات

أما بالنسبة للنتائج فتبرز هنا أربعة مخرجات رئيسة للإبداع في التعليم العالي:

(أ) تمثل الرؤية واستخدام التقنيات الجديدة التمكين من الممارسات الإبداعية، وليس الإبداعات بحد ذاتها.

(ب) يظهر استخدام التقنيات الحديثة لتكون وسيطًا للانتقال من الرؤية التي تتمحور حول القسم الأكاديمي إلى الرؤية التي تتمحور حول الطالب في التعليم.

(ج) الإبداع في كثير من الأحيان يحفز التطور المتسارع للشركات بين مؤسسات التعليم العالي وغيرها من المنظمات وخاصة الشركات.

(د) توضح الإبداعات جانبين رئيسين لعملية الإبداع في مجال التعليم العالي هما: “القيام بأشياء جديدة”، و “القيام بالأشياء الحالية بشكل أفضل”.

أما العقبات في الإبداع فيمكن أن توجد على المستوى المؤسسي، وتتمثل بالافتقار إلى الدعم المؤسسي للممارسات الإبداعية، أو على المستوى الوطني ومستوى المناطق. كما أن الأطر التنظيمية هي أيضًا من التحديات المحتملة الحاسمة لبعض الممارسات الإبداعية. وعلى الرغم من أن هذه المعوقات تظهر قدرة الممارسات الإبداعية على تقديم نوعية عالية ومنصفة النتائج، من حيث توسيع فرص الحصول على التعليم العالي، ومنح الطلاب دورًا أكثر مركزية داخل النظام، وتوفير مسارات محتملة للتعامل مع الضغوط المالية التي تؤثر في النظام.

التوصيات المتعلقة بسياسات التعليم العالي

وتتركز التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة حول المواضيع المركزية الثلاثة المحددة من خلال الدراسة، والتركيز على قطبين أساسيين، وهما: مؤسسات التعليم العالي وواضعو السياسات.

التوصيات المتعلقة بالتغيرات في ساحة التعلم والتعليم العالي

يجب على مؤسسات التعليم العالي الاهتمام بالحاجة إلى:

  • تعزيز الثقافة المؤسسية للابتكار الذي يعزز الإبداع ويوفر الوعي بالفوائد الناتجة عن تنفيذ الإبداع، ويحفز الانفتاح عليه، ويقلل من مقاومة التغيير.
  • النظر في الحوافز والمكافآت لأعضاء هيئة التدريس، بما في ذلك ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الأكاديميون الذين ينخرطون في الممارسات الإبداعية.
  • إشراك أعضاء هيئة التدريس في استغلال إمكانيات التقنية التعليمية الجديدة.
  • النظر في استغلال التعاون المشترك بين المؤسسات لتحسين اختيار الطالب ونوعية التكاليف وإمكانية خفضها.
  • اتخاذ تدابير كافية لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس؛ وذلك للمزيد من التعاون في أداء مهامهم التعليمية.
  • استعراض الحدود التنظيمية القائمة والروابط.

وعلى واضعي السياسات النظر في الحاجة إلى وضع إطار تنظيمي واضح يقاوم التحديات التي تواجه التطورات في التعلم عبر الإنترنت منذ اليوم، ومنها عدم ملاءمة آليات ضمان الجودة، وعدم وجود عمليات الائتمان والاعتراف بأنظمة حقوق الملكية الفكرية.

التوصيات المتعلقة بالتقنية وأداء الطالب في التعليم العالي

يجب على مؤسسات التعليم العالي النظر في الحاجة إلى:

  • تحديد احتياجات المتعلمين المتنوعة وظروفهم.
  • التأكد من وصول المتعلم إلى التقنية ذات الصلة، وحيازة المهارات اللازمة للحصول على أقصى قدر من المنافع المأمولة.
  •  الاعتراف بأن التطبيق الناجح لتحليلات التعلم لن يعتمد فقط على اختيار التقنية، ولكن على إجراء التغييرات المؤسسية. ومن الضروري جدًّا أن يعمل معلمو وموظفو تقنية المعلومات والمسؤولون معًا بشكل فعال لدعم الطلاب.
  • توفير العمليات المناسبة والأدوات وأنشطة الدعم، بحيث تكون الكلية قادرة على الاستفادة الكاملة من البيانات الغنية التي نتجت من خلال التحليلات؛ لتمكينهم من الاستجابة لاحتياجات الطلاب الفردية ومواصلة تطوير تدريسهم.
  • توضيح أدوار مختلف الجهات الفاعلة ـ داخل المؤسسة وخارجها ـ التي تشارك في تلبية هذه الاحتياجات.
  • التأكد من فهم الأدوار المختلفة والمسؤوليات والعلاقات بينهما.
  • ضمان خطوط واضحة لمسؤولية الإدارة ومتطلبات المعلومات لتقييم الأداء.
  • بناء علاقات داعمة وزيادة الثقة بين الجهات الفاعلة ذات الصلة والمتمثلة في: (الطلاب والموظفين والأكاديميين وموظفي الدعم وموظفي تقنية المعلومات والمديرين وأرباب العمل).

على واضعي السياسات النظر في الحاجة إلى:

  • توضيح الآثار المترتبة على التمويل والنتائج المرجوة والجداول الزمنية للإبداع.
  • جمع معلومات التغذية الراجعة من المتعلمين والمؤسسات وأرباب المهام وتحليلها؛ لمعرفة مستوى الأداء ومدى الأثر، وإبلاغ جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة.
  • تحديد أي عواقب غير مقصودة من الإبداع.

السياسات المتعلقة بالعولمة وتدويل الإستراتيجيات

يجب على مؤسسات التعليم العالي النظر في الحاجة إلى:

  • موازنة الاعتبارات التربوية والتجارية والسمعة في صياغة إستراتيجية دولية شاملة.
  • معالجة مجموعة من العوامل المترابطة مثل انتقال الطلاب إلى الداخل والخارج، ومواقع الطالب، والاعتراف بالتأهيل، والآثار المترتبة على التمويل، والمناهج الدراسية والتربوية، وروابط سوق العمل.
  • النظر في جهات “الوطن” الفاعلة بما في ذلك المنزل والطلاب الدوليون وأعضاء هيئة التدريس والدعم، ووكالات ضمان الجودة، وأرباب العمل والهيئات الراعية.
  • إشراك موظفي “الوطن”، وبناء العلاقات بين الموظفين في المجالات المختلفة.
  • تحديد مقدار كمية “التصدير” من المؤسسة الوطنية، ومقدار الكمية المخصصة للبناء.
  • تلبية نظم ضمان الجودة التنظيمية والوطنية المختلفة.

وعلى واضعي السياسات الأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى توفير الدعم لتنقل الطلاب للداخل والخارج.

وختامًا يتبين من هذه تحليل هذه الدراسة مدى أهمية التعليم العالي خاصة لدى المفوضية الأوروبية للتعليم العالي والشؤون الدولية، وذلك من منطلق دوره الأساس في النمو المستدام والشامل. وكان من أبرز أهداف هذه الدراسة الإسهام في تحقيق فهم أفضل للتطورات الأخيرة التي تؤثر في التعليم العالي، وتقديم الأدلة على كيفية دعم الإبداع في التعليم العالي؛ لذا تناولت بعض المحاور الرئيسة التي من خلالها تتحقق تلك الأهداف، ومن بين تلك المحاور:

  • التحديات التي تواجه التعليم العالي والقيادة والإبداع في هذا القطاع.
  • الاختلافات الرئيسة المؤثرة في تحقيق الإبداع الناجح في التعليم العالي لمختلف الدوائر من حيث السياقات الإقليمية والمؤسسية.
  • ما النتائج المؤكدة للإبداع في التعليم العالي؟ وما المانع دون تحقيقها؟
  • كيف يشمل الإبداع المكونات الأساسية للنظام في مجال التعليم العالي؟ وكيف تؤثر تلك المكونات في وظائف النظام؟ وما الخطوات الأساسية؟ ومن أصحاب الدور الأول في تنفيذ الإبداع؟

كما استعرضت الدراسة التحديات الرئيسة التي تواجه التعليم العالي في أوروبا والمكونات الأساسية للنظام الابتكاري، وكيفية تحقيق الإبداع التعليمي إقليميًّا ومؤسسيًّا، وسلطت الضوء على عمليات الابتكار في قطاع التعليم العالي أيضًا، من خلال عرض ممارسات ابتكارية في بعض الجامعات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية وتحليلها. وبهذا يمكن للجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي في المملكة، من خلال هذه الدراسة، الاستفادة من الحالات والممارسات الابتكارية المثالية، ومن توصياتها الواردة بشأن ترسيخ النمط والأسلوب الابتكاري.​

الراصد الدولي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *