دراسة جديدة تربط بين فيسبوك وأعراض الاكتئاب

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » دراسة جديدة تربط بين فيسبوك وأعراض الاكتئاب

دراسة جديدة تربط بين فيسبوك وأعراض الاكتئاب

ارتبط موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعدد من مشكلات الصحة النفسية غير المرغوب بها، كانعدام الثقة بالنفس والغيرة. والآن، ظهرت دراسة جديدة نشرت في (مجلة علم النفس الاجتماعي والسريري- Journal of Social and Clinical Psychology) أفادت بأن لفيسبوك علاقة بأعراض الاكتئاب أيضاً، إلا أن العامل الوسيط هنا، ناشيء عن ظاهرة نفسية متأصلة وهي: “المقارنة الاجتماعية.” وهذا يعني أن إجراء مقارنات بين أكثر لحظات حياتنا رتابة، وبين اللحظات التي يعيشها أصدقاؤنا من خلال صور الرحلات والأطفال وغيرها، هو ما يربط بين فيسبوك وأعراض الاكتئاب. لكن، هل يعني هذا التوقف عن استخدام الموقع، أم أن وجهة نظرنا تجاهه تحتاج إلى بعض التعديل فقط؟

وقد استفسر العلماء في هذه الدراسة عن سلوكات المستخدمين، وإلى أي حد يجرون هذه المقارنات الاجتماعية، وطبيعة الأوقات التي شعروا فيها بأعراض الاكتئاب لديهم. وتبين أن مستخدمي فيسبوك يميلون بشكل أكبر إلى الإصابة بهذه الأعراض. إلا أن المقارنة الاجتماعية كانت العامل الوسيط بالنسبة للرجال فقط. وقالت مؤلفة الدراسة ماي لي ستيرز: “هذا لا يعني أن فيسبوك يسبب الاكتئاب، إلا أن مشاعر الاكتئاب واستغراق وقت طويل على الموقع، ومقارنة الشخص نفسه مع الآخرين تحصل كلها في وقت واحد.”

أما الجزء الثاني من الدراسة فقد تعمق في الموضوع بشكل أكبر؛ فقد كشفت البحوث ذات الصلة أن مقارنة الشخص نفسه مع من هم أفضل منه تسبب له مشاعر سيئة، والعكس تماماً عند المقارنة مع الأشخاص الأقل أفضلية.  وقد حاول هذا الجزء من الدراسة أن يستكشف طبيعة هذا الفرق بمعرفة كيف شعر الناس عندما رأوا منشورات الآخرين. فظهر أن الناس الذين يدخلون إلى فيسبوك بشكل كبير يصابون أكثر من غيرهم بأعراض الاكتئاب، وأن المقارنة هي العامل الوسيط لكلا الجنسين.

قد لا تكون نتائج الدراسة مفاجئة، لكنها تركز على العامل الوسيط بطريقة جديدة، حيث تقول ستيرز: “بالرغم من أن الدراسات الأخرى أنشأت روابط بين أعراض الاكتئاب وموقع فيسبوك، إلا أن دراستنا هي الأولى من نوعها، إذ حددت التقنية التي ينشأ عندها هذا الرابط، وهي المقارنة الاجتماعية. وبمعنى آخر، من يستخدمون الموقع بشكل كبير قد يقارنون أنفسهم بأصدقائهم، مما يصيبهم بالاكتئاب.”

لكن ليس من الضروري التوقف عن استخدام فيسبوك نهائياً، وفقاً لرأي ستيرز: “يجب أن يكون شعورك جيداً بعد استخدامه. أما التبعات غير المباشرة عند مقارنة نفسك بالآخرين، ستشكل لديك نظرة غير دقيقة عن حياتهم، وستجعلك تشعر بأنه ليس باستطاعتك الارتقاء إلى مستواهم، وهذا يؤدي بدوره إلى الاكتئاب. وإذا كنت تشعر بمشاعر سلبية عند استخدامك الموقع، فيجدر بك التوقف عن الدخول إليه.” كذلك ترى ستيرز أن المقارنة تسرق المتعة من الحياة. وعليه، ينبغي علينا التوقف عن إجراء أي مقارنات بين أكثر لحظات حياتنا مللاً أو حزناً مع أسعد لحظات حياة أحدهم. وربما كان الأصدقاء يضعون منشورات تركز على هذه اللحظات، بينما يبقون تفاصيل حياتهم الحزينة أو المملة طي الكتمان.

فوربس الشرق الأوسط

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *