الهيدروجين وقود المستقبل: قيادة خالية من الانبعاثات

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الهيدروجين وقود المستقبل: قيادة خالية من الانبعاثات

بدأ صانعو السيارات يقلقون بشكل متزايد بخصوص صناعة سيارات تعمل بالبطاريات بحيث إنها لن تكون قادرة على  مواجهة معايير اقتصاديات الوقود والانبعاثات، ومن ثم استعاد الهيدروجين المصداقية وأموال البحث والتطوير التي يمكن أن تجعله أخيراً حقيقة. بعد موجات التشكيك التي تعرض لها خلال السنوات الماضية فخلايا الوقود وغيرها من تقنيات الهيدروجين الواعدة بدت كأنها مجرد مشاريع للمعارض العلمية.

فقد كشفت في الشهر الماضي  شركتي تويوتا وبي إم دبليو عن خطط للتعاون حول أبحاث خلايا الوقود الهيدروجيني، وقبلها بأيام أعلنت شركات فورد ودايملر ونيسان بأنهم سيعملون سوية على تقديم تقنياتهم الخاصة لخلايا الوقود للأسواق بحلول عام 2017.

وقد تدارس صانعوا السيارات هذه التقنية على مدى سنوات، إذ في منتصف التسعينيات كانت الطاقة الهيدروجينية تبدو كثورة في عالم التصنيع. فالصورة الأهم تكمن في حرق الغاز داخل المحركات أو استخدامه في خلايا الوقود، بحيث يبقى بخار الماء العنصر الوحيد الذي يمكن أن ينبعث من أنبوب العادم.مما يفيد أنه إذا تم ضخ كمية كافية من الهيدروجين في خلية الوقود يمكنها أن تعطي طاقة لتشغيل المحرك الكهربائي.

وبذلك يمكن لخلية الوقود أن تساعد بتجاوز مشكلات السيارات التي تعمل بالبطاريات، حيث إن لها عددا محدودا من مرات الشحن وعمر البطارية. ولكن تبقى لخلية الوقود مشكلاتها الخاصة أيضاً بالرغم من أن الهيدروجين هو العنصر الأكثر وفرة في الكون، إلا أنه لا يتواجد منفردا عن باقي العناصر، حيث يجب فصله عن مكونات أخرى مثل جزيء الماء أو الهيدروكربون مما يستوجب  طاقة كبيرة. وهناك مشكلة أخرى تتمثل في شحن وتخزين والحفاظ على كمية كافية من الهيدروجين في السيارة وهو تحدي مهم يجب التغلب عليه.

وبالرغم من ذلك فإن صانعي السيارات أحرزوا تقدماً كبيراً في خفض تكاليف وحدات الهيدروجين، والتركيز الآن على نقل الصناعة إلى البطاريات، وبالتحديد بعدما بدأت الحكومة الأمريكية بضخ أموال الأبحاث في هذا الاتجاه. لكن مع تباطؤ تقدم تطوير البطاريات أكثر من المتوقع (ومع كوارث طائرات بوينغ 787 وضع إشارات غير مرغوبة على مشاكل بطاريات الليثيوم)، بدأ الهيدروجين يبدو كخيار ممكن مرة أخرى.

أشار وزير الطاقة الأميركي السابق Steven Chu بأن هناك اهتماما متزايدا حول الهيدروجين بعدما تم تجاهل هذه التقنية سابقاً وتم نقل أكثر من 100 مليون دولار من الأموال المخصصة للأبحاث على الخلايا إلى البطاريات. في حين أن الحكومة الألمانية قدمت تمويلاً لشبكة من محطات خدمات الطاقة البديلة في البلاد والتي ستقدم كل من مضخات الهيدروجين وشحن البطاريات.

في الوقت الحالي، يعد الهيدروجين العنصر الوحيد المتاح في بعض المحطات، غير أن الشركات التي تسير في هذا الاتجاه تدعو إلى تشجيع و تطوير البنيات التحتية لمحطات الهيدروجين من أجل  ضمان تسويق تجاري يحفز على استعمال طاقة الهيدروجين البديلة.

بدر الدين غازي

بتصرف عن مجلة the Economist

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *