الوثائقي "ثلاثي صبغي أوبخير" أو الأمل في جعل الأطفال ذوي التثلث الصبغي 21 يعتمدون على أنفسهم

الرئيسية » إبداع وتنمية » الوثائقي “ثلاثي صبغي أوبخير” أو الأمل في جعل الأطفال ذوي التثلث الصبغي 21 يعتمدون على أنفسهم

“ثلاثي صبغي أو بخير ” هو عنوان فيلم وثائقي أخرجته منيرة تيال سدراتي٬ والذي تناولت فيه تكفل مراكز “ملائكة”٬ شبكة جمعية نادي ليونز (المغرب)٬ بالأطفال المصابين بالتثلث الصبغي 21 .

من النظرة الأولى للمشهد العام لا يمكن للمشاهد إدراك انه يوجد في عالم الأطفال المصابين بالتثلث الصبغي. ذلك أن المشهد الذي انتقته بحرفية منيرة تيال يبرز أنه بالإمكان أن يظهر الأطفال الذين يعانون من هذا المرض الوراثي بشكل طبيعي٬ وذلك إذا ما تم التكفل بهم جيدا .

وهكذا٬ يبدو أن شيماء وليلى٬ اللتان تكتشفان لأول مرة المحيط وروعة الرمال وجمالية مياه البحر٬ يغمرهما شعور جميل غير مسبوق. تقتفي عدسة الكاميرا اثار خطواتهما الصغيرة فوق الرمال وتقترب من وجهيهما البشوشين حيث يبرز لون خديهما يقترب بشكل طبيعي من الوردي الأحمر وأيضا همسات استنشاقهما للهواء البحري. .

ومع تقدم اللقطات يبدأ المشاهد من خلال رؤيته لعيون مائلة تحمل علامة في ثنايا كل زاوية صغيرة من العين٬ يستوعب أن الأمر يتعلق بطفلتين مصابتين بالتثلث الصبغي 21 .

“هذا المرض٬ الذي يعرف أيضا تحت اسم متلازمة داون٬ اسم الطبيب البريطاني لانغدون داون الذي يعد أول من وصف خصائصه في عام 1866٬ هو نتيجة خلل وراثي يتسم بوجود كروموزوم (صبغي) إضافي في خلايا الجسم”٬ يشرح منير اكديرة٬ عضو مركز “ملائكة”٬ بصوته الهادئ المسجل في هذا الوثائقي.

وأشار إلى أن هذا المرض٬ الذي يصيب كل مولود من أصل 700 ولادة في المغرب٬ ينتج عنه في غالب الأحيان اقصاء على المستوى التعليمي والاجتماعي٬ مضيفا أن الأشحاص الذين يصابون بهذا المرض يكونون في كثير من الأحيان ظاهرين في المجتمع.

ثم تأتي صورة أخرى تظهر فيها مسؤولة مركز “ملائكة-سلا” تستقبل في مكتبها أم ترافق طفلها المصاب بالتثلث الصبغي وتستمع إلى هذه الأم التي تروي تطور مرض ابنها.

كما تظهر منسقة مركز “ملائكة” بمراكش٬ الدكتورة داريا مزداوي٬ مبتهجة وهي تقدم هذه المؤسسة التي تعد “أول إنجاز لهذه المغامرة الإنسانية الجميلة التي ستتضاعف”٬ مضيفة “أصبحنا شبكة ولدينا اليوم مركزين آخرين من مراكز ملائكة٬ أحدهما في الرباط والآخر يوجد في سلا”.

صور أخرى من الوثائقي تظهر آباء الأطفال الذين يعانون من التثلث الصبغي سعيدين بمرافقة أطفالهم إلى مركز “ملائكة” بالرباط. كما يبرز الفيلم الوثائقي٬ من جانب آخر٬ أطباء متطوعون يتناوبون على زيارة مراكز “ملائكة” للاطلاع عن صحة الأطفال وتقديم المشورة للفريق البيداغوجي من أجل حسن التواصل مع الآباء وأعضاء الجمعية.

ويتمثل الهدف من أنشطة مراكز “ملائكة”٬ حسب الدكتورة مزداوي٬ في تمكين الأطفال ذوي التثلث الصبغي من الإدماج الاجتماعي والاعتماد على الذات.

“بابتسامة كبيرة ترتسم على وجوههم يوجه هؤلاء الأطفال رسالة قوية تقول ثلاثي صبغي أوبخير “٬ يقول اكديرة في ختام هذا الوثائقي.

يذكر أن التثلث الصبغي خلل وراثي يتسم بوجود كروموزوم (صبغي) إضافي في خلايا الجسم بدل الكروموزوم الشفعي العادي مما يسبب العديد من الاختلالات٬ ويتمثل خلل الكروموزوم في تكونه داخل خلايا الجسم أو البعض منها من ثلاثة أنواع بدل نوعين فقط (الكروموزوم الشفعي) في الخلايا الطبيعية والعادية.

ويعرف الأطباء التثلث الصبغي بكونه تشوها جينيا يتسبب في العديد من التشوهات٬ حيث أن الإنسان العادي يتوفر على 46 صبغيا أو كروموزوما في كل خلية من خلاياه٬ موزعة على 23 زوج تحمل الأرقام التسلسلية من 1 إلى 23٬ في حين أن الشخص المصاب بالتثلث الصبغي 21 يتوفر على كروموزوم إضافي على مستوى الزوج ال`21 .

وتسهر مراكز “ملائكة” للأطفال ذوي التثلث الصبغي٬ التي بدأت الاشتغال منذ 5 فبراير 2011٬ على تتبع دراستهم ونفسيتهم وإعادة تأهيلهم وذلك بهدف دعم إدماجهم الاجتماعي والتعليمي.

وتحتضن هذه البنية٬ التي توجد بالمدرسة الابتدائية سيدي بلعباس بالداوديات٬ في الوقت الراهن 80 طفلا يعانون من التثلث الصبغي .

وأصحاب هذا المشروع هم على الخصوص مؤسسة نادي ليونز الدولية٬ بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية٬ وجمعية أنياس٬ ووزارة التربية الوطنية والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش.

و م ع

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *