المشروع الطاقي الطموح

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » المشروع الطاقي الطموح

يعرف المغرب تزايدا ملحوظا في الطلب على الكهرباء، بشكل يفوق الطاقة الإنتاجية للسدود، مما فسره البعض بالتأخر الكبير في الاستثمار الكهربائي لسد احتياجاته من الطاقة وخلق التوازن بين العرض والطلب. ومن هنا كان المغرب في حاجة إلى خلق “مشروع الطاقة الشمسية”، والذي بلغت الاستثمارات المخصصة لإنجازه تسعة ملايير دولار، في إطار ما يعرف بتنمية الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
ويهدف هذا المشروع الوطني إلى الرفع من القدرة الإنتاجية للكهرباء المستخلصة من الطاقة الشمسية إلى2000  ميغاواط في أفق 2020، وتوفير الطاقة البديلة بتنمية المؤهلات الوطنية الشمسية، وخفض فاتورة المغرب النفطية والتقليص من التبعية الطاقية، كونه البلد الوحيد غير منتج للنفط في شمال إفريقيا، والرفع من القدرة الإنتاجية للكهرباء بتوفيره لـ 38 بالمائة من احتياجات المغرب من الكهرباء في أفق 2020 مع الاستغناء عن مليون طن من النفط سنويا عند نهاية المشروع، والتقليل من معدل انبعاثات المغرب من ثاني أكسيد الكربون ( أي تجنب انبعاث ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون)، وبالتالي مقاومة التغيرات المناخية.

ولإقامة أضخم مشاريع إنتاج الكهرباء من مصدر شمسي على الصعيد الدولي، وقع الاختيار على خمسة  مراكز موزعة ما بين ورزازات (كأول محطة بقدرة 500 ميغاواط في أفق 2014-2015، وأهم مكون يضمن التوسع في الطاقة الشمسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)،  وعين بني مطهر( 400 ميغاواط/  سنة 2016) وفم الواد (500 ميغاواط/ سنة 2017) وبوجدور(500 ميغاواط/ سنة 2018) وسبخت الطاح (100 ميغاواط/ سنة 2019).

 وينتظر من هذا المشروع الطاقي، بلوغ نسبة 4500 جيغاواط / ساعة سنويا، وهو ما يساوي 18 بالمائة من الإنتاج الوطني الحالي كما تصرح بذلك الحكومة المغربية. ومسايرة للتوجه العالمي الذي يضع ضمن أولوياته تطوير الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية لمواجهة تحديات الطلب المتزايد على الطاقة والاحتباس الحراري، تقوم “الوكالة المغربية للطاقة الشمسية”، بالإشراف على الدراسات التقنية والاقتصادية والمالية الضرورية لتنفيذ المشروع وتتبع جميع مراحله.

وللتذكير، فإن المغرب وفي إطار استراتجيته الطاقية، أعطى الأولوية لتنمية الطاقات المتجددة وللتنمية المستدامة، حيث كان الإعلان في نوفمبر 2009 بورززات عن إنشاء مشروع مندمج لإنتاج الطاقة انطلاقا من الطاقة الشمسية، سمي بـ”المشروع المغربي للطاقة الشمسية”، والذي يهدف إلى رفع نصيب الطاقة الشمسية ضمن الرصيد الوطني، إلى 14 في المائة في أفق 2020، وتحقيق 2 جيغا واط في إنتاج الطاقة الشمسية، بإنتاج سنوي يقدر بـ 4500 جيغا واط في أفق 2020، وتوفير المحروقات بمليون طن مقابل البترول، وتجنب إصدار 3.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى الربط بشبكة الكهرباء بإسبانيا.

وقد استفادت هذه الإستراتجية من الموارد المرصودة في إطار صندوق تنمية الطاقة، والتي قاربت المليار دولار موزعة بين 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية  و300 مليون دولار نصيب الإمارات العربية المتحدة، في حين كان لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مبلغ 200 مليون دولار.

فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *