إن العالم لم يكن قَط أقرب إلى تحقيق الحلم بمستقبل الطاقة الأكثر استدامة وأمناً من حاله اليوم. فالطاقة المتجددة من الرياح والشمس أصبحت قادرة على منافسة الطاقة المولدة من الوقود الأحفوري، وانخفضت أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات من التدني. وهذه التطورات تضعنا على حافة تحول في الطاقة العالمة.

وقد بدأت بلدان العالم اغتنام الفرصة بالفعل، حيث أصبحت الأولوية الأولى واضحة، فالآن رفعت الهند الضوابط المفروضة على أسعار الديزل. وألغت إندونيسيا إعانات دعم البنزين. وتحذو دول أخرى حذوهما. ومن الممكن أن تستخدم الأموال التي يتم توفيرها بإلغاء الدعم بشكل أفضل في إنشاء شبكات أمان تحمي الفقراء عندما ترتفع أسعار الطاقة.

فوفقاً لتقرير حديث صادر عن البنك الدولي، وضعت 144 دولة بداية من عام 2014 خططاً وطنية للتوسع في استخدام الطاقة المتجددة، كما وضعت نحو مئة دولة أهدافاً وحوافز محددة. وفي غضون سبع سنوات فقط، من عام 2006 إلى عام 2013، تضاعفت قدرة طاقة الرياح على مستوى العالم إلى أربعة أمثالها، في حين سجل استخدام الألواح الضوئية نمواً بلغ عشرين ضعفاً تقريباً. وكما يُظهِر تقرير البنك الدولي، تستطيع البلدان الآن من خلال الاستثمارات والسياسات الصحيحة أن تلبي حصة كبيرة من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة المتجددة المتغيرة من دون المساس بالقدرة على الاعتماد على الشبكة أو الجدوى الاقتصادية للكهرباء، ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن أسواق الطاقة لابد أن تكون مفتوحة للاعبين جدد.

إن الطاقة المستدامة حقاً ليست نظيفة فحسب مع أدنى حد من التأثير على التلوث وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بل لابد أيضاً أن تكون في متناول الحكومات والمواطنين على حد سواء؛ حيث تستمد من مصادر يمكننا الاعتماد عليها لعقود مقبلة من الزمان؛ وهي تساهم في تحقيق الازدهار المشترك، من خلال جلب الخدمات والمنافع إلى كل أفراد المجتمع.

أنيتا جورج: كبيرة مديري ممارسات الطاقة والاستخراج العالمية لدى البنك الدولي – نقلا عن البيان