تَشبِيك. إِمْ أَ: بوابة شبابية اجتماعية أُنشئت لإدماج الشباب في المجتمع

الرئيسية » إبداع وتنمية » تَشبِيك. إِمْ أَ: بوابة شبابية اجتماعية أُنشئت لإدماج الشباب في المجتمع

تَشبِيك. إِمْ أَكثيرة هي المواقع الإليكترونية الإخبارية والمتخصصة التي عرفت طفرة مهمة ببلادنا في الآونة الأخيرة، بالموازاة مع ما يعرفه العالم من تقدم تكنولوجي واتصالاتي غير مسبوق، جعل من العالم “الافتراضي” للشبكة العنكبوتية، محط أنظار المتتبعين والمهتمين والدارسين لتطور الدول وجس نبض شعوبها؛ بل إن ما حصل في بلدان العالم العربي انطلاقا من خريف سنة 2010، وما يزال مستمرا ببعض الدول، من احتجاجات وثورات شعبية أطاحت بالعديد من الأنظمة الدكتاتورية، جعل الباحثين يعيدون النظر في الكثير من الحقائق التي حسبوها إلى وقت قريب من “المسلمات”، ومنها بالخصوص أن تغيير الأنظمة السياسية لا يمكنه أن يتم إلا بالطرق الديمقراطية الكلاسيكية القائمة على انتخابات حرة ونزيهة، أو نتيجة ثورات شعبية يقودها قادة عماليون أو سياسيون، أو على إثر انقلابات عسكرية بقيادة ضباط في جهاز العسكر، بالإضافة طبعا إلى النهاية الطبيعية لنظام دكتارتوري بموته وغياب بديل لتعويضه.

غير أن تأثير المواقع الاجتماعية، ولاسيما منها الموقع الاجتماعي الشهير الـ”فيسبوك”، وموقع “تويتر”، وموقع “يوتوب”، تأثير هذه المواقع أو الشبكات الاجتماعية على حد تعبير المختصين في مجال التكنولوجيا الحديثة، ودورها الحاسم في ما بات يسمى إعلاميا وأكاديميا بـ”الربيع العربي”، جعل العديد من الدارسين في سيكولوجية الشعوب وخاصة منها سيكولوجية الإنسان العربي، يعيدون القراءة والدراسة في مدى قدرة مواقع إليكترونية افتراضية، كانت بالأمس القريب فقط ينظر إليها على أنها من وسائل اللهو والترفيه، وأحيانا توصف بنعوت قدحية بكونها قبلة لمن لا شغل أو هواية له، (قدرة) هذه المنصات التشبيكية على أن تكون أماكن لحشد الحشود وإثارة الحماسة في صفوف الشباب، ومن ثَم النزول إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية وإصلاح النظم السياسية والاقتصادية الفاسدة.

ولقد توصل العديد من الباحثين إلى أن إمكانية الولوج واستعمال الإنترنيت يسهل على الشباب إمكانيات الاتصال في ما بينهم؛ لا بل إن سلاسة وفعالية استعمال الشبكة العنكبوتية العالمية اعتبر البديل الذي لربما طال انتظاره، على الأقل في الوطن العربي الكبير، لاسيما في ظل استمرار أنظمة سياسية غير شرعية في الحكم وإصرارها على عدم التنازل عن تسيير مقاليد الشأن العام في عدد من الدول العربية، وهو ما جعل هذه الأنظمة الدكتاتورية تصنع منظمات عمالية وسياسية فاقدة للمصداقية، بدلا من استقطابها وتأطيرها للشباب، باتت تُنفر هذا الشباب من العمل السياسي والانتماء الحزبي والنقابي والمدني (المجتمع المدني).

ويبدو أن الشباب المغربي الراغب في الاندماج والمشاركة في الإصلاحات التي ما فتئت بلادنا منخرطة فيها حتى قبل مجيء موجة الربيع العربي، انبرى منذ مدة إلى الإقبال على مختلف المواقع الاجتماعية من أجل تبادل الأفكار فيما بينهم وبين شباب الأقطار العربية والأجنبية الأخرى؛ بل إن من هؤلاء الشباب من استطاع أن يضع له موطئ قدم في مجال التكنولوجيا، وأن لا يكون مجرد متلق بل فاعل  ومؤسس لتجربة تفاعلية إليكترونية؛ سواء من خلال إنشاء صفحات وصناعة أشرطة فيديو ونشرها على تلكم المواقع الإليكترونية، أو من خلال إنشاء مواقع إليكترونية خاصة به، تعبر عن آماله وحاجياته وانشغالاتهن ومساعدة باقي شباب بلاده في الاندماج في المجتمع.

وبالنظر إلى أن هناك الآلاف بل والعشرات من الآلاف من الصفحات الفيسبوكية لشباب مغاربة يتداولون فيها انشغالاتهم وتطلعاتهم، فإننا سنقف في ورقتنا هاته على موقع إليكتروني شبابي مغربي، يجمع ما بين العمل الجمعوي والإخبار والتضامن؛ ويعتبر منصة إليكترونية تستقطب فئة واسعة من الشباب المغربي، بالنظر لما يقدمه هذا الموقع من معلومات تهم الحياة الدراسية والمهنية والجمعوية للشباب المغربي.

الامر يتعلق بموقع “بوابة الشباب من أجل مغرب تكافؤ الفرص” (www.tachbik.ma)،  الذي تسهر عليه فئة من الشباب أخذت على عاتقها مهمة “النضال إليكترونيا” من أجل أن “يتمتع جيلنا بحقوقه الشمولية والكونية، لكي يكون للشباب دور فاعل في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المغربية، من خلال إشراكهم في عملية صناعة القرار والأخذ بآرائهم، خاصة في القضايا التي تهمهم”. ويضيف المشرفون على هذا المنبر الشبابي “لذلك بادرنا نحن مجموعة من الشباب إلى وضع هذا الموقع الاجتماعي، ليساعد الشباب في الوصول إلى حق من حقوقه، وهو الحق في الوصول للمعلومة التي من شانها أن تتيح لهم فرص متكافئة حقيقية للمشاركة وتبادل الأفكار وتغيير نمطية الفكر وإعطائه البيئة المناسبة والمتوازنة التي تحقق لهم طموحات عالقة وتستثمر قدراتهم، من خلال تنوير الفكر وتوفير الفرص الوظيفية أمام الطاقات الشابة لتعمل في إطار من الحرية والابتكار والمشاركة في تحمل أعباء تنمية المجتمع.

ويتكون هذا الموقع (البوابة) من عدد من النوافذ منها؛ نافذة “آراء شبابية” وقد حرص فيها المشرفون على إعطاء الشباب الكلمة وباللغة التي تناسبهم وذلك من أجل التعبير عن ما يخالجهم من أمنيات وطموحات؛ وهناك نافذة إبداعية مثيرة للاهتمام سميت بـ”مبادرات شبابية” ومن خلالها يتم فسح المجال لإحدى الفعاليات الشبابية للإدلاء بدلوها بشأن مبادرة أو مبادرات قامت بها؛ وفي هذا السياق نجد من بين المبادرات، مبادرة أطلقها منتدى الشباب المغربي تحت مسمى “حكومة الشباب الموازية”، وهي مبادرة جمعوية تهدف من بين ما تهدف إليه إلى “المساهمة في مواكبة الإصلاحات ببلادنا والترافع من أجل ضمان سياسة عمومية مندمجة للشباب المغربي، حيث سيتكلف الشباب بتتبع برامج الحكومة بهدف  تفعيل جوانب المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار لدى قطاع الشباب، وتقييم السياسات العمومية لتحقيق قيم المواطنة سواء في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية”.

وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك نوافذ أخرى بهذا الموقع الاجتماعي المغربي الشبابي كـ”تقارير ومراجع” و”ملفات خاصة”، نافذة “أحدث الفرص” وهي نافذة تنشر فيها إعلانات للتدريب والتوظيف؛ وكلها نوافذ  يسعى من خلالها المشرفون على هذا الموقع، كما جاء في نافذة “من نحن” إلى “تشجيع الإبداع والابتكار وتنمية القدرات والمهارات الاجتماعية، وتوفير كافة الوسائل اللازمة لتحقيق الحقوق المتكاملة للشباب المغربي، وذلك من خلال أرشفة العمل الشبابي عبر تجميع ووضع مجموعة من المقالات، المبادرات، التقارير، المراجع، والمعلومات رهن إشارة النشطاء الشباب؛ على وجه التحديد شباب المناطق المغربية النائية، خاصة الفتيات، الذين نعتقد جازمين أنهم يعانون حيفا في هذا المجال”.

ويضيف هؤلاء “إننا نريد من خلال هذا الموقع التعامل مع الشباب بما يتناسب وهمومه وطاقاته الكبيرة لتصب نحو مزيد من العطاء وتشبيك الشباب تشبيكا منفتحا يقوده ويمتلكه الشباب بكل شفافية وبعيدا عن الوصاية”، و”لذلك فحقوق الشباب تبدأ بواجبات، وواجبنا نسعى إلى تطبيقه وحقوقنا نجتهد لكي نتمكن منها”.

نورالدين اليزيد

 

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *