تقنية لتمثيل الجرائم ببعد ثلاثي

الرئيسية » إعلام ورقميات » تقنية لتمثيل الجرائم ببعد ثلاثي

تقنية لتمثيل الجرائم ببعد ثلاثي

يعد إعادة تمثيل الجريمة في قاعات المحاكم تحدياً كبيراً يواجه السلطات المختصة، ما دفع عدداً من قاعات المحاكم إلى عرض صور الجرائم بأبعاد ثلاثية على جدران القاعات، إلا أن هذه الطريقة منقوصة لأنها لاتكشف عن كل التفاصيل.

وفي خطوة إلى الأمام في مجال تطوير قاعات محاكم الجنايات، طور الخبراء نظاماً إحاطي ثلاثي الأبعاد ينقل واقعياً الناس إلى داخل المشهد باستخدام سماعة الرأس “أوكيلاس ريفت” التي تتيح لمرتديها السمع والرؤية.

وأطلق الخبراء على هذه السماعة اسم “أداة الطبيب الشرعي” أو “هولوديك”، ويستخدم فيها متتبع “أوبتيتراك” البصري، وماسح ضوئي ليزري مهمته إعادة إنشاء المشاهد الأخيرة.

كما تستخدم برنامج ألعاب يعرف باسم Unity 3D، مهمته إنشاء عالم ثلاثي الأبعاد يحيط بالمشاهد من كل مكان، ويمكن القضاة وهيئة المحكمة وأعضائها من رؤية التفاصيل ثلاثية الأبعاد وبوضوح شديد، ويتم عادة في سويسرا إعادة بناء المشاهد بدمج صور ليزرية للمشهد بأبعاد ثلاثية مأخوذة بالماسح الضوئي، بصور ماسح ضوئي للميت وصور طبية، مثل الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي، بحسب الباحث لارز إيبيرت من معهد الطب الشرعي في زيوريخ.

توضع السماعة حول الرأس وتقيس توجيه مرتديها في وقت حقيقي ما يتيح حساب المشهد بالمنظور الصحيح، وتتكون السماعة من شاشة مقسومة إلى نصفين تنقل كل منهما صورة بدرجة وضوح 1280* 800 بكسل لكل عين، وتوجد عدستان في مقدمة الشاشة مصنوعتان من البلاستيك تساعدان في إنشاء زاوية رؤية مائلة تبلغ 110 درجة.

وتتصل السماعة بعد ذلك بالحاسب الآلي عبر كابل HDMI ويقوم فلاش ميموري بنقل المعلومات حول توجه الرأس إلى الحاسب الآلي . ويقاس هذا التوجه باستخدام مدمجات من الجيروسكوبات، ومسرعات، ومقياس المغناطيسية.

وأضاف الباحثون متعقباً بصرياً لتحديد موقع المستخدم، ويعني ذلك مقدرتهم على التحرك بأريحية داخل المشهد المرئي.

وعندما أراد الباحثون إثبات فاعلية الجهاز اختاروا إعادة بناء مشهد إطلاق نار في أحد مقاهي الإنترنت، وسجل المشهد بواسطة كاميرا مراقبة واستعمل الفريق حينئذ الليزر لتحليل البيئة المحيطة، وكان هدفهم من وراء ذلك توضيح كيف أن مسارات الرصاصة القريبة من الممكن أن تؤدي إلى إصابة أشخاص متواجدين في الحجرة.
والهدف من إعادة بناء المشاهد إنشاء بنية مرئية لحدث ما لتمكين القضاة من تقييم المواقف بصورة دقيقة استناداً إلى مسارات الرصاصة المطلقة، ومجال رؤيتها، وسرعتها، والمسافة التي أطلقت منها.

ويضيف إيبيرت “على الرغم من أن البيانات المستخدمة في بناء المشاهد ذات درجة وضوح عالية وتتيح عرضاً مكانياً صحيحاً للمشهد إلا أنها تستخدم نظرية بناء ثلاثية الأبعاد وتلك تقلل من كم البيانات المكانية المتاحة، وعلى الرغم من أن شاشات العرض ثلاثية الأبعاد يمكنها أن تحل هذه المشكلة جزئياً، إلا أن تقدير المسافة لايزال أمراً صعباً لأن العمق المدرك يعتمد على حجم العرض”.

ويعتقد إيبيرت أن أداته “أوكيلاس ريفت” تحل هذه المشكلة.

جريدة الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *