تقنيات 2017 تغيّر وجه العالم

الرئيسية » إعلام ورقميات » تقنيات 2017 تغيّر وجه العالم

تقنيات 2017 تغيّر وجه العالم

أصبحنا ننتظر كل عام بلهفة وشغف، جديد التقنيات والابتكارات، التي تسهل الحياة على الإنسان، إذ باتت الجامعات والمعاهد والشركات، تتسابق على الكشف عن أفضل ما توصل إليه العلم، ليفاجئونا بأمور وأجهزة ربما لم تخطر على بالنا، أو كنا نعتقد أنه يستحيل اختراعها، لتغدو أمراً واقعاً ومألوفاً، فمن كان يعتقد أن تظهر سيارات ذاتية تقود نفسها، ومن فكَّر في الطائرات التي يستطيع الإنسان أن يسيرها عن بعد، أو يتحكم بها عن طريق عقله، من تخيَّل في يوم من الأيام أن يستطيع ذوو الإعاقة ممن يعانون مشاكل في العمود الفقري، على المشي مرة أخرى ومن دون عناء، حقاً إن هذه التقنيات التي أصبحت تتطور بشكل سريع سنوياً، تشكل ثورة لخدمة الإنسان في المقام الأول، وربما تكون تقنيات 2017 التي نستعرض أهمها في هذه السطور والتي تشمل كل مجالات الحياة، قادرة على تغيير شكل العالم.

يعاني كثيرون الإصابة بجروح بين فينة وأخرى، خصوصاً من الرياضيين كركوب الخيل وكرة القدم وتسلق الجبال، وهؤلاء في حال إصابتهم بجروح يضطرون للذهاب إلى المستشفى لتضميدها، الآن ومع تطور التكنولوجيا والطب، أصبح الأمر بسيطاً، وغير مقلق، وربما لا يحتاج الذهاب إلى المستشفى على الفور، إذ من المتوقع وبحلول عام 2017 ظهور القلم الليزري المعالج للجروح، الذي بإمكانه إغلاق الجرح لحظياً قبل الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب واستشارة الطبيب، فهذا القلم حال توفره سيكون من أفضل التقنيات التي تساعد الرياضيين بشكل خاص على إغلاق جروحهم التي تنزف إلى حين الذهاب للمستشفى.

وفي هذا الإطار يعمل باحثون غربيون من عدة دول، على تطوير القلم الجديد لاستخدامه حتى في مجال العمليات الجراحية التي تتطلب التئام الجروح بسرعة من خلال استعمال الليزر بدلاً من المواد الكيميائية والخيوط الطبية.

وتعتمد تقنية القلم على استخدام الألياف البصرية الدقيقة التي تستطيع تمرير درجة حرارة عالية نسبياً إلى مكان الجرح، ثم تسخينه كي يلتئم. وبحسب الباحثين، يتم التحكم بدرجة حرارة الليزر، حسب مساحة الجرح وسماكة الجلد ومدى سرعة انتقال الأشعة عبر الأنسجة الداخلية. واستخدم القلم بنجاح في الجراحة لعلاج بعض الالتهابات والحروق وآلام الظهر.

الدرَّاجة مساعد شخصي:

كانت «سيجواي» الدرَذاجة الهوائية ذاتية الدفع والتوازن، التي يستخدمها أفراد الشرطة، في اليابان وبعض الدول الآسيوية، ابتكاراً عظيماً حين ظهورها، ولكن هناك المزيد. إذ أعلنت شركة «إنتل» بالتعاون مع «سيجواي» عن دراجة جديدة مزودة بمميزات روبوتية، قادرة على التواصل وتحريك نفسها بنفسها، والتعرف إلى الأصوات، فضلاً عن تزويدها بكاميرا ثلاثية الأبعاد وجهاز تتبع «جي بي إس» لتتمكن بسهولة من تتبع موقعك، كما تملك القدرة على البث الفيديوي المباشر، فضلاً عن التعرف إلى الوجوه، ويُمكن أن تصل سرعتها إلى 18كم/الساعة، والتنقُل لمسافة تصل لِ30 كم، كما يمكنها المناورة بشكل رائع وتجنُب العقبات.

تسمى تلك الدراجة الروبوتية الجديدة التي كونت معظم أجزائها بشكل قابل للطي «ناينبوت سيجواي»، وخلال عرضها في معرض «الإلكترونيات الاستهلاكية» لعام 2016 بمدينة لاس فيغاس الأمريكية، تواصلت الدراجة الروبوتية مع مُشغليهِا البشر بشكل مثير، إذ استطاعت تتبع أحدهم إلى المسرح وغرفة معيشته.

ومن المتوقع طرح «ناينبوت» للأسواق بحلول 2017 الأمر الذي سيشكل ثورة في عالم النقل، ووفقاً للشركتين المصنعتين للدراجة، سيتمكن المستخدم من إصدار أوامر صوتية لها، ما يسمح له التحكم بها حتى وإن كان مترجلاً، ويتوقع مستقبلاً تزويدها، بتقنية البلوتوث ليستطيع المستخدم ربطها بهاتفه الذكي، للقيام بالعديد من المهام والتحكم الكامل بها.

أقراص للوقاية من الشمس:

مع المخاوف المنتشرة بشأن تأثير الاحترار المناخي وازدياد درجات الحرارة بمعدل أكثر من درجتين مئويتين حول العالم، أصبح العلماء يفكرون جدياً بإيجاد حل لتأثير أشعة الشمس في أجسامنا، التي على الرغم من كونها مفيدة، فإنها ضارة جداً حال كانت قوية.

يلجأ بعض الأشخاص إلى كريمات الوقاية للحماية من أشعة الشمس الضارة، ولكن معظمها يبطل مفعوله في أقل من 24 ساعة، الأمر الذي دفع العلماء إلى اختراع أقراص جديدة، يتوقع طرحها في الأسواق هذا العام، يمتد تأثيرها لأسابيع.

وعلى الرغم من أن فكرة إيجاد أقراص ليست جديدة، فإن المتغيرات المناخية أعادتها للواجهة، إذ أكد باحثون بريطانيون من جامعة «كينغز كولدج» في 2011 أن بإمكانهم تصنيع علاج من المرجان للوقاية من أشعة الشمس لفترة أسابيع بدلاً من استخدام الكريمات الواقية التي تستدعي وضعها على الجسم والوجه كل بضع ساعات للمحافظة على فعاليتها.

وبعد دراسة بحثية للحيد المرجاني العظيم في أستراليا لكشف الحقائق الجينية والبيوكيميائية وراء قدرة المرجان على حماية نفسه من أشعة الشمس فوق البنفسجية، كشف الباحثون أن المرجان يحمي نفسه بفضل الطحالب وإفراز مواد كيماوية أخرى.

ومن المتوقع أن تعمل الأقراص هذه على حماية أجسامنا من الموجات فوق البنفسجية والتي تتسبب بالإصابة بسرطان الجلد، خامس أكثر السرطانات انتشاراً لدى الرجال والسابع لدى النساء طبقًا لآخر الإحصاءات.

أطراف تعيد حاسة اللمس

يخطو العلم يومياً خطوات هائلة وثورية لمساعدة ذوي الإعاقة، ليشعروا بأنهم مثل أقرانهم من بني البشر، حيث يعمل كثير من العلماء على ابتكار أذرع وأرجل حيوية صناعية يمكن التحكم بها عن طريق الدماغ والتواصل مباشرة مع الجهاز العصبي والهيكل العظمي.

وتحتوي هذه الأطراف المبتكرة على نوابض كهربائية تحيط بكتلة عصبية رئيسية في الدماغ، وهذه النوابض تحفز وتنشط الأعصاب التي كانت في أصلها الطبيعي مسؤولة عن بث أو إرسال حاسة اللمس إلى الدماغ، وتجرى حالياً على فترات كل عام تجارب على هذه الأطراف إلا أنها من المتوقع أن تكون مطروحة في الأسواق في العام الجاري، وبأسعار مقبولة.

أجهزة للتحكم بالأشياء عن بعد:

لربما سمعنا في السنوات الأخيرة، مصطلح «إنترنت الأشياء» أو ما يسمى بالجيل الجديد من الإنترنت الذي يتيح التفاهم بين الأجهزة المترابطة مع بعضها وتواصل الأشخاص مع الحواسيب والهواتف الذكية عبر شبكة الإنترنت، الأمر الذي يجعل الإنسان متحرراً من المكان، أي أن الشخص يستطيع التحكم في الأدوات من دون الحاجة إلى وجوده في مكان محدّد للتعامل مع الجهاز، ومن هنا أتت الأجهزة التي تعرف بتكنولوجيا المنازل الذكية.

من خلال أجهزة «إنترنت الأشياء» يمكن التحكّم بشكل فعاّل وسهل بالأشياء عن قرب وعن بُعد، إذ نستطيع مثلاً، إدارة محرّك السيارة والتحكم فيها من أجهزتنا الحاسوبية، كما نستطيع التحكم في واجبات الغسيل بجهاز الغسالة، والتعرّف إلى محتويات الثلاجة عن بُعد، كل ذلك بفضل استخدام الاتصال عبر الإنترنت بهذه الأجهزة أو من خلال جهاز يوضع في المنزل للتحكم بكل ما هو موجود.

ومن المتوقع أن تنتشر هذه الأجهزة بكثرة العام الجاري، ومن أحدالأمثلة على تلك الأجهزة هو الجهاز الذكي «Bixi» الذي يمكن توصيله بأي جهاز آخر من أجل السيطرة عليه عن بعد بالإشارة والإيماءات، وتم الكشف عن الجهاز في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس، وأطلق كحملة على موقع التمويل الجماعي الشهير «كيك ستارترز» للحصول على الدعم اللازم للإنتاج.

ووفقاً لموقع «ذا فيرج» الأمريكي، يمكن توصيل الجهاز بالهاتف الذكي من خلال تقنية «الواي فاي» من أجل التحكم في الهاتف وفتحه وإغلاقه بحركة اليد، كما يمكن تشغيل الموسيقى بالإيماءات عن بعد. وبحسب المطورين، فإن الجهاز قادر على تتبع حركات اليد الخاص بالمستخدم وتحويلها إلى أوامر لتنفيذها على الجهاز المرتبط به سواء هاتف ذكي أو أية أجهزة أخرى مثل الكاميرات وغيرها، وتم نشر فيديو يوضح المزايا الأساسية التي يتمتع بها جهاز Bixi الذكي الحديث.

الحوَّامات الطائرة:

إن كنت من عشاق سلسلة أفلام حرب النجوم، وتود ركوب حوَّامة طائرة على غرار الدارجة الطائرة «Speeder bike» في السلسلة، والسيارة الطائرة في فيلم «العودة للمستقبل»، فإن أحلامكم يمكن أن تتحقق في العام الجاري، إذ تطور شركة (أيروفيكس) للتكنولوجيا ومقرها ولاية كاليفورنيا الأمريكية، مركبة حوامة تحمل اسم (أيرو إكس)، ستكون متوفرة في الأسواق بحلول عام 2017، ويتوقع أن يصل سعرها ل 85 ألف دولار.

وبحسب الشركة فإن قيادة الحوامة تشبه كثيراً قيادة الدراجة النارية لكن في وضع الطيران، وصممت الحوامة لتتسع لشخصين جنباً إلى جنب، وبوزن حمولة لا يتجاوز 140 كغ، وتكون عملية الإقلاع عمودية، ويمكن أن تطير بسرعة تصل إلى 72 كم/س على ارتفاع 3 أمتار عن الأرض، ويمكن التحكم بها بشكل سلس فهي مزودة بوسائل تحكم بديلة ومحركات تسمح للمركبة بالحفاظ على سلاسة القيادة، ما يؤدي في النهاية إلى السيطرة على عملية الهبوط حتى في حال حدوث مشكلة أثناء القيادة، كما أنها مصممة بطريقة تجعل الحوامة مستقرة ومقاومة للانقلاب عند الانعطاف في حيز ضيق، ومزودة بحساسات إلكترونية تضبط حركتها.

ويمكن استعمال هذه المركبة في الكثير من الأماكن، مثل استعمالها من قبل طواقم البحث والإنقاذ، أو حرس الحدود، أو استعمالها للوصول إلى المناطق التي يصعب اجتيازها سيراً على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل الأخرى.

أجهزة للترجمة الفورية قابلة للارتداء

ربما لن نحتاج بعد هذا العام إلى مترجم أو دليل سياحي للتواصل مع البقية، خصوصاً للأشخاص الذين يسافرون كثيراً حول العالم، فشركة «لوغبار» اليابانية كشفت النقاب عن أول مُترجم فوري قابل للارتداء يدعى «إيلي» يرتكز على نظام الصوت الذي يُسلم ترجمة دقيقة إلى حدٍ ما بشكل فوري.

ويجعل المترجم القابل للارتداء التواصل سلساً تماماً مع الآخرين، ويوضع حول العنق، ولا يحتاج سوى ضغطة زر ليبدأ ترجمة أية جملة إلى اللغة التي يريدها المستخدم. ويشترط عمل الجهاز الاتصال بالإنترنت، حيثُ تعمل أدوات الجهاز على دمج مُحرك الترجمة مع شرائح التراكيب الكلامية، سامحةً له بالقيام بجميع أنواع الترجمة بِشكل فعّال.

ولا يزال الجهاز قيد التطوير. وأثناء كشف النقاب عنه في معرض الإلكترونيات في لاس فيغاس، كان الجهاز قادراً فقط على ترجمة 3 لغات هي الإنجليزية والصينية واليابانية، ومن المتوقع أن يطرح الجهاز في الأسواق بشكله المتكامل بحلول نهاية العام الجاري.

إبراهيم باهو – جريدة الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *