«حوار الأديان» يدعو إلى تحصين القيم الإنسانية

الرئيسية » أخبار » «حوار الأديان» يدعو إلى تحصين القيم الإنسانية

«حوار الأديان» يدعو إلى تحصين القيم الإنسانية

اختتم المؤتمر الرابع لممثلي الديانات السماوية أعماله منذ أيام في أستانة عاصمة كازاخستان، والذي جاء تحت عنوان “السلام والوفاق كخيار للبشرية”، وشارك في المؤتمر الذي افتتحه الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف ووفود من أربعين دولة، من بينها وفود عربية من مصر والجزائر والمغرب وقطر والسعودية وغيرها.

كما حضره الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وناقش المؤتمر العديد من القضايا مثل قضايا المرأة والدين، ودور المنظمات الإنسانية في حوار الأديان، والدين والشباب، وغيرها من القضايا، ويعقد هذا المؤتمر دوريا كل ثلاث سنوات، واستضافت العاصمة الكازاخية المؤتمرات الثلاثة الماضية، ومرشحة لاستضافة الرابع عام 2015 ما لم تطلب دولة أخرى استضافته.

وقد صدر عن المؤتمر بيان ختامي ركز على تدعيم القيم الإنسانية، داعيا إلى تدعيمها في المجتمعات تجنبا للتدمير الذاتي:

نحن، المشاركون في المؤتمر، متحدون في اعترافنا بالخلق الإلهي لبني البشر وبكرامتهم وحقوقهم التي لا يمكن التصرف بها، ونعرب عن تطلعنا والتزامنا بالسلام والوئام باعتبارهما الاختيار الصحيح الأوحد للإنسانية من أجل مستقبلها المشرق.

ونحن نشعر بعميق الامتنان لجمهورية كازاخستان على المبادرة النبيلة التي ترمي إلى نشر الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة من أجل تعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون بين معتنقي الأديان المختلفة والشعوب والدول تحقيقا للصالح العام للإنسانية. ونحن نؤمن بأن الدين هو الوسيلة الأكثر أهمية وتأثيراً في مواجهة القضايا الاجتماعية المعاصرة، فضلاً عن تحقيق السلام والرخاء الشاملين.

ونحن، إلى جانب الشخصيات السياسية والعامة، نعلن استعدادنا لمعالجة التحديات الروحية والأدبية والأخلاقية الحالية معالجة سليمة، بما في ذلك التطرف والإرهاب اللذان يستخدمان الدين كغطاء.

ونيابة عن الشعوب التي تنتمي إلى مختلف الأديان والتقاليد الروحية، نعترف بتبادل الاحترام والتفاهم والوئام بوصفها قيما مشتركة يشجع عليها الحوار بين الأديان. ويتيح لنا مغزى هذه القيم الفرصة لكي نأمل ونؤكد أنه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، تواصل الأسرة الإنسانية العمل على نشر الإيمان والصداقة والتضامن والعدالة والأنشطة الإبداعية.

ومن ثم، نحن بحاجة إلى الاستفادة الكاملة من أديان العالم وثقافاته المتنوعة. ونعتبر تقوية الركيزة الأخلاقية والروحية للمجتمع، وإحياء القيم الأسرية التقليدية شرطا لا غنى عنه في تحقيق تنمية مستدامة عالمياً وأمراً أساسياً في فهم جوهر الوجود الإنساني والهدف من ورائه. ونحن على يقين من أنه يجب وبشدة احترام دور المرأة المثمر داخل الأسرة والمجتمع والاعتراف به وأن يلقى كافة سبل الدعم الممكنة من الشعوب والمنظمات.

إن مستقبل العالم يقع على عاتق الشباب. ونحن نؤكد على أهمية اعتماد مواضيع إيجابية عن الحياة لشبابنا، وكذلك تقوية أسس مبادئهم الأخلاقية والتنمية الروحية والتقدم من خلال التعليم على كافة المستويات. وينبغي أن يكون لدى الشباب الحق في اكتساب المعلومات الأساسية عن دينهم منذ نعومة أظفارهم، وفي ذات الوقت ندرك أن الشخص الذي يعرف دينه لا ينظر قط إلى الأديان الأخرى بعين الازدراء.

نحن واثقون من أن العالم سوف يحصن نفسه، بفضل هذه القيم، من التدمير الذاتي وسوف يرفع ذلك من قدرته على التنمية.

ونشعر بالقلق إزاء استمرار الحروب والصدامات العرقية وارتفاع معدل الجريمة ومظاهر التعصب والتطرف على أساس الدين، والتي أدت إلى نشوب العنف في أجزاء مختلفة من العالم. واسترشادا بتعاليمنا الدينية، نشجب التهديد أو استخدام القوة بأي شكل من الأشكال، ونناشد الدول كافة لبذل الجهود المشتركة من أجل معالجة هذه القضايا عبر طرق الحوار، وننادي بتحسين آليات التفاعل بين الطوائف الدينية والزعماء السياسيين والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.

ونؤكد دعمنا لمجلس الزعماء الدينيين، الذي يهدف إلى تعزيز التفاهم والتعاون المتبادلين بين نواب الأديان المختلفة. ونناشد جميع الشعوب التي تتمتع بالإرادة الطيبة بدعم أنشطة مجلس الزعماء الدينيين وبالانضمام إلى جهودنا التي ترمي إلى بناء عالم يسوده العدل والأمان والرخاء.

كازاخستان ــ البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *