تقرير أممي: الزراعة تتحمل العبء الأكبر من خسائر الكوارث الطبيعية

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » تقرير أممي: الزراعة تتحمل العبء الأكبر من خسائر الكوارث الطبيعية

تقرير أممي: الزراعة تتحمل العبء الأكبر من خسائر الكوارث الطبيعية

أفاد تقرير من الأمم المتحدة أن المزارعين في الدول النامية يتحملون “العبء الأكبر” من الخسائر في حالة وقوع كوارث طبيعية، حيث مازالوا يحصلون على نسبة ضئيلة من مساعدات الإغاثة في أعقاب حدوث تلك الكوارث.

وقالت تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (فاو) إن القطاع يتحمل تقريبا ربع تكاليف الخسائر الناجمة عن حدوث الكوارث الطبيعية.

لكن على الرغم من أهمية القطاع في توفير الأمن الغذائي وسبل العيش، فهو لا يحصل إلا على أقل من 5 في المئة من مساعدات الإغاثة بعد وقوع الكارثة.

جاء ذلك في سياق دراسة نشرت خلال مؤتمر الأمم المتحدة العالمي المعني بالحد من مخاطر الكوارث.

كما أعلن وفد من منظمة الأغذية والزراعة إطلاق خدمة تهدف إلى التركيز على حشد الخبرات الفنية والموارد المالية بغية تعزيز مرونة أكبر داخل قطاع الزراعة لمواجهة الظروف المناخية الشديدة.

وقال جوزيه غرازيانو دا سيلفا، مدير منظمة الأغذية والزراعة :”(قطاع) الزراعة وكل ما يحيط به لا يمثل أهمية بالغة فقط في عملية توفير الإمدادات الغذائية، بل يظل مصدرا رئيسيا لسبل العيش في شتى أرجاء الكوكب”.

وأضاف :”على الرغم من أنه قطاع يتعرض لمخاطر، فالزراعة يمكن أن تصبح أساسا نبني عليه المجتمعات الأكثر مرونة والتي تتمتع بأفضل تجهيز للتعامل مع الكوارث”.

وقال إن بناء مرونة بين قطاع الزراعة على مستوى العالم يأتي في صدارة أولويات منظمة الأغذية والزراعة.

“فجوة معلوماتية”

وقالت تقديرات المنظمة عن الفترة بين 2003 و2013، إن الكوارث الطبيعية والمخاطر في الدول النامية تؤثر على ما يزيد على 1.9 مليار شخص، كما تتجاوز تكلفة الخسائر نحو 494 مليار دولار.

بيد أن الأثر الفعلي على قطاع الزراعة مازال غير مسجل “وبالتالي غير معلوم”.

ولاحظت تقديرات المنظمة أن هناك “فجوة معلوماتية كبيرة جدا من حيث الأثر الاقتصادي الكمي للكوارث على الزراعة وسبل العيش وكذا الأمن الغذائي للمتضررين من السكان”.

وأضافت :”أجرت منظمة فاو دراسة لسد هذه الفجوة المعلوماتية وتحديد كم الأثر الناجم عن المخاطر الطبيعية – قدر الإمكان – والمؤثر على قطاع الزراعة في الدول النامية خلال السنوات العشر الماضية”.

واعتمد الباحثون في تقديرهم على 78 “تقديرا لحاجات تظهر بعد الكوارث” من 46 دولة بين أعوام 2003 و 2013.

وتضمنت النتائج الأولية لفريق البحث:

– في حالة حدوث الجفاف، يستوعب قطاع الزراعة أكثر من 84 في المئة من الأثر الاقتصادي بالكامل.

– داخل القطاع نفسه، تتضرر المحاصيل بنسبة 42 في المئة من حجم الخسائر المقدرة (وتسهم الفيضانات بنسبة 60 في المئة من حجم الخسائر، في حين تسهم الرياح بنسبة 23 في المئة).

– وتأتي الماشية في المرتبة الثانية من حيث أكثر الأنشطة المتضررة، وتتحمل 36 في المئة من إجمالي حجم الخسائر.

– آسيا أكثر المناطق المتضررة، حيث تقدر الخسائر في المنطقة بنحو 28 مليار دولار.

– وتأتي أفريقيا في المرتبة الثانية بهامش قريب، و خسائر قيمتها 26 مليار دولار.

وقال غرازيانو دي سيلفا إنه يتطلع إلى أن تساعد إطلاق هذه الخدمة من جانب المنظمة في الحد من الخسائر مستقبلا.

وفسر قائلا :”بفضل هذه الجهود الجديدة، نهدف إلى الحد من قدر ما يتعرض له الناس من مخاطر، وتفادي أو تقليل الأثر قدر الإمكان، وتعزيز جهود الاستعداد لمواجهة الكوارث بسرعة حال حدوثها.”

“انتكاسة كبرى”

وقدمت نتائج تقديرات وتفاصيل الخدمة الجديدة الخاصة بمنظمة (فاو) والمتعلقة بمرونة قطاع الزراعة خلال مؤتمر الأمم المتحدة العالمي المعني بالحد من مخاطر الكوارث المنعقد حاليا في سينداي باليابان.

وقال بالدوين لونسديل، رئيس فانواتو، خلال كلمته بالمؤتمر إن الأضرار التي منيت بها بلاده الواقعة على المحيط الهادي والتي تسبب فيها إعصار بام من الفئة الخامسة “غير مسبوقة”.

وقال :”إنها كارثة فادحة لبلادنا، نخسر سنويا 6 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي بسبب الكوارث”.

ووصف الكارثة بأنها “انتكاسة كبرى لتنمية البلاد”.

وقال :”سيكون لها أثر فادح على جميع قطاعات النشاط الاقتصادي من بينها السياحة والزراعة والصناعة”.

وأضاف :”البلد مهدد بالفعل بتآكل السواحل وارتفاع منسوب مياه البحر بالإضافة إلى وجود خمسة براكين نشطة وزلازل”.

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر فعالياته يوم الأربعاء مع توقع تبنيه اتفاقات بشأن سبل الحد من وقوع الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث.

بي.بي.سي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *