باحثون يحققون أول انتقال آني كمومي «مستدام عبر مسافة طويلة»

الرئيسية » إعلام ورقميات » باحثون يحققون أول انتقال آني كمومي «مستدام عبر مسافة طويلة»

صرح فريق بحثي بأنه حقق انتقالًا آنيًّا كموميًّا مستدامًا عبر مسافة طويلة لأول مرة. ولعل هذا البحث يصبح أساسًا «لإنترنت كمومي عملي، أيْ شبكة تُنقَل فيها المعلومات المخزَّنة في صورة كيوبتات (الوحدة الأساسية للحوسبة الكمومية) عبر مسافات بعيدة بواسطة التشابك الكمومي،» ويسعها «إحداث طفرة في مجال تخزين البيانات والحوسبة والاستشعار الدقيق» بحسب ما جاء في بيان مختبر فيرميلاب.

وذلك الفريق نشأ بتنسيق وتعاون بين مختبر فيرميلاب التابع لوزارة الطاقة الأمريكية وجامعة كالجاري وغيرهما، واستطاع نقل كيوبتات فوتونية نقلًا آنيًّا عبر ألياف ممتدة على مسافة 44 كم.

وليس هذا «انتقالًا آنيًّا» بمعناه التقليدي، وإنما الانتقال الآني الكمومي هو نقل الحالات الكمومية من مكان إلى آخر؛ وبالتشابك الكمومي يستطيع جسيمان منفصلان أن يرتبطا معًا بواسطة قوة خفية، اشتهر وصفها على لسان ألبرت أينشتاين بـ«التأثير الشبَحيّ عن بُعد.» وأيًّا تكن المسافة بين الجسيمين المتشابكين، يصبح بوسع معلوماتهما المشفرة أن تنتقل فيما بينهما.

ويتطلع الباحثون أن يتيح هذا التشارُك الكمومي للكيوبتات تكوين شبكة من الحواسيب الكمومية التي يسعها تشارُك المعلومات بسرعات فائقة.

وفي بيان أصدرته الجامعة قال كريستوف سيمون، أستاذ الفيزياء في جامعة كالجاري والمؤلف المشارِك للدراسة التي نُشرت هذا الشهر في دورية فيزيكال ريفيو «هذه خطوة نحو صورة موسَّعة من تلك الأنظمة، موسَّعة ومتاحة في عدة أماكن، لإنشاء نظام أكبر.»

المشكلة أنه يصعب جدًّا الحفاظ على استقرار هذا التدفُّق المعلوماتي عبر مسافة طويلة، والرقم القياسي السابق كان حققه باحثون من جامعة كالجاري أيضًا: ستة كيلومترات فقط. وبعد تخطي هذا الرقم، يتطلع الباحثون إلى تطوير النظام، اعتمادًا على التشابك في إرسال المعلومات، وعلى ذاكرة كمومية أيضًا لتخزين تلك المعلومات.

وجدير بالذكر أن وزارة الطاقة الأمريكية كانت كشفت في يوليو الماضي عن لأول إنترنت كمومي، رابطًا بين عدد من مختبراتها الوطنية على اختلاف مواقعها وبُعد بعضها من بعض.

مرصد المستقبل

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *