حدود الممكن واللاممكن في العلم - 6

الرئيسية » الأعمدة » دراسات استشرافية » حدود الممكن واللاممكن في العلم – 6

 

إن البحث عن تفسير شامل لكل الظواهر الكونية من المتناهي في الصغر إلى المتناهي في الكبر، هو هم وهاجس علماء الفيزياء، ولذا يعتقدون بأن نظرية الأوتار الفائقة يمكن أن تكون نظرية لكل شيء؛ إذا توحدت النظريات الخمس للأوتار الفائقة. فهناك من العلماء[1] من يتصور أن إضافة البعد الحادي عشر، تجعل النظريات الخمسة؛ نظرية واحدة. ويقول كاكو “أعطانا البعد الحادي عشر صورة جديدة. لقد عني أيضا أن الكون نفسه ربما كان غشاء بعدم في زمكان مكون من أحد عشر بعدا. وأكثر من ذلك لا يتعين أن تكون هذه الأبعاد كلها صغيرة، وفي الحقيقة قد يكون بعض هذه الأبعاد لا متناهيا. ويثير هذا الاحتمال بأن كوننا يوجد كمتعدد أكوان لأكوان أخرى. فكر في مجموعة واسعة من فقاعات صابون عائمة أو أغشية. تمثل كل فقاعة صابون كونا كاملا يعوم في حقل أكبر من فضاء بأحد عشر بعدا. يمكن لهذه الفقاعات أن نتصل بفقاعات أخرى، أو تنشطر، وحتى أن تظهر للوجود ثم تختفي. وقد نعيش على قشرة واحدة من الأكوان الفقاعية هذه”[2].

ويتوقع ماكس تيغمارك[3] من جامعة HIT بأن الحديث حول هذه الأكوان المتوازية أو المتعددة، سيكون مسلما به في حدود الخمسين سنة القادمة. وتتوقع نظرية الأوتار الفائقة وجود غوغول من الأكوان (الغوغول هو 1 يتبعه 100 صفر)[4]. كما تتوقع عدم وجود أي إمكانية للاتصال أو القفز من كون إلى آخر.

ويعتقد بأن المادة السوداء وهي مادة غير مرئية محيطة بالمجرات، ربما هي مادة عادية لكون مواز[5]. ويتصور العلماء بأن ما يسمى الأكوان الغشائية[6] تتصادم مع بعضها البعض. وتؤكد نظرية الأوتار الفائقة على طبيعة التناغم للأكوان، إذ يقول كاكو “كان لنظرية متعدد الأكوان حقيقة واحدة لصالحها. عندما نحلل ثوابت الطبيعة نجد أنها “منغمة بدقة” لتسمح بوجود الحياة. ولو زدنا شدة القوة النووية فستحترق النجوم بسرعة كبيرة، بحيث لا تستطيع أن تعطي الحياة. ولو أنقصنا شدة القوة النووية فلن تشتعل النجوم أبدا، ولا يمكن للحياة أن توجد. ولو زدنا قوة الجاذبية فإن كوننا سيموت بسرعة في انهيار كبير. ولو أنقصنا قوة الجاذبية فسيتمدد كوننا بسرعة إلى جماد كبير. في الحقيقة هناك مجموعة من “الحوادث” تشتمل على ثوابت الطبيعة التي تسمح بالحياة. من الواضح أن كوننا يعيش في “منطقة غولدلوك” بالنسبة لمتحولات عديدة كلها “منغمة بدقة” بحيث تسمح بوجود الحياة. ولذا إما أن نصل إلى الاستنتاج بأن هناك إلها من نوع ما اختار كوننا ليكون “الكون الملائم” الذي يسمح بوجود الحياة، أو أن هناك بلايين الأكوان المتوازية معظمها ميت. وكما قال فريمان داسيون “يبدو أن الكون يعرف أننا قادمون”[7]. ولاشك بأن هذا التناغم، لا يمكن إلا يكون دليلا ساطعا على وجود الله المدبر الحكيم والمبدع؛ وهو أمر بديهي، لكن بعض “العلماء” ينحازون إلى فكر الصدفة، وهو براديغم غير عقلاني.

ويعتبر الكون الكمومي من القضايا التي شغلت بال العلماء في مجال الفيزياء ومن بينهم اينشتاين. ويرى كاكو بأن نظرية الكوانتم رغم كونها أنجح نظرية وضعت من طرف العقل البشري، إلا أنها مبنية على كثير من الاحتمالات والمصادفة والحظ[8].

ومن أشهر الأمثلة على هذه الاحتمالات لغز “قطة شرودينغر”[9] ويشير كاكو إلى النقاش بين العلماء حول وضع المادة والأجسام الذي يكون في حالات متعددة. ففيزياء الكوانتم شكلت زعزعة للبديهيات أو “للحقيقة الموضوعية” والمنطلق السليم. وساهمت مدرسة كوبنهاجن في تفسير هذه “الخروج” عن المنطق السليم[10].

وطرحت فكرة أخرى، هي الأكوان الكمومية، بعدما اختفت نظرية العوالم المتعددة، والتي عادت إلى الواجهة، بعد الحديث عن الكون الكمومي، ويقول كاكو “تبدو فكرة “الكونية الكمومية” للوهلة كتناقض في المصطلح: فنظرية الكوانتم تشير إلى عالم الذرة اللامتناهي في الصغر، بينما تشير الكونية إلى الكون بكامله. لكن فكر في هذا: في لحظة الانفجار الكبير كان الكون أصغر بكثير من إلكترون. ويوافق كل فيزيائي على إن الالكترونات يجب أن تكمم: أي أن توصف بالعلاقة الموجية الاحتمالية (علاقة ديراك) ويمكن أن توجد في حالات متوازية. وبالتالي إذا كان لابد من تكميم الالكترونات وإذا كان الكون في زمن ما أصغر من إلكترون، فيجب أن يوجد الكون في حالات متوازية – وهي نظرية تقود بشكل طبيعي إلى اتجاه “العوالم المتعددة”[11].

ويستمر كاكو في عرض مختلف آراء العلماء حول الكون الكمومي والأكوان المتعددة[12]، ومن ذلك آراء تيلزيوم وهكنغ الذي قال بتميز كوننا عن الأكوان الأخرى، كما تطرق إلى نظرية كيرت غوديل حول اللف الكلي للكون، وهي نظرية تواجه باعتراض كبير من العلماء الفلكيين.

وتبادل كاكو بعد ذلك، عن إمكانية التواصل بين كوننا والأكوان الأخرى؟ ويعتقد بأن ذلك ليس مستحيلا ولكن جد مستبعد[13].

وكما ذكر سابقا، فإن كاكو، رغم استبعاده الاتصال بالأكوان الأخرى، فإنه يتساءل عن إمكانية فتح ثقب في الفضاء أو تضخيم زبد الزمكان للولوج إلى أكوان أخرى!!

ومن الأسئلة المحرجة التي يطرحها كذلك، تتلخص في إمكانية صنع كون وليد في المختبر!

يقول اندري ليندي من جامعة ستانفورد، وأحد المشاركين في فكرة الكون المتضخم، أننا لو استطعنا صنع أكوان وليدة لا يمكننا عندها أن نعيد تعريف الإله ككائن أكثر تطورا من مجرد خالق للكون”. ليست الفكرة جديدة. فمنذ سنوات حسب الفيزيائيون الطاقة اللازمة لاشعال الانفجار الكبير. ويسأل ليندي “بدأ الناس فورا بالتساؤل عما سيحدث لو وضعت كمية كبيرة من الطاقة في مكان واحد في مجموعة طلقات مدافع المختبر مع بعضها. هل يمكنك تركيز كمية كافية من الطاقة لبدء انفجار كبير على المستوى الصغير؟”[14]. ويعتقد كاكو بأن تركيز الطاقة في نقطة يؤدي فقط إلى إحداث ثقب أسود[15]. ويرى بأن نظرية الكون المتضخم قد أجابت على عدد كبير من الأسئلة، كما أنها متناسقة مع مجموعة من البيانات التي تتدفق من القمرين الاصطناعيين WMAP وCOBE، ولهذا يعتبر عنده النظرية المرشح الأكبر لنظرية الانفجار الكبير[16].

ويؤكد كاكو بأن حديث العلماء متواصل حول نظرية الكون المتضخم، بحيث بعدما طرح آلان غوث وإدوارد فاهري سنة 1987، حول قدرة حضارة متطورة، على تضخيم كونها؟ تواصلت الأبحاث والدراسات، وابتكر مفهوم جسيم جديد سمي الانفلاتون Inflaton، تم طرحت فكرة تطور الأكوان. واعتقد غوث وفاهري بأن حضارة متقدمة يمكن أن تخلق كونا وليدا بثوابت فيزيائية الأساس. كما يمكن لحضارات متقدمة أن تبتكر أكوانا بثوابت  فيزيائية أخرى ودنا أخرى. ويقول كاكو (على الرغم من أن فكرة “تطور الأكوان” هذه جذابة لأنها قد تستطيع تفسير المبدأ الإنساني (الانتروبي)، فإن الصعوبة في هذه الفكرة هي أنها غير مستقرة وغير قابلة للنقض. علينا أن ننتظر حتى تمتلك نظرية كل شيء كاملة قبل أن نستطيع فهم هذه الفكرة)[17].

د. خالد ميار الإدريسي
رئيس تحرير مجلة مآلات، فصلية محكمة تعنى بالدراسات الاستشرافية

الهوامش:

[1] يقول كاكو: في عام 1994 سقطت قذيفة أخرى. من إدوارد ريتين من معهد برنستون للدراسات المتقدمة وبول تاوسند من جامعة كامبردج أن نظريات الأوتار الخامسة كلها في الحقيقة النظرية نفسها – لكن فقط لو أضفنا البعد الحادي عشر. ومن زاوية الأفضلية للبعد الحادي عشر، تنهار النظريات الخمس المختلفة جميعها إلى نظرية واحدة! كانت النظرية فريدة بعد كل ذلك لكن فقط لو صعدنا إلى أعلى قمة البعد الحادي عشر.

يمهد البعد الحادي عشر لوجود جسم رياضي جديد يدعى الغشاء (menbrane) (سطح كرة على سبيل المثال). وهنا كانت الملاحظة المذهلة: لو هبط المرء من احد عشر بعدا إلى عشرة أبعاد، فسوف تظهر نظريات الأوتار الفائقة الخمس جميعها بدءا من غشاء واحد.وبالتالي، فنظريات الأوتار الفائقة الخمسة جميعها مجرد طرق مختلفة كتحريك للأسفل من البعد 11 إلى البعد 10″. ص: 273.

[2] كاكو، ص: 273.

[3] نفسه، ص: 274.

[4] نفسه، ص: 274.

[5] يقول كاكو: “هناك تخمين بأن المادة السوداء قد تكون مجرة مادة عادية تعوم فوقنا في كون غشائي آخر. ويمكننا تحسس جاذبية هذه المجرة لأن بإمكانها أن تنفذ إلى بين المجرتين. لكن المجرة الأخرى تكون غير مرئية لنا، لأن الضوء يتحرك تحت المجرة. وبهذه الطريقة تكون للمجرة جاذبية لكنها ستكون مخفية، وهذا ينطبق على وصف المادة السوداء. (وهناك احتمال آخر أيضا هو أن المادة السوداء قد تتّالف من الاهتزاز التالي للوتر الفائق. كل ما نراه حولنا مثل الذرات والضوء ليست أكثر من الاهتزاز الادنى للوتر الفائق. وقد تشكل المادة السوداء المجموعة الأعلى التالية من هذه الاهتزازات). وللتاكد، فربما  تكون معظم الأكوان المتوارية هذه أكوان مبنية تتألف من غاز لا شكل له من الجسيمات تحت الذرية، مثل الالكترونات والنيوترينوات”. ص: 274.

[6] يقول كاكو: وقد تصطدم هذه الاكوان الغشائية بعضها مع بعض أيضا. ويعتقد بعض الفيزيائيين في برنستون أن كوننا ربما بدأ على شكل غشائين ضخمين جدا اصطدما أحدهما بالآخر منذ 13.7 مليار سنة، وقد خلقت أمواج الصدم من هذا التصادم الهائل كوننا. ومن الملاحظ أنه عندما اختبرت النتائج التجريبية لهذه الفكرة الغريبة وجد أنها تنطبق على النتائج  من القمر الاصطناعي WMAP الذي يدور حول الأرض حاليا. (تدعى هذه النظرية بنظرية “التصادم الكبير”) (The bigsplat)”. ص: 275.

[7] نفسه، ص: 275.

[8] نفسه، ص: 276.

[9] يقول كاكو: “يتلخص لغرشرو دينغر في التالي: توضع قطة في صندوق معلق. ويصوب مسدس على القطة داخل. (ثم يربط الزناد إلى عداد جايغر موضوع بالقرب من قطعة من اليورانيوم) عندما تتخافت ذرات اليورانيوم فغنها تشغل عداد جايغر الذي يشغل المسدس وقتل القطة. يمكن لذرة اليورانيوم أن تتخافت غولا. والقطة إما ان تكون ميتة أو حية. هذا منطق سليم! لكن في نظرية الكوانتم لا نعلم بالتأكيد إذا كان اليورانيوم قد تخافت. لذا علينا أن نضيف الاحتمالين: إضافة تابع الموجة لذرة متخافتة مع تابع  الموجة لذرة غير متخافتة. لكن هذا يعني أن علينا من أجل وصف القطة أن نضيف الحلتين. لذا فالقطة إما أن تكون ميتة أو حية. إنها تمثل حاصل جمع قطة ميتة وأخرى حية!”، ص: 277.

[10] يقول كاكو: “اعتقد مؤسسو نظرية الكوانتم بمدرسة كوبنهاجن التي تقول إنك عندما تفتح الصندوق فإنك تجري قياسا، ويمكنك تقدير إذا كانت القطة حية أم ميتة. لقد انهار التابع الموجي إلى حالة واحدة فقط وسيطر المنطق السليم. لقد اختفت الموجات تاركة جسيمات فقط. ويعني هذا أن القطة تدخل الآن في حالة محددة (إما ميتة أو حية) ولم تعد توصف بتابع موجي.

بالتالي هناك حاجز غير مرئي يفصل عالم الذرة العجيب عن عالم البشر الكبير، بالنسبة للعالم الذري، توصف الأشياء جميعها بموجبات الاحتمال، حيث يمكن للذرات ان تكون في عدة أماكن في الوقت ذاته. كلما كانت الموجة في موقع معين أكبر زاد احتمال العثور على الذرة في هذا الموقع. لكن هذه الموجات انهارت بالنسبة للأجسام الكبيرة، ولذا فهي توجد بحالات محددة، وبالتالي يسيطر المنطق السليم”. ص: 278.

[11] يقول كاكو: عندما ناقش هيو ايفيرت نظريته “العالم المتعددة” مع فيزيائيين آخرين، تلقى ردود أفعال لامبالية أو مرتبكة. وقد اعترض الفيزيائي برايس دبويت من جامعة تكساس على النظرية لأنه “لا يشعر بأن نفسه انشطرت”. لكن هذا كما قال ايفيرت مماثل للطريقة التي رد بها غاليليو على منتقديه الذين قالوا بأنهم لا يشعرون بأن الأرض تتحرك. (في النهاية، إنجاز ديويت إلى جانب ايفيرت وأصبح من رواد الداعين إلى النظرية). ولعقود توارت نظرية “العوالم المتعددة” في غياهب النسيان. لثقد كانت ببساطة أكثر روعة من أن تكون حقيقة. وقد خلص جون ويلر، مشرف ايفيرت في برنستون، في النهاية إلى النتيجة أن هناك الكثير جدا من “المتاع الزائد” الملازم لهذه النظرية . لكن أحد الأسباب لشيوع نظرية ايفيرت فجأة الآن هو أن الفيزيائيين يحاولون تطبيق نظرية الكوانتم على الحقل الأخير الذي قاوم محاولة تكميمه وهو الكون نفسه. ويؤدي تطبيق مبدأ عدم التأكد على الكون بكامله بشكل طبيعي إلى متعدد الأكوان”. كاكو، ص: 280.

[12] يقول كاكو: “في مقاربة” “العوالم المتعددة” فإن الحل لهذه المشكلة بسيط، يوجد الكون ببساطة في حالات متوازية عديدة تحدد كلها بتابع موجي، رئيس دعي “التابع الموجي للكون”. في الكونية الكمومية، بدأ الكون على شكل تذبذبات كمومية للفراغ، أي كفقاعة صغيرة جدا في زبد الزمكان. كان لمعظم الأكوان الوليدة في زبد الزمكان انفجار كبير ثم حصل لها بعد ذلك مباشرة انهيار كبير نحو الداخل. وهذا هو سبب عدم رؤيتنا لها لأنها صغيرة جدا وذات عمر قصير، وهي ترقص أثناء دخولها إلى الفراغ وخروجها منه. وهذا يعني أنه حتى “اللاشيء” يغلي مع الأكوان الوليدة التي تدخل إلى الوجود وتخرج منه لكن على مقياس صغير جدا لا يكتشف بأجهزتنا. لكن، ولسبب ما، لم تعد إحدى الفقاعات في زبد الزمكان إلى الانهيار إلى مضغة كبيرة، لكنها استمرت في التمدد. هذا هو كوننا”. ص: 281.

[13] يقول كاكو: (…) لذا فاحتمال التفاعل مع كون كمومي مع الذرات في جسمك، فإن فرصة التواصل مع كون آخر يتألف من ديناصورات وغرباء صغيرة جدا، ويمكنك حساب أن عليك أن تنتظر فترة أطول بكثير من عمر الكون بأكمله ليتم ذلك الاتصال. ولذا فالاتصال مع كون كمومي مواز لا يمكن استبعاده، لكنه سيكون حدثا نادرا جدا، لأننا فككنا ارتباطنا معها. لكننا نصادف في علم الكون نوعا مختلفا من الأكوان: كون متعدد يتألف من أكوان يمكنها التعايش بعضها مع بعض مثل فقاعات من الصابون تعوم في حمام من الفقاعات. إن الاتصال مع كون آخر في الكون المتعدد مسألة مختلفة. إنه سيكون بالتأكيد إنجازا صعبا، لكنه قد يكون ممكنا بالنسبة إلى حضارة من النوع الثالث.

وكما ناقشنا مسبقا، فإن الطاقة اللازمة لفتح ثقب في الفضاء أو لتضخيم زبد المكان والمكان ليسا مستقرين عند هذه الطاقة، وهذا بفتح الإمكانية لمغادرة كوننا (بافتراض وجود أكوان أخرى وأننا لن نقتل أثناء العملية). ليس هذا سؤالا أكاديميا بحثا لأنه يجب على الحياة الذكية في الكون أن تواجه يوما ما مسألة نهاية الكون. وفي النهاية، قد تقدم نظرية متعدد الأكوان الخلاص للحياة الذكية في كوننا. تؤكد البيانات الحديثة من القمر الصناعيWMAP الذي يدور حاليا حول الأرض أن الكون يتمدد بمعدل متسارع. وقد نهلك كلنا يوما ما فيما يدعوه الفيزيائيون بالتجمد الكبير. ففي نهاية المطاف، سيصبح الكون بأكمله أسوء، وسوف تنطفئ النجوم في السماء كلها. وحتى الذرات نفسها في أجسامنا قد تبدأ بالتفكك. وقد تهبط درجات الحرارة إلى قرب الصفر المطلق، مما يجعل الحياة مستحيلة.  ومع اقتراب الكون من هذه النقطة يمكن لحضارة متقدمة تواجه الموت النهائي لكوننا أن تفكر في القيام بالرحلة النهائية إلى كون آخر. وبالنسبة لتلك الكائنات فإن الخيار سيكون بين الموت متجمدة أو المغادرة. إن قوانين الفيزياء هي بمنزلة حكم بالموت للحياة الذكية كلها، لكنها هناك فترة خلاص في هذه القوانين. على حضارة من هذا النوع أن تطوع طاقة محطات الذرة الضخمة. وشعة ليزر بحجم النظلام الشمسي جحخثحصثحوتاا أشعة ليزر بحجم النظام الشمسي: أو تجمعا لنجوم تقوم بتركيز طاقة هائلة في نقطة وحيدة للحصول على طاقة بلانك الشهيرة. ومن الممكن القيام بهذا ليكفي لفتح ثقب دودي أو ممر إلى كون آخر. وقد تستخدم حضارة من النوع الثالث الطاقة الهائلة تحت تصرفها لفتح ثقب دودي مع رحلتها إلى كون آخر، تاركة كوننا الذي يموت لتبدأ من البداية مرة أخرى” !!

كاكو، ص: 284 – 285.

[14] نفسه، ص: 285.

[15] يقول: “لو ركزت طاقة كافية في نقطة واحدة فكل ما ستحصل عليه هو انهيار الزمكان عام إلى ثقب أسود ولاشيء آخر. لكن اّلان غوث وليندى من الـMIT اقترحا عام 1981 نظرية “الكون المتضخم” التي ولدت منذ ذلك الحين اهتماما كبيرا بين علماء الكون. وبحسب هذه الفكرة بدأ الانفجار الكبير بتمدد مدفوع أسرع بكثير مما اعتقد مسبقا.  (حلت فكرة الكون المتضخم العديد من المشاكل المعقدة في علم الكون، مثل لماذا يجب أن يكون الكون متجانسا. ففي أي مكان ننظر إليه من أحد أطراف السماء في الليل إلى الطرف المقابل، نرى كونا متجانسا.

ففي أي مكان ننظر إليه من أحد أطراف السماء في الليل إلى الطرف المقابل، ترى كونا متجانسا، على الرغم من أنه لم يكون هناك وقت كاف منذ الانفجار الكبير لهذه المناطق المفصولة بشكل واسع لتكون على اتصال. الجواب على هذه المعضلة بحسب نظرية الكونى المتضخم هو أن قطعة ضئيلة  من الزمكان الذي كان متجانسا نسبيا انفجر يصبح الكون المرئي بكامله). ومن أجل القفزىة لبدء التضخم، افترض غوث أنه عند بداية الزمان كانت هناك فقاعات ضئيلة من الزمكان، حيث تضخمت إحداها بشكل كبير لتصبح الكون الحالي”. ص: 286.

[16] نفسه، ص: 286

[17] نفسه، ص: 288.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *