تهديدات للصحة العالمية

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » تهديدات للصحة العالمية

تهديدات للصحة العالمية

كان تفشي وباء الإيبولا المأساوي في غرب إفريقيا سبباً في التأكيد على ضرورة تعزيز الأنظمة الصحية على المستويين الوطني والعالمي. ولكن برغم أن وباء الإيبولا ركز انتباه العالم على أوجه القصور التي تعيب النظام بالكامل، فإن الهدف لابد أن يكون مكافحة الأوبئة الدائمة التي تفرض في صمت المعاناة والموت على الناس في مختلف أنحاء العالم.

لا شك أن وباء الإيبولا أحدث قدراً هائلاً من العذاب. ولكنه ليس أول وباء يواجه العالم ــ وليس أشد الأوبئة تدميراً. والواقع أن الجدري كان المرض الأشد فتكاً الذي عرفته البشرية؛ وقبل القضاء عليه في عام 1980، كان الجدري قد قتل ما يقدر بنحو 300 مليون إلى 500 مليون إنسان.

في القرن الرابع عشر، قَتَل الطاعون الدبلي نحو 75 إلى مئة مليون إنسان ــ أكثر من نصف سكان أوروبا في ذلك الوقت. وفي غضون بضعة أشهر من عام 1918، قتل وباء الإنفلونزا ما يقرب من 75 مليون إنسان، أو نحو 3% إلى 5% من سكان العالم في ذلك الوقت .

ولا يزال العالم يتصارع مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة/الإيدز، الذي أدى حتى الآن إلى أكثر من أربعين مليون وفاة، فبدلاً من إهدار الوقت على استراتيجيات قائمة على الخوف، يتعين على المجتمع الدولي أن يستفيد من الموارد البشرية والمالية لضمان العمل الجماعي المنسق القائم على الحقائق. والواقع أن سلوك هذا النهج الموحد ممكن؛ بل إنه حدث من قبل.

أصبحت الأوبئة الصامتة مستوطنة، وخاصة في البلدان المنخفضة الدخل، وأصبحت أمراض مثل السرطان، والسكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية من الأسباب الرئيسية للعجز والوفاة. إن العالم يواجه تحدياً صحياً ثلاثياً: فيتعين علينا أن نعمل على بناء أنظمة صحية وطنية وعالمية مستدامة وقادرة على الاستجابة السريعة والفعّالة لأزمات مثل وباء الإيبولا..

والقضاء على الأمراض المعدية أو السيطرة عليها؛ ومعالجة الوباء الصامت المتصاعد المتمثل في الأمراض المزمنة غير المعدية. ولتحقيق النجاح على الجبهات الثلاث، فنحن في احتياج إلى الاستثمار المستدام في البنية الأساسية الصحية، والإدارة، والعاملين.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *