العلاج باللعب يحمي الأطفال من الاضطرابات السلوكية

الرئيسية » تربية وتكوين » العلاج باللعب يحمي الأطفال من الاضطرابات السلوكية

يؤكد خبراء علم النفس أن العلاج باللعب يساعد على التخلص من مجموعة كبيرة من المشكلات، بما في ذلك المشكلات السلوكية والاكتئاب والقلق. وبينما يبدو العلاج باللعب كأنه مجرد قضاء ساعات من اللهو والمرح، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن العلاج باللعب فعال لدى الأطفال الذين يعانون من مشكلات الصحة العقلية والاضطرابات السلوكية. وأكد علي سلمان أستاذ الصحة النفسية بجامعة القاهرة على ضرورة العلاج باللعب، وذلك لأن اللعب يساهم في خلق بيئة آمنة يستطيع الأطفال من خلالها التعبير عن أنفسهم. وقال سلمان، إن العلاج باللعب له أهداف وتأثير مهم على الحالة الصحية والنفسية للطفل ومن بين الأهداف إدخال عنصر الإيجابية على لعب الطفل بشكل مباشر وتنمية قدراته على التعبير عن مشاعره بطرق ملائمة. وأضاف أن ذلك ينمّي قدرات الطفل على حل المشكلات وعلى طلب المساعدة عندما يحتاج إليها، كما ينمي شعوره بالأمان في بيئة تراعي خصائصه وحاجاته.

ولا يستطيع الجميع التعبير عن احتياجاتهم ومشكلاتهم بالكلمات، وقد يصبح اللعب وسيلة الصغار في التعبير عن حزنهم أو غضبهم. وبعض الأطفال يستخدمون الألعاب لا إراديا في وصف المشكلات التي يعانون منها، كالتمثيل أو الرسم أو استخدام الدمى للتعبير عن مشاعرهم الغاضبة، وربما أيضا يخلقون شخصيات خيالية تشاركهم أفكارهم. ويعد قضاء الطفل لساعات في اللعب أمرا غير مزعج في رأي المختصين، بل يتطلب من الأبوين تشجيع الطفل عليه لفهم ما يدور بداخل عقله ولا يستطيع التعبير عنه بكلمات. وينبغي على الأبوين احترام تلك المشاعر، وتشجيع الطفل على وصف ما يعاني منه بالتعبير عما يريد ولو بأن يعكسه على دميته، كأن يقول الطفل إن الدمية حزينة لأن والديها تشاجرا معا، أو لأن والدتها لم تسمح لها بالخروج.

ويمكن أيضا أن تُستخدم الدمى كوسيلة لتعليم الأطفال السلوكيات العامة والمهارات اليومية، كأن تستعمل دمية الدب وسيلة لتعليم الطفل كيفية استخدام الحمام والتخلص من الحفاضات، أو ضرورة تناول الخضروات، ومن ثم يستطيع الطفل محاكاة ذلك لاحقا. وغالبا ما يستخدم العلاج باللعب لمساعدة الأطفال على معالجة أحداث الحياة المجهدة مثل الانتقال إلى بيت جديد، والاستشفاء، وعلاج الصدمات بعد التعرض للاعتداء الجسدي والجنسي، والعنف المنزلي، والكوارث الطبيعية والحروب. ومن بين المشكلات الأكثر شيوعا التي يتم تناولها في العلاج باللعب، اضطراب نقص التركيز وفرط الحركة، ونوبات الغضب، واضطراب طيف التوحد، والاكتئاب، وطلاق الوالدين، وصدمات الفقد (وفاة الوالدين أو المقربين)، والإعاقات الجسدية المستجدة. وخلصت الدراسات إلى أن العلاج باللعب يمكن أن يكون فعالا جدا للأطفال وعائلاتهم.

ووجدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلة “اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه” أن الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أظهروا انخفاضا كبيرا في فرط النشاط بعد العلاج السلوكي المعرفي. وبيّنت دراسة أجريت في العام 2017 تأثير العلاج باللعب على الأطفال الذين يعانون من مخاوف سلوكية. وتراوحت أعمار الأطفال بين 6 و9 سنوات، وتلقوا 20 جلسة علاج. وقد أظهر الأطفال انخفاضا في مشاكل السلوك، بما في ذلك العدوانية وخرق القواعد. وأظهر الأطفال تحسنا بعد 8 جلسات علاج جماعية في انخفاض مشاكل السلوك وتحسن الأداء الأكاديمي. وفي العام 2015 تعرضت دراسة أخرى للعلاج باللعب، وخلصت إلى أن العلاج باللعب يوفر تأثيرات علاجية كبيرة لمجموعة من المشكلات، بما في ذلك المشكلات السلوكية والاكتئاب والقلق.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *