الوقود الحيوي يقلص أعداد النحل في ربع الولايات المتحدة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الوقود الحيوي يقلص أعداد النحل في ربع الولايات المتحدة

الوقود الحيوي يقلص أعداد النحل في ربع الولايات المتحدة

تراجعت أعداد النحل البري في ربع مساحة الولايات المتحدة خلال الفترة بين 2008 و2013، وفقاً لنتائج أول دراسة وطنية لوضع خريطة لأعداد النحل البري. واعتبر الباحثون أن تحويل الأراضي إلى زراعة الذرة لإنتاج الوقود الحيوي يمثل عاملاً رئيسياً في هذه الظاهرة، محذرين من أن استمرار هذا الاتجاه يمكن أن ينعكس في خسائر اقتصادية كبيرة ويزعزع استقرار إنتاج المحاصيل.

ويؤدي النحل البري دوراً مهماً في تلقيح العديد من المحاصيل والنباتات، وتشير التقديرات إلى أنه يساهم بنحو 3 بلايين دولار سنوياً في القيمة الزراعية في الولايات المتحدة. وقد أصدر الرئيس أوباما عام 2014 مذكرة تدعو إلى إجراء تقييم لأوضاع العسل والنحل البري عبر الولايات المتحدة، في مواجهة تزايد عدد من التهديدات، منها هجرة النحل للخلايا وترك الملكة.

أظهرت الدراسة الجديدة تراجع أعداد النحل البري بنسبة 23 في المئة بين عامي 2008 و2013 في المناطق الزراعية الرئيسية في ولاية كاليفورنيا والغرب الأوسط وولايات السهول العظمى ووادي نهر المسيسيبي. كما بينت أن 39 في المئة من الأراضي الزراعية التي تعتمد على الحشرات في التلقيح تعاني من اختلال كبير بين الطلب على التلقيح وتوفير النحل.

وأهم سبب لتراجع أعداد النحل وفق الدراسة هو زيادة الطلب على الوقود الحيوي، الذي شهد تحويل المزيد من الأراضي لزراعة الحبوب وخصوصاً الذرة. ويفرض القانون الأميركي ضرورة احتواء البنزين الذي يباع على 10 في المئة على الأقل من الإيثانول الذي ينتج بشكل رئيسي من الذرة. وكانت المناطق التي شهدت الانخفاض الخطير في النحل البري قد تزايدت فيها كمية الذرة المزروعة بنسبة 200 في المئة.

ويأتي هذا في الوقت الذي تتركز فيه المخاوف من تراجع أعداد النحل في أوروبا على تأثير المبيدات الحشرية على الحشرات من جميع الأصناف. وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الأميركية تايلور ريكيتس: “إذا نظرتم إلى الخرائط، فإن الأماكن التي يقل فيها النحل هي في الواقع خريطة الزراعة المكثفة في الولايات المتحدة”. وأضاف: “هذا أثر الزراعة في النحل، وهو مرتبط أيضاً بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية”.

كما أبرزت الدراسة أن هناك طلباً متزايداً على المحاصيل التي تتطلب زيادة مستويات التلقيح. وربما يعكس ذلك تغير أذواق المستهلكين، فقد ارتفع الطلب مثلاً على القرع والعنب والخوخ والتفاح والبطيخ، في حين انخفضت أعداد النحل البري في المناطق التي تزرع فيها هذه المحاصيل.

ويعتقد الباحثون أن حجم انخفاض النحل البري سيدفع المزارعين إلى الاعتماد بشكل كبير على مربي نحل العسل التجاري، الذين يتنقلون في أنحاء الولايات المتحدة ويستأجرون بعض مستعمرات النحل بغرض التلقيح. وهذا أمر محفوف بالمخاطر، فقد عانى مربو النحل من خسائر مدمرة بسبب الأمراض وهجرة أفراد النحل العامل في السنوات الأخيرة.

ويأمل العلماء أن تساعد الدراسة في تحديد سبعة ملايين فدان يطلبها البيت الأبيض لحماية الحشرات الملقّحة، لتكون مواطن محمية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ووفقاً للبروفسور ريكيتس، فإن حماية النحل البري ليست صعبة، ولكنها تتطلب من المزارعين رؤية المنافع المتبادلة في توفير مواطن جانبية لهذه الحشرات التي تعمل بجد لتحافظ على البقاء. ويوضح: “الأمر ليس لغزاً كبيراً حول كيفية مساعدة النحل بالقرب من المزارع الخاصة بك. فإنها تحتاج إلى الزهور، وإلى أماكن لإقامة مستعمرات وأعشاش، وإلى تجنب التسمم بالمواد الكيميائية. وغالباً ما يمكن توفير ذلك بكلفة قليلة جداً للمزارع، فهناك أراض جانبية يمكن استغلالها، لذلك فإن الأمل موجود”.

مجلة البيئة والتنمية

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *