الصيف.. مشاكل صحية وعادات غذائية غير سليمة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » الصيف.. مشاكل صحية وعادات غذائية غير سليمة

الصيف.. مشاكل صحية وعادات غذائية غير سليمة

يُعرف فصل الصيف بالكثير من الأمور التي تجعل منه فصلا مميزا، بحيث تصل حرارته أقصى درجاتها، وتكثر خلاله الحفلات الاجتماعية والرحلات الصيفية، ويتم التخلص من أعباء العمل وضغوط الحياة المتزايدة. ورحمة بالعباد، تكثر الأصناف العديدة  من الخضراوات والفواكه الطبيعية التي تعمل على سد حاجة الجسم من الفيتامينات، وتعويض السوائل التي يفقدها الجسم خلال الصيف، وتخفيف حرارته اللاهبة.

وجاء في إحدى الدراسات التي أشرف عليها مجموعة من الأطباء والباحثين الأوكرانيين، أن الحر يجعل من عملية هضم المواد الغنية بالبروتينات والسكريات التي تكثر في اللحوم ومعظم أنواع الخبز، عملية معقدة على المعدة والأمعاء، وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى عسر الهضم وبعض حالات التعفن والتسمم، نتيجة طول فترة بقائها في الجسم.

 واستنادا إلى هذه الدراسة، شدد الباحثون على خطورة الاستهلاك المفرط للحوم والمرطبات، كون أن “تبريد” هذه الأخيرة ليس له مفعول طويل الأمد، بل إن احتوائها على المواد الدهنية والسكريات، يعطي نتيجة عكسية، كونها تصبح منتجة للحرارة عندما تحترق داخل الجسم.

وبما أن الصيف يعد الفترة الأمثل لتنظيف الجسم من السموم، وتفريغه من الشحوم نتيجة تراكم المواد الدهنية والسكريات، غالبا ما ينصح الأطباء والمهتمون، بشرب الكثير من الماء والعصائر المستخلصة من الفواكه الطبيعية الباردة، وتناول المتوفر من الخضراوات الطبيعية المطبوخة بالبخار أو الماء، إضافة إلى الخبز والأطعمة المصنوعة من الحبوب ذات القيمة الغذائية العالية التي تمنح الجسم الطاقة، أمثال القمح والأرز.

ولتعويض ما يفقده جسم الإنسان من سوائل نتيجة تعرضه للشمس، ولدرجات الحرارة المرتفعة التي تتسبب في تعرقه، يوصي أهل الاختصاص بالإكثار من شرب السوائل، والمحددة في 10-12 أكواب، أي ما يقارب اللترين، بشكل يومي، سواء كانت مياها أو مخلوطة ببعض الأعشاب المنعشة، إضافة إلى تناول الفواكه والخضراوات التي تمنح الشعور بالشبع والانتعاش والبرودة، وكذا كونها صحية وغنية بالمركبات الغذائية الضرورية لجسم الإنسان.

وإلى جانب كل هذا، قد يتسبب الصيف بالنسبة للبعض، في الزيادة في الوزن نتيجة تمتعه بالراحة والاسترخاء رفقة الأهل والأصدقاء.

وفي هذا الصدد، أقر خبراء مركز التحكم والوقاية من الأمراض أن زيادة الوزن في الصيف ليست مرتبطة فقط بكمية الغذاء، بل تعتمد أيضاً على نوعية الغذاء وكذا قيمته الغذائية، إذ يزداد وزن عدد كبير من الأشخاص بشكل سريع في الإجازات والرحلات، نظراً لارتباط فصل الصيف بتناول الوجبات في المطاعم التي تختص بتقديم الوجبات الجاهزة والسريعة المحتوية على كميات هائلة من السعرات الحرارية وقيمة غذائية قليلة.

وإذا كان الصيف فرصة للاسترخاء والمتعة والإقبال على تناول الخضراوات والفواكه الموسمية، فإن الإنسان يكون أكثر عرضة للعديد من الأمراض التي تنتقل إليه عن طريق تلك الأغذية المستهلكة، والتي يكون البعض منها مرتعا للجراثيم والميكروبات التي تنشط بكثرة خلال فصل الصيف، وتنتقل عدواها بين الناس بسبب درجات الحرارة، وتغير الظروف البيئية، وانتشار العادات الغذائية السيئة.

ولتفادي انتقال البكتيريا، وحفاظا على السلامة الغذائية للطعام، وحماية الشخص من التسمم، يوصى بالطبخ الجيد للطعام، وبسترة السوائل، والابتعاد عن الأطعمة الملوثة. وفي هذا الصدد ركزت منظمة الصحة العالمية في تقريرها المعنون “الوصايا الخمس لضمان أمن الغذاء” على الحفاظ على النظافة، والفصل بين الطعام المطبوخ والطعام النيئ، والطهي الجيد لجميع الأغذية، والاحتفاظ بالأغذية في درجات حرارة مأمونة، ثم استخدام مواد ومياه غير ملوثة.

وبتعرض الشخص إلى هذه النوعية من المخاطر التي تتكاثر معها الأمراض وتنتشر، فيكون الأمر في بدايته مجرد تسمم غذائي وبعض النزلات المعوية، إلا أنه قد تتحول إلى وباء كالتيفوئيد والكوليرا والتهاب الكبد الفيروسي في بعض الإصابات المتقدمة.

فاطمة الزهراء الحاتمي

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *