حدود الممكن واللاممكن في العلم - 1

الرئيسية » الأعمدة » دراسات استشرافية » حدود الممكن واللاممكن في العلم – 1

قراءة في مضامين فيزياء المستحيل 

المقدمة:

من الخصائص المميزة للإنسان هي امتلاكه قدرة على التخيل والحلم وبناء مشاهد مستقبلية في ذهنه، غير خاضعة لأي ضوابط، سوى الرغبة الجامحة في الانفلات من الواقع وتخيل واقع آخر يستجيب لإرادته ومتكيف مع أهوائه ونزواته وطموحاته وهواجسه…

إن الإبداع التخيلي، لاشك ساهم في تقدم العلم ومكن العلماء من اكتشاف قواعد تفسير مجموعة من الظواهر العلمية، واختراع آليات وأنظمة وآلات كان مجرد التفكير فيها مجرد خيال جامح وساذج.

تعتبر اليوم المنظومات التعليمية المتفوقة هي تلك التي تربي الأجيال على الروح الإبداعية والابتكارية والقائمة على كفاءة ومهارة الخيال، وكل أمة لا تمتلك مقومات الإبداع ولا تشجع على إطلاق العنان لخيال مبدعيها، هي أمة عقيمة، لا يمكن لها أن تبتكر. فالطريق إلى الاختراعات الكبيرة يبدأ من جرأة التخيل.

ومن المعلوم أن الخيال الإيجابي هو الذي يحفز صاحبه على ترجمة تصوراته إلى وقائع ملموسة. وهناك من يملك القدرة على الجمع بين الخيال والتطبيق الواقعي، وهناك من يكتفي بوضع تصورات وأفكار رائدة ويتكفل البعض بإنجازها.

وتاريخ العلم، مجسد لأفكار مدونة في كنانيش العلماء فيها ما تحقق وصاحب ذلك دائما، الاعتراض حول مدى جدية الأفكار وقابليتها للتنفيذ أو استحالة ذلك. ويعتبر كتاب فيزياء المستحيل للعالم كاكو، من الكتب الرائدة التي حاولت مطارحة إشكالية حدود الممكن واللاممكن في الفيزياء.

والكاتب كاكو، يعترف[1] بأن من دواعي اهتمامه بالعلم هو شغفه بقراءة كتب الخيال العلمي، مثل روايات فيرن الأديب الفرنسي (1828 – 1905) وكذلك أفلام ومسلسلات الخيال العلمي.

ولم يكن كاكو هو الوحيد الذي تأثر بالخيال العلمي، بل مجموعة من العلماء ومن بينهم الفلكي الكبير إدوين هوبل.

وهذا الشغف بالخيال العلمي، أقحم كاكو في البحث العلمي الذي بين له أن أشياء كثيرة نسجت قصص الخيال العلمي، هي من ضروب المستحيل “أدركت أن هذه الحكايات كانت ببساطة مستحيلة بحسب العلم الذي تتضمنه وهي مجرد شطحات من الخيال، إن التقدم في السن يعني إزاحة هذه الأحلام جانبا. ففي الحياة الواقعية كما أنبئت، على المرء أن يتخلى عن المستحيل وأن يتبنى الواقع. ومع ذلك استنتجت أنه إذا كان لي أن أتابع اندهاشي بالمستحيل، فسيكون المفتاح لذلك من خلال حقل الفيزياء. ومن دون أساس صلب من الفيزياء المتقدمة فسأراهن دوما حول التقانات المستقبلية من دون أن أفهم إذا كانت ممكنة أم لا. لقد أدركت أنني بحاجة إلى أن أقحم في الرياضيات المتقدمة، وأن أتعلم الفيزياء النظرية. ولذا فقد كان هذا ما قمت به”[2].

ولهذا فكتاب كاكو، هو اهتمام بمطارحة قضية المستحيل في الفيزياء، وإن كان المستحيل في نظره نسبي، فكثيرة هي الاختراعات التي اعتبرت في حدود 150 سنة إلى الوراء، غير ممكنة وأنها مستحيلة. ففي نظر كاكو، ففزياء الكوانتم ونظرية النسبية العامة ونظرية الأوتار الفائقة، تمكن العلماء من تقدير مستقبل التكنولوجيا.

ومن المفارقة أن المدارسة الجادة حول المستحيل غالبا ما فتحت حقولا غنية وغير متوقعة من العلم، على سبيل المثال، قاد البحث العقيم والمخيب لـ “الآلة دائمة الحركة” الفيزيائيين إلى الاستنتاج أن مثل هذه الآلة مستحيلة، ما أجبرهم على طرح نظرية حفظ الطاقة وقوانين الديناميكا الحرارية الثلاثة. لذا ساعد البحث العقيم لبناء آلات دائمة الحركة في فتح حقل علمي جديد تماما من الديناميكا الحرارية، والذي أسس جزئيا للمحرك البخاري، عصر الآلة والمجتمع الصناعي الحديث”[3].

يبدو جليا أن الانشغال بالبحث في مجال الآلة الدائمة الحركة، قد ساهم في بناء علم جديد ودائما التفكير في قضايا مستحيلة[4]، يفضي بالعلماء إلى اكتشاف واختراع الممكنات. وكتاب كاكو، هو تصنيف لثلاث أنواع من المستحيلات، فهناك الصنف الأول من المستحيلات والتي هي عبارة تقانات مستحيلة اليوم ولكنها لا تتعارض مع قوانين الفيزياء المعروفة. أما الصنف الثاني، فهي مستحيلات، تشمل تقانات تقع على حافة الإدراك العام للعالم الفيزيائي.

أما الصنف الثالث، فهي مستحيلات، تشمل تقانات تتعارض مع قوانين الفيزياء المعروفة حاليا.

سنحاول في هذه القراءة التلخيصية، التعرف على مختلف هذه التصنيفات وطرق الاستدلال عليها وكيف ستعيد تشكيل الفيزياء وبالتالي ما هي مضامين فيزياء المستحيل؟

أولا: مستحيلات الصنف الأول / المستقبل الاتي.

إن تصنيف كاكو للمستحيلات إلى ثلاث أنواع أو مراتب، مرتبط بمعيار مدى التحقق الزمني للتقانات المرتبطة بكل صنف، ثم معيار مدى توافق أو تعارض هذه الأصناف مع قوانين الفيزياء المعروفة. وهكذا فالصنف الأول من المستحيلات، تشمل تقانات مستحيلة التحقيق اليوم، ولكنها ممكنة التحقق في حدود 50 سنة إلى مائة سنة المقبلة، وهي تقانة النقل الفوري من بعد، ومحركات ضد المادة وأنواع من التخاطر من بعد والتحريك النفسي والاحتجاب عن الرؤية وغير ذلك. وهكذا خصص الباب الأول لهذا النوع وتضمن المواضيع التالية:

  • حقول القوة.
  • الحجب عن الرؤية.
  • المدافع الشعاعية ونجوم الموت.
  • النقل الفوري البعيد.
  • التخاطر من بعد.
  • الحركة بتأثير الدماغ.
  • الروبوتات.
  • الكائنات الفضائية والأجسام الغامضة.
  • السفن النجمية.
  • مضاد المادة ومضادات الأكوان.

هذه مجمل القضايا الذي تعرض لها وسنحاول بسط الحديث فيها.

1- حقول القوة.

يقصد بحقل القوة ذلك الدرع الحامي الخفي والنحيف والذي لا يخترق، أي له قوة كبيرة لمنع الصواريخ وأشعة الليزر وبالتالي فهو حقل قوة دفاعي. ويقول كاكو “وبالطريقة ذاتها التي طور فيها مصباح أديسون الحضارة الحديثة. يمكن لحقل القوة أن يؤثر بعمق على كل ناحية من نواحي حياتنا. يمكن للجيش أن يستخدم حقول القوة ليصبح غير قابل للهزيمة، بصنع درع لا تخترق ضد صواريخ العدو وقذائفه. ويمكن بناء الجسور، والطرق السريعة الفائقة نظريا بمجرد الضغط على زر. ويمكن في لحظة إنشاء مدن بأكملها في الصحراء، تحتوي على ناطحات سحاب مصنعة بالكامل من حقول القوة. ويمكن لحقول القوة المنصوبة فوق المدن أن تمكن ساكنيها من تحويل تأثيرات رياح الطقس العنيف، والعواصف، والأعاصير كما يشاءون. ويمكن بناء مدن تحت المحيطات ضمن النطاق الآمن لحقل القوة. ويمكن استبدال الزجاج، والفولاذ، والاسمنت، بالكامل. ومع ذلك فمن الغريب أن حقل القوة ربما كان أحد أكثر الأشياء صعوبة لصنعه في المختبر، وفي الحقيقة – يعتقد بعض الفيزيائيين أنه ربما كان من المستحيل فعل ذلك، من دون تعديل خصائصه” [5].

ويعتبر مايكل فارادي العالم البريطاني، المكتشف الأول لحقول القوة، وذلك حينما لاحظ بأن تحريك مغناطيس صغير فوق مجموعة من الأسلاك قادر على توليد تيار من الكهرباء في السلك دون ملامسة على الإطلاق، مما يعني “أن الحقل المغناطيسي غير المرئي يمكنه أن يدفع الالكترونات في سلك عبر الفضاء الفارغ خالقا تيارا كهربائيا”[6]، إن هذا الاكتشاف لحقول القوة[7] هو الدافع الحالي للحضارة الحديثة”. ويعتقد كاكو بأن البلازما[8] يمكن أن تحاكي بعض خصائص حقل القوة؛ فنافذة البلازما التي اخترعها الفيزيائي إدي هيرستوفيتش عام 1995 في مختبر بروكهافن الوطني في لونغ ايلاند بنيويورك، يمكن أن توظف كدرع لا يخترق”. “ولذا يمكن للمرء عبر مجموعة من نوافذ البلازما والاستار الليزرية والشاشات الكربونية أن يتخيل صنع حائط غير مرئي غير قابل للاختراق تقريبا بكل الوسائل”[9]. ولكن هذا التوقع غير قابل للتحقق في السنوات القادمة، فدرع غير مرئية قادرة على إيقاف شعاع ليزري، تفترض وجود نوع متطور من “التلوين الضوئي”[10] غير متوفر حاليا.

ويعتبر الدفع المغناطيسي[11] (Magnetic Levitation) من مهام حقول القوة، حيث يمكن أن تعمل كمنصة تقاوم الجاذبية؛ وتوظف في نقل الأشياء الضخمة المحمولة مغناطيسيا وهذا غير ممكن في الوقت الحالي، لأن هناك حاجة إلى ما يسمى “بالناقلات الفائقة عند درجة حرارة الغرفة”[12]. والتي ستمكن من الوصول إلى تلك المشاهد المصورة في أفلام الخيال العلمي، وهكذا فكاكو يرى بأن الوصول إلى ذلك، مستحيل بتقانة اليوم، ولكن ممكن خلال قرن أو ما يقاربه[13].

2- الحجب عن الرؤية.

إن الاحتجاب عن الرؤية والقدرة على الاختفاء، هو حلم رواد الإنسان عبر التاريخ، فنسجت حكايات وقصص في كل الحضارات حول طاقية الاختفاء عند العرب، أو خاتم جايجس في الأساطير اليونانية، أو المعطف السحري في روايات هاري بوتر أو الخاتم في سيد الخواتم؛ وكثيرة هي أفلام الخيال العلمي التي صاغت مشاهد عجيبة للاختفاء. وهذا الحلم الذي راود البشرية، تغذيه رغبة التفوق والتسلط والتحكم. لذا فالجيوش المعاصرة، ترى بأن كفاءة الاختفاء والتواري عن الأنظار هي مكسب قادر على قلب موازين الحروب، ولذلك حاول العسكريون تطوير تقانة التسلل[14] Stealth التي تعمل على إخفاء الطائرات عن الرادار. وهي تقنية مستندة على معادلات ماكسويل كلارك، التي يستفيد منها العلماء الآن، لتقديم فهم متكامل حول الضوء والبصريات وحجب الرؤية. وهناك سباق شرس بين شركات ومختبرات عالمية للوصول إلى ابتكار أقمشة أو مواد مثل[15] metaflex وغير ذلك سواء لأغراض سلمية أو عسكرية.

ويرى كاكو بأن الأبحاث الجارية حول ما يسمى “شبه المادة”[16] (metamaterial)، يمكن أن تجعل الأجسام مخفية. وأشباه المواد ستغير نظرة العلماء في علم البصريات؛ ويشتغل العلماء في جامعة ديوك والامبريال كولج بلندن حول أشباه المواد، حيث تمكنوا في 2006 من استخدام هذه المواد لجعل جسم ما غير مرئي للأشعة الميكروية[17].

ويلاحظ كاكو بأن شبه المادة تتحكم بما يسمى “بقرينة الانكسار” والتي يراد بها “سرعة الضوء في الفراغ إلى سرعته خلال وسط ما”[18]. ولهذا يتم البحث بشكل كبير حول أشباه المواد، كما تطور البحث عن الإخفاء، عند استعمال تقانة نقش شرائح السيليكون. وهناك إمكانية في المستقبل لتطوير تقانة البلورة الفوتونية[19] (photonic). كما استطاع مجموعة من الباحثين سنة 2007 من تصنيع شبه مادة تحني الضوء باستعمال تقانة مختلفة تسمى (بلاسمونيكس –[20] Plasmonics).

ويبدو لكاكو أن التقانة النانونية هي المفتاح للإخفاء، أي “القدرة على التحكم في مقياس الذرة ببعد واحد على مليار متر”[21]. أما اعتماد الهولوغرام[22] Holograms لتحقيق الإخفاء فهو ممكن لكن تواجهه صعوبات كثيرة.

ولكل هذه الاعتبارات العلمية، فإن الوصول إلى ابتكار تكنولوجية الإخفاء، ليس مستبعدا في العقود القادمة.

3- المدافع الشعاعية و”نجوم الموت”.

اعتاد المشاهدون لأفلام الخيال العلمي على رؤية مدافع وسيوف شعاعية من الليزر، لها قوة تدميرية هائلة. وتسعى الشركات الكبرى المصنعة للأسلحة، لابتكار أسلحة مثيلة فهل سيتحول الخيال إلى الواقع؟ وما هي حدود الممكن في ذلك؟ يعتقد كاكو بأنه ليس هناك حدود فيزيائية لكمية الطاقة الخام التي يمكن تجميعها في شعاع ضوئي. وبالتالي ليس هناك قانون فيزيائي يحول دون ابتكار وضع سلاح نجم الموت أو السيوف الضوئية، ذلك أن “حزما ضوئية من أشعة غاما، والتي تفجر الكواكب، موجودة في الطبيعة”[23].

يستعرض  كاكو مختلف الجهود العلمية التي حاولت فهم الضوء والطاقة وبداية اكتشاف الميزرات maser والليزرات بفضل نيكولاي باسوف وبروخروف سنة 1964 ومن جاء من بعدهم. ويتم تصنيف أنواع الليزر كما يلي[24]:

  • الليزرات الغازية.
  • اليزرات الكيميائية.
  • ليزرات الإكسايمر Excimer.
  • ليزرات الحالة – الصلبة.
  • ليزرات أنصاف النواقل.
  • ليزرات الصباغات.

رغم توفر هذه الأنواع، فإن الليزرات والمدافع الشعاعية غير ممكنة اليوم لعدم توفر حزمة طاقية محمولة. و”بسبب المشاكل في صنع حزمة طاقية محمولة ومادة ليزرية مستقرة، فإن صنع مدفع شعاعي يدوي غير ممكن بالتقانة الحالية. إن المدافع الشعاعية ممكنة، لكن فقط إذا وصلت بسلك إلى مصدر لتزويد الطاقة. وربما تتمكن بواسطة التقانة النانونية من صنع بطاريات نانونية صغيرة تخزن أو تولد طاقة كافية لخلق الانفجاريات الشديدة من الطاقة اللازمة لجهاز يدوي. وحاليا، كما رأينا سابقا، فإن التقانة النانونية بدائية جدا. على المستوى الذري، استطاع العلماء صنع آلات ذرية عبقرية، لكنها غير عملية، مثل الحاسب الذري والغيتار الذري. لكن من الممكن في نهاية القرن الحالي أو المقبل أن تتمكن التقانة النانونية من أن تعطينا بطاريات صغيرة يمكنها تخزين كميات هائلة من الطاقة”[25].

كما أن صناعة سيوف ضوئية كما هو معمول به في أفلام الخيال العلمي غير ممكن حاليا بسبب عدم توفر التقانة المناسبة حاليا.

ونفس الشيء بالنسبة لصناعة سلاح نجم الموت القادر على تدمير كوكب كما جاء في “حرب النجوم” وبعض أفلام الخيال العلمي. ويمكن تطوير مستقبلا تقانة الاندماج النووي عبر طريقتين، الأولى هي “الحصر الثقالي”[26] والثانية هي “الحصر المغناطيسي”[27] ورغم ذلك، فإنه يصعب صناعة سلاح نجم الموت. و”هناك احتمال آخر لتنشيط مدفع ليزر نجم الموت بالتقانة المعروفة اليوم هي القنبلة الهيدروجينية. ويمكن نظريا لبطارية من ليزرات أشعة إكس تطوع قوة الأسلحة النووية وتركزها، أن تولد طاقة كافية لتشغيل جهاز يمكنه إشعال كوكب بكامله”[28]، وينتهي كاكو إلى أن تقانة نجم الموت، هي ممكنة بعد مئات إلى آلاف السنين في المستقبل.

د. خالد ميار الإدريسي
رئيس تحرير مجلة مآلات، فصلية محكمة تعنى بالدراسات الاستشرافية

الهوامش:

[1] – يقول كاكو: أتذكر مشاهدة إعادة مسلسل “فلاش غوردون” القديم على التلفاز، كنت ألتصق كل يوم سبت بجهاز التلفاز مشدودا إلى مغامرات فلاش والدكتور زازكوف وديل أردن وآلاتهم المدهشة ذات التقانة المستقبلية؛ سفن صاروخية، دروع لامرئية، مسدسات شعاعية، ومدن فضائية. لم أتخلف أسبوعا واحدا. لقد أنتج البرنامج عالما جديدا لي تحمست لفكرة السفر يوما كالصاروخ إلى كوكب غريب واكتشاف تضاريسه الغريبة. ولأنني انجذبت على عالم هذه الاختراعات الرائعة علمت ان مصيري الشخصي قد ارتبط بطريقة ما بعجائب العلم التي وعد بها هذا المسلسل.

– ميشيو كاكو: فيزياء المستحيل، ترجمة سعد الدين خرفان عالم المعرفة، عدد 399 أبريل 2013 ص: 8.

Michio kaku : Physics of the impossible : A scientific Exploration in to the World of phasers, Force fields, teleportation, and Time Travel. Doubleday, New York 2008.

[2]  – ميشيو كاكو: فيزياء المستحيل، ص: 9.

[3]  – نفس المرجع، ص: 12.

[4]  – كان الاعتقاد السائد بأنه من المستحيل أن يكون عمر الأرض مليارات السنين، وعلل ذلك اللورد كلفن بأن الأرض المنصهرة، يمكن أن تبرد خلال 20 إلى 40 مليون سنة، بخلاف علماء الجيولوجيا والأحياء الداروينيين الذي اعتقدوا خلاف ذلك، لكن مع اكتشاف القوة النووية على يد كورين وآخرين، تبين أن مركز الأرض، المسخن بالتفكك الإشعاعي، يمكن أن يبقى منصهرا لملايير السنين.

ومن الأمور التي نظر إليها بغرابة كبيرة وتهكم، زعم روبرت كودارد مؤسس علم الصواريخ في العشرينيات بأن الصواريخ يمكن أن تسافر في الفضاء الخارجي. وهوجم غودارد من طرف الصحافة والعلماء وأطلقوا على نظريته “حماقة غودارد” لكن أدولف هتلر استطاع حشد العلماء، واستطاع أن يقذف لندن بوابل من صواريخV-2 .

كما اعتبرت فكرة القنبلة النووية مستحيلة، حتى استطاع العلماء من ترجمة ذلك إلى واقع وانطلاق مشروع مانهاتن الذي ساهم في إنتاج القنبلة الذرية.

أنظر كاكو: فيزياء المستحيل، ص: 14.

[5]  – نفس المرجع، ص: 20.

[6]  – نفسه، ص: 22

[7]  – من اكتشافات الفيزياء المعاصرة هو عزل القوى الأربع (الجاذبية – الكهرطيسية – القوة النووية القوية والضعيفة). وهي قوى لا تملك خاصيات حقول القوة التي يتم تخيلها في أفلام الخيال العلمي.

انظر:  كاكو، نفس المرجع، ص: 23 – 24.

[8]  – البلازما هي “الحالة الرابعة للمادة” بعد الصلب والسائل والغاز التي تشكل الحالات الثلاث المعهودة للمادة. لكن الشكل الأكثر شيوعا للمادة في الكون هو البلازما منفصلة بعضها عن البعض، حيث تنتزع الالكترونات من الذرة، فإن الذرات مشحونة كهربائيا ويمكن التحكم فيها بسهولة بواسطة الحقول الكهربائية والمغناطيسية. والبلازما هي الشكل الأكثر وفرة للمادة المرئية في الكون، مشكلة الشمس والنجوم والغاز بين المجرات. ليست البلازما مألوفة لدينا لأنها لا توجد إلا نادرا على الأرض، لكننا نراها على شكل نور الصواعق والشمس وداخل تلفاز البلازما.

كاكو، نفس المرجع، ص: 25

[9]  – نفس المرجع، ص: 27.

[10] – “ستحتاج الدرع إلى إيقاف ليزري إلى نوع متطور من التلوين الضوئي ايضا. ونستخدم هذه العمليات في النظارات الشمسية التي تغمق ذاتيا بتعرضها إلى الإشعاع فوق البنفسجي. يقوم التلوين الضوئي على جزئيات يمكن أن توجد في حالتين على الأقل في إحدى الحالتين يكون الجزيء شفافا، لكنه عندما يتعرض للإشعاع فوق البنفسجي فإنه يتغير فورا إلى الحالة الغامقة الثانية. قد تتمكن من استخدام التقانة النانونية لإنتاج مادة بمثابة الأنابيب الكربونية النانونية التي تستطيع تغيير خصائصها اللونية عندما تتعرض لأشعة الليزر. وبهذه الطريقة قد تستطيع الدرع أن توقف تيارا ليزريا كما يمكنها أن توقف حزمة من الجسيمات أو نارا من مدفع. ولكن لا توجد في الوقت الحالي أجهزة تلوين ضوئية يمكنها إيقاف أشعة الليزر”.

– كاكو، نفس المرجع، ص: 27.

[11]  – تم تصميم أول نظام ماغليف تجاري (Maglev) سنة 1984 فقطار ماغليف التجاري الأول بدأ على خط تجريبي في شنغاي بسرعة 268، كما وصل قطار ماغليف الياباني في مقاطعة بامانشي إلى سرعة كلم في الساعة 361.

– نفس المرجع، ص: 28.

[12]  – نفس المرجع، ص: 29 – 30.

[13] – نفسه، ص: 32.

[14]  – نفس المرجع، ص: 38.

[15]  – يقول ياسر علي:

“كانت مشكلة الضوء المنظور والتي تضيف صعوبة كبيرة لعملية الاخفاء هي صغر أطول موجاته، والتي تحتاج إلى مواد ذراتها صغيرة جدا لتتمكن من التلاعب بها، وحتى وإن تم إعداد هذه المواد ستكون عبارة عن أسطح صلبة، وهذا بالطبع سيفقدها إمكانية كبيرة، وهي المرونة، والتي ستتيح لها الدخول في تطبيقات لا حصر لها!

لكن يوجد لكل مشكلة حل، بعض العلماء من الاسكتلنديين استطاعوا أن يتغلبوا على هذه المشكلة، وذلك باستخدام أغشية مرنة تثبت على الشيء المراد إخفاؤه، بحيث ان هذه الأغشية تكمن بها ذرات تستطيع التحرر منها، وبذلك تستطيع التلاعب بموجات الضوء العادي، هذه المادة تسمى ميتافليكس  Metaflex ويمكن لهذه المادة إن تعمل مع موجات الضوء ذات الطول الموجي الصغير جدا حوالي 620 نانومترا وهذا المدى يقع فيه الموجي لموجات الضوء المنظور، وبالتالي يتم التغلب على مشكلة قصر موجات الضوء المنظور.

(…) ومن المحاولات التي تمت في هذا الحقل تلك التي تمت في جامعة طوكيو باليابان، والتي استخدموا فيها نوعا من الأقمشة عاكسة للشوء (retro-reflective) والتي تعمل كأقمشة فوتوغرافية.

يقول البروفسور sensu mu Tachi شارحا لتلك العملية.. “سوف تكون هناك كاميرا خلف الشخص الذي يرتدي تلك العباءة، الصورة من الكاميرا سيتم إسقاطها على العباءة بحيث إذا نظرت لها من أمام سوف ترى الصورة المسقطة من الكاميرا على العباءة وبذلك تبدو وكأنها شفافة” (…) هناك شركة كندية قد توصلت بالفعل لاختفاء الكامل وذلك عن طريق اختراع مادة لها القدرة الكاملة على أن تحني الضوء حولها، فلا يرى ما هو وراء تلك المادة بتاتا.

انظر: ياسر علي: الاختفاء.. مشكلات التطبيق. العملي وحلولها المقترحة – العربي العلمي، عدد 15 مارس 2013 ص: 29.

وتقول أمال عبد الهادي: “في العام الماضي، ابتكرت مجموعة من علماء الفيزياء، بقيادة تولجا إرجين Tolga Ergin ويواقيم فيشر FICHER. في معهد كارسروه للتكنولوجيا بألمانيا (Karlsruhe Institute of Technology) نسيجا يثني الموجات الضوئية ويخفي جسما موضوعا تحته عن العين البشرية أيا ما كانت زاوية الرؤية. صنع ذلك من مادة صلبة مصنعة، تتشكل من العديد من القضبان الدقيقة تفصل بينها مسافات متناهية الصغر حوالي 350 نانومتر (1 من مليار من المتر) وهي مسافة تساعد على التلاعب بموجات الضوء المرئي. وضع الباحثون العباءة على سطح مستو مع وجود مضخة في منتصفه، تنت العباءة أشعة الضوء الساقط على المضخة وعكستها كما لو كانت قد اصطدمت بسطح مستو، ولم يعرف أي من الناظرين بوجود المضخة أصلا. حتى الآن يمكن لتلك العباءة اخفاء الأجسام الصغيرة الموجودة على أسطح مستوية فقط. لكن العلماء، في نهاية المطاف يأملون في تطويرها بحيث يمكنها إخفاء أجسام أكبر في أي مكان في الفضاء. وقد بدأت الهيئة الأمريكية للأبحاث المتقدمة في مجال الدفاع، في استثمار مادة “الميتاماتريال” منذ بداية العام 2001، ورغم أنها لا ترغب في الكشف عن نواياها بخصوص استخدام هذه المادة فإن الهيئة سوف تهتم بالتأكيد بعباءات بمكنها إخفاء الجنود والمعدات الحربية.

أنظر: أمال عبد الهادي: كيف يمكنك أن تجعل أي شيء يختفي؟ العربي العلمي، نفس المرجع، ص: 26.

[16]  – يقول كاكو يعرف أشباه المواد: “إنها مواد لها صفات بصرية لا توجد في الطبيعة. تصنع أشباه المواد لدسّ مواد صغيرة ضمن مواد مادة بحيث تجبر الأمواج الكهرطيسية على الانحناء بطرق غير عادية. ففي جامعة ديوك، دسّ العلماء دوائر كهربائية صغيرة جدا ضمن شرائط نحاسية مرتبة على شكل دوائر مسطحة متمركزة (تشبه إلى حد ما ملفات فرن كهربائي) وكانت النتيجة مزيجا معقدا من السيراميك والتفلون ومركبات ليفية وعناصر معدنية. تجعل هذه القطع الصغيرة المدسوسة في النحاس من الممكن حني مسار الإشعاع الميكروي ونقله بطريقة معينة”.

– كاكو، فيزياء المستحيل، ص: 31.

[17]  – نفسه، ص: 39.

[18]  – نفسه، ص: 40.

[19]  – نفسه، ص: 44.

[20]  – نفسه، ص: 45.

[21]  – نفسه، ص: 46.

[22]  – “الهولوغرام هو صورة ثلاثية الأبعاد تخلق بالليزر. يمكن جعل الشخص غير مرئي لو صوّر المشهد الخلفي بكاميرا هولوغرافية خاصة، ثم يسقط الخيال الهولوغرافي على شاشة هولوغرافية خاصة، أمام الشخص. وسيرى الناظر الواقف أمام ذلك الشخص الشاشة الهولوغرافية التي تحتوي على الصورة ثلاثية الأبعاد للمشهد الخلفي من دون شخص وسيبدو المشهد كما لو أن الشخص قد اختفى وفي مكان ذلك الشخص ستكون هناك صورة دقيقة ثلاثية الابعاد للمشهد الخلفي وحتى لو حركت عينيك فلن تستطيع أن تعلم ما تراه زائف”.

[23]  – نفسه، ص: 54.

[24]  – نفسه، ص: 59 – 60.

[25]  – نفسه، ص: 61.

[26]  – الطريقة الأولى للاندماج هي الحصر الثقالي، وهي تستخدم أقوى الليزرات في الأرض لصنع جزء من الشمس في المختبر جزء كاكو، نفس المرجع ص: 63.

[27]  – الحصر المغناطيسي، هي عملية يتم فيها احتواء بلازما حارة من الهيدروجين الحار ضمن حقل مغناطيسي.

كاكو، نفس المرجع، ص: 65.

[28]  – نفس المرجع، ص: 67.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *