تقنيات الواقع البديل تدخل قطاع البناء بتطبيقات عملية

الرئيسية » إبداع وتنمية » تقنيات الواقع البديل تدخل قطاع البناء بتطبيقات عملية

يشهد قطاع البناء والتشييد خلال الأعوام الأخيرة، توجهًا لتبني التقنيات الرقمية – وإن كانت وتيرته بطيئة – بهدف تحسين دورة حياة المشروع الإجمالية؛ انطلاقًا من مراحل التصميم وصولًا إلى مرحلة إتمام البناء. وذكرت شركة جلوبال داتا، المتخصصة بإدارة البيانات والتحليلات، إن القطاع عزز اعتماده على تقنيات الواقع البديل؛ مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتحسين دقة وكفاءة وسلامة مشاريع البناء.

وقال فينكاتا نافين، كبير محللي جلوبال داتا للتقنيات المزعزعة، في بيان ، إن «تقنيات الواقع البديل دخلت صناعات الألعاب والترفيه منذ أعوام، لكنها بدأت في الآونة الأخيرة بالدخول إلى قطاع البناء، بإحداث موجات من خلال دمج العرض الرقمي والمادي لمواقع العمل لمعالجة مختلف الصعوبات.» وأضاف إن «الطلب على إكمال المشاريع في حدود الميزانية وفي الوقت المحدد، دفع شركات البناء إلى الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، لتوفير الوقت وتقليل الأخطاء ومنع إعادة العمل وتحقيق عائد طويل الأجل.»

التعاون الافتراضي

وتكشف خريطة الحلول الرقمية لقطاع البناء في مركز معلومات التقنيات المزعزعة التابع لجلوبال داتا عن حالات استخدام تقنيات الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، في مجموعة استخدامات؛ منها التعاون الافتراضي في التصميم والهندسة.

وفي هذا الإطار، أبرمت شركة سوفولك كونستركشن الأمريكية، عقد شراكة مع شركة إينسايت في آر الناشئة الأمريكية، لمساعدة فرقها الهندسية على الاجتماع افتراضيًا للتنسيق والتخطيط وحل المشكلات، بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية، لينضم المستخدمون إلى المنصة وهم يرتدون سماعة رأس للواقع الافتراضي، لمراجعة تصميمات المشروع وتحديد المشكلات وإجراء التغييرات، ضمن بيئة افتراضية بالكامل.

تخطيط المشروع

وزاد دخول التقنيات الرقمية في مرحلة تخطيط المشاريع؛ وطورت شركة إكس واي زيد ريالتي الناشئة في لندن -مثلًا- جهازًا مثبتًا على خوذة يجمع بين الواقع المعزز ونمذجة معلومات البناء، يسمح للمقاولين تصور الهياكل، ويلغي الحاجة إلى مخططات الأرضيات المادية، ويساعد في نمذجة معلومات البناء وجعلها أكثر دقة، ويسمح للمهندسين بتتبع دقة تنفيذ المشروع ومطابقته للنموذج الأصلي وتحديد الأخطاء في الوقت الحقيقي.

النمذجة رباعية الأبعاد

وأطلقت شركة بينتلي سيستمز الأمريكية، حلول الواقع المختلط؛ المسماة سينكرو إكس آر للنمذجة رباعية الأبعاد لمشاريع البناء، باستخدام نظارات مايكروسوفت هولولينز، التي تسمح بالتجول والتفاعل مع النماذج الرقمية من خلال إيماءات بسيطة، ما يساعد في تحديد أخطاء التصميم المحتملة.

النظارات الذكية

وأطلقت مجموعة بالفور بيتاي البريطانية المتخصصة بالبنى التحتية، نظارات فوزيكس بليد الذكية، في أحد مواقع البناء في الولايات المتحدة، للمساعدة في طلب المعلومات من ملاك المشروع، غير القادرين على زيارة مواقع العمل بسبب جائحة كوفيد-19، ما يمكنهم من التجول في موقع المشروع مرتدين النظارات الذكية ومشاهدة مراحل تقدمه عن بعد.

التوجيه الافتراضي

وأطلقت شركة فولوجرام الأسترالية الناشئة تطبيقًا لدمج نماذج الإنشاءات الرقمية مع مواقع العمل المادية، وتسهيل وضع الطوب في أنماط معقدة، إذ يسحب التطبيق البيانات من برامج التصميم بمساعدة الحاسوب ويحولها إلى تعليمات رقمية، ويعرضها على نظارات مايكروسوفت هولو لينز، ما يتيح رؤية مكان وضع كل لبنة بدقة أكبر، من خلال ارتداء سماعات الرأس.

عقبات

وأشار نافين إلى جملة عقبات تقف أمام التوسع في استخدام التقنيات الرقمية في قطاع البناء؛ منها مخاوف متعلقة بارتداء خوذات الواقع المعزز الضخمة لساعات طويلة، وقابلية التعرض لبيئات مواقع العمل القاسية، وعدم توفر اتصال إنترنت جيد، ولكن مع استمرار تطور الواقع المعزز والواقع الافتراضي، قد يسمح بربطهما من خلال شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي ليصبحا معينًا لا يقدر بثمن في قطاع التشييد.

مرصد المستقبل

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *