«الكتب الصوتية».. تشجيع عملي على القراءة

الرئيسية » تربية وتكوين » «الكتب الصوتية».. تشجيع عملي على القراءة

«الكتب الصوتية».. تشجيع عملي على القراءة

تحاول مبادرات خاصة عديدة، أن توجد جملة أشكال تحريك واستقطاب نحو عملية القراءة، تثري معها الحراك الثقافي على الساحة وتشجع العودة إلى نهل المعارف والعلوم وتوسيع الاطلاع. فبعد مجموعة من الإحصاءات التي أوضحت قلة القراءة في الوطن العربي، لجأ عددٌ من الأفراد إلى إنشاء مبادرات خاصة، ونشرها عبر صفحاتهم على الإنترنت، ليعتنوا من خلالها بتنويع مساقات الدعم للشباب في مجال القراءة، وإمدادهم بالتسهيلات التي يحتاجونها. وعلى نهج المثل:

«كل شيخ وله طريقة»، نجد أنه ارتكزت كل مبادرة على فكرة مختلفة، فتكونت باقة من الأنشطة في هذا القبيل. وهكذا استطاعت تلك التنويعات أن تجذب إليها بالفعل، الكثير من الشباب المتحمس الذي شده العمل الجماعي والأفكار المختلفة. ويبدو أنه من بين أهم وأبرز أنواع برامج هذا النشاط، الكتب الصوتية على المواقع الإلكترونية. وهو نوع مبادرات يبدو أنه غدا الأفضل، للتشجيع على القراءة.

تجارب وبدايات

اللافت أنه غدت الكتب الصوتية، تمثل واحدة من المبادرات الجديدة لتشجيع القراءة، وهي كتب قرئت بواسطة أحد الأشخاص، وتصبح الأصوات أحياناً لأشخاص حقيقيين، وأحياناً أخرى لأجهزة مبرمجة على القراءة الآلية. وكان بدأ هذا النوع في أوروبا والدول الأجنبية، لتظهر عدة مواقع مثل: (أوديبل) الذي يهتم بنشر الكتب المسموعة، وموقع (أمازون) الذي يتيح الكتب بجانب عدة منتجات أخرى..

وكذلك ظهرت عدة مواقع متخصصة لنشر أدب الطفل مثل (ستوري نوري). أو الكتب التعليمية، مثل( ليرن آند لود) وغيرهما من المواقع، لتوفر بعض المواقع الكتب بلا مقابل. كما أنه تتيح الأخرى الكتب للشراء مقابل مبلغ مالي هو أقل من ماهية الحال لدى نظيرتها الورقية.

وانتقلت تلك التجارب والأفكار، في البداية، إلى الإمارات العربية المتحدة، ضمن عالمنا العربي، بفعل برامجها ومشروعاتها الثقافية الحداثية الدؤوب. إذ كانت صفحة المجمع الثقافي هي الجهة الأولى التي تتبنى فكرة الكتب الصوتية، ومن بعدها، بدأت فكرة الكتب الصوتية تغزو البلاد العربية لتظهر مواقع متنوعة، منها: الوراق، مسموع، كتاب سوند.

مشروع «اقرأ لي»

يعد مشروع «اقرأ لي» من أهم المشاريع الناجحة التي قرّبت القراءة عن طريق السمع، ويحكي مؤسسوه أن المشروع جرى إنشاؤه عام 2011، ومن ثم لينشر عدداً من الكتب المجانية على الإنترنت، أو من خلال تطبيق على الأندرويد، إذ إن الكتب المتوافرة فيه يقرأها عدد من المؤدين. ويحكي مؤسس المشروع (عبدالرحمن)، عن بداية الفكرة التي جاءت عندما علموا أن متوسط ما يقضيه المصريون بالمواصلات هو ثلاث ساعات يومياً، فتساءلوا: لماذا لا يستفيدون من ذلك الوقت؟

ومن هنا بدأ المشروع، ليتوسع وتصبح المادة فيه غير مقتصرة على الكتب فقط، بل امتد المحتوى ليشمل معلومات عامة ودينية وصحية ووصفات للطبخ والإتيكيت. وأيضاً: نصائح مفيدة، قراءة مقالات، عرض للأخبار اليومية، تعليم اللغات.

«اقرأ بودانك»

ليس «اقرأ لي» وحده الذي فكر في جعل المادة المسموعة مقروءة، بل فكرت مجموعة من الشباب في مشروع آخر بعنوان «اقرأ بودانك»، والذي أوضح مؤسسوه أن فكرته جاءت بسبب أسلوب الحياة السريعة، والذي لم يمكن الشباب من توفير وقت للقراءة، وهو ما شجع المنظمين على استحداث وسائل جديدة تشجع القراءة.

وذلك عن طريق إتاحة الكتب مسموعة عن طريق الموبايل، تسهيلاً على من يريد أن يكسب وقته في السمع بجانب العمل، أو في طريق المواصلات، أو حتى في الطوابير الطويلة وأوقات الانتظار. وأما عن تحويل تلك المقاطع الصوتية إلى أقراص مدمجة، فيؤكد أصحاب المشروع أنهم حاولوا بالفعل التواصل مع دور النشر لتطبيق هذه الفكرة، ولكنهم لم يتلقوا أي رد.

جماعات قراءة

ومن المبادرات الأخرى، فكرة «جماعات القراءة»، التي بدأت في أميركا، حيث يجتمع عدد من القراء ويتناقشون حول كتاب بعينه، ذلك سواء بالتجمع الفعلي في نوادي القراء وجهاً لوجه أو من خلال التكنولوجيا التي أتاحت أنظمة تتيح الفيديوهات الجماعية..

وذلك بدلاً من الذهاب لمكان بعينه، واستطاعت نوادي القراءة في وقتٍ من الأوقات في أميركا، تحويل الكتاب الذي تجري مناقشته إلى كتاب يتصدر مبيعات القراءة داخل البلد نفسه، وهذا طبعاً رغم أنها تكون قد كتبت قبل وقتنا الحالي بخمسين عاماً كاملة.

وفي هذا السياق، تقيّم صفحة «معرفة» على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الفكرة ذاتها، إذ يشدد المعنيون والقائمون عليها، على أن الأهداف الرئيسة التي قامت عليها فكرة فريق معرفة هي إخراج الحصيلة المعرفية من إطارها الذهني لدى شباب المثقفين للعرض والمناقشة، مع مد الشباب بالمهارات اللازمة من عرض وإلقاء ومنهجية بحث، ما يصل بهم إلى أولى خطوات البحث الدقيق في شتى فروع المعرفة..

ولهذا انطلق المشروع، حسب الصحيفة، منذ عامين من أجل تشجيع القراءة وعمل الأبحاث، من أجل زيادة المعرفة والتحصيل، وذلك عن طريق تشجيع القراءة من خلال تلك المجموعات التي تنظم فعالياتها في المحافظات المختلفة، إضافة إلى مسابقات متخصصة في حقول الأبحاث العلمية والأدبية، ومجموعات لمناقشة أفلام السينما أيضاً.

مؤلفات إلكترونية

بعد انتشار التكنولوجيا في العالم كله، أصبحت الأجهزة المحمولة جزءًا مهماً من مقتنيات ساكني هذا العالم، ليبتعد بهذا، عديد من القراء عن الكتب الورقية، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى الكتب الإلكترونية التي يمكن تحميلها وقراءتها عبر أجهزة الحاسب الآلي أو الأجهزة المحمولة، إذ يحوي الجهاز الصغير ذاكرة تستطيع أن تحمل مئات الكتب.

ونتبين في هذا الشان أنه نشأت وأطلقت مجموعة غنية ومهمة من المبادرات من قبل المنظمات غير القابلة للربح، إذ ركزت على تحميل عدد من الكتب المهمة إلكترونياً، وهذا بعد مراعاة وتطبيق كافة متطلبات احترام حقوق الملكية، والاتفاق مع الكتاب الأصليين. ومن بين أبرز تلك المؤسسات «مؤسسة هنداوي»..

والتي تعنى بترجمة الكتب الأجنبية، إضافة إلى إعادة نشر أمهات الكتب التي لا تتوافر نسختها نظراً لعدم حرص أي من دور النشر على إعادة إصدارها مرة أخرى للجمهور الراغب، كما أنها تقوم بنشر الكتب الفكرية المهمة وقصص الأطفال. وفي هذا الصدد، نجد أن مؤسسيها والقائمين عليها، يوضحون أن المؤسسة غير هادفة للربح، وتعمل بجانب نشر الكتب على ترجمة المقالات الأجنبية.

كما أنها تشارك في عديد من الفعاليات الثقافية التي تهدف للارتقاء بمستوى الثقافة في العالم العربي بأكمله، وآخرها معرض الكتاب الذي أقامه «بيت الرصيف». كما أنها لا تغفل عن إتاحة الكتب الورقية في منافذ البيع لمن أراد الحصول عليها ورقية، ويشهد على نشاط المشروع ونجاح المؤسسة في المجال، معرض القاهرة الدولي للكتاب.

تسهيلات

رغم وجود الكتب الإلكترونية، إلا أن هناك العديد من القراء يرغبون في اقتناء الكتب، لذا بادر مجموعة من المهتمين إلى إنشاء صفحة «وصلة» على الفيسبوك.

وهدفها هو تسهيل وصول الكتب من المكتبات إلى القارئ في مصر، عن طريق توصيل الكتب الجديدة حتى المنزل للاطلاع فقط واستبدالها بأخرى، وذلك باشتراك سنوي مقداره 30 جنيهاً مصرياً، ليشترك بهذه الخدمة عدد ممن لا يملكون الوقت للذهاب إلى المكتبات، إذ يكتبون عناوين الكتب التي يريدونها على صفحة الفيسبوك ومن ثم ترسل اليهم.

وأوضح مؤسسو هذا المشروع أن المبادرة، وبجانب إتاحة الكتب، فهي تشارك أيضاً في تنظيم الفعاليات الخاصة بدعمها الكتب، بل وإقامة الندوات الخاصة للكتاب الشباب، حيث شاركوا سابقاً في تنظيم ندوة للكاتب الشاب محمد مجدي مختار، صاحب رواية «داخل الغرفة الزجاجية».

وفي هذا الشان، أوضح أنس مراد، أحد مؤسسي المبادرة، أن المبادرة تقدم خصومات على للكتب عند الشراء.. وكذا تسهيلات للاستعارة، دعماً منهم لعملية القراءة، وتسهيلاً لوصول الكتب إلى راغبي القراءة، ذلك مهما بلغوا من ضيق اليد.

«كلمة» في الإمارات..مشروعات مهمة وإسهام فعال

لم يبق مشروع (كلمة) الرائد، في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعيداً عن هذا التوجه. إذ اختار أن ينخرط فيه بقوة. وتوجت جهوده بنجاح نوعي. ومن بين إحدى مبادراته في الحقل، التعاون مع صفحة متخصصة بعنوان «كتاب»، موجودة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، لنشر وتوفير (سلسلة حكايات الشعوب) والتي تعنى بنشر الحكايات الشعبية لدول العالم في قالب كتب إلكترونية شهيرة ومتاحة بسهولة، ذاك خصوصاً وأنها سلسلة سبق وأن حازت على جائزة أو شهدت احتفاءً في أوساط القراء.

كما أن صفحة (كتاب)، وفي السياق عينه، تعنى في غالبية الأحيان، بإعادة نشر كتب كان قد خطها أحد كبار الكتاب.

آية إيهاب – دار الإعلام العربية

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *