الرابطة المحمدية للعلماء تُطلق موقعا تفاعليا جديدا يهتم بالعلم والعمران بالمملكة

الرئيسية » إعلام ورقميات » الرابطة المحمدية للعلماء تُطلق موقعا تفاعليا جديدا يهتم بالعلم والعمران بالمملكة

الرابطة المحمدية للعلماء تُطلق موقعا تفاعليا جديدا يهتم بالعلم والعمران بالمملكة

أشرف اليوم بالرباط الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، فضيلة الدكتور أحمد عبادي، وفي غمرة احتفالات الشعب المغربي بمناسبة الذكرى 13 لعيد العرش المجيد، على حفل إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد “المملكة المغربية.. علم وعمران” www.oloum-omran.ma، التابع لوحدة “العلم والعمران بالمغرب” بالرابطة المحمدية للعلماء.

في أسباب النزول..

في كلمته بالمناسبة أشار فضيلة الدكتور عبادي إلى أن المغرب يزخر بمعالمه وكنوزه العمرانية والحضارية لذا علينا استكشافها، وفي هذا السياق يأتي إطلاقنا لهذا الموقع الجديد الذي سيعزز بدون شك البوابة الإليكترونية للرابطة المحمدية المتضمنة للعديد من المواقع الموضوعاتية المتخصصة الأخرى.

وفي شرحه لأسباب نزول هذا الموقع الجديد، حدد الدكتور عبادي خمسة مقاصد؛ هي أولا إبراز البعد الوطني للمعالم العمرانية، بحيث أن الإنسان يبني من أجل أن يصير المكان المشيد مكانا للتعبد أو لتلقي العلم، كما يبني الإنسان ليحافظ على ذكرى عالم من الأعلام الأفذاذ، أو فقط ليكون البناء مكانا ليتخذه الإنسان سكنا له في الحياة الدنيا. ثم هناك المقصد الثاني والمتعلق بالمهمة الوظيفية المتوفرة بكل تأكيد بالنظر لوجود نيات كامنة وراء هذا العمران، وأبرز هذه النيات، يقول الدكتور عبادي، هي نية التقرب إلى المولى عز وجل، وهذا ما يجعل مثل هذا العمران يتفتق جمالية.

والمقصد الثالث يتجلى في هذا الجانب المتصل بتبني آمال وآلام الخلق، بحيث يصير العمران أداة تتجاوب مع حاجيات ومتطلبات الناس. والمقصد الرابع هو أن العمران يكتنز ذخائر يتمتع بها مجتمعنا على مدى التاريخ، كما يبرز الدهاء والذكاء الذي أبداه الإنسان المغربي على مر العصور، وهو ما يجعلنا في أمس الحاجة إلى استكشاف تاريخنا وتراثنا الحضاري.

ثم هناك المقصد أو البعد الخامس وهو بُعد هوياتي محض، مما يتطلب منا إعادة قراءة ذواتنا وهويتنا؛ إنها المقاصد، يقول الدكتور عبادي، التي تجعل من التواشج بين العلم والعمران لازمة ظلت على مدى التاريخ تطبع حياة المغاربة، وهو ما يجعلنا في الرابطة نعمل جاهدين على إبرازه هنا في هذا الموقع الجديد، حيث يستطيع المبحر في الشبكة العنكبوثية الاطلاع على كنه عمراننا وعلمنا، إنها إعادة كتابة للتاريخ، لمَ لا.        

موقع بحثي تفاعلي..

يعتبر الموقع من المواقع البحثية والتفاعلية، ويحتوي على بنك للصور، والنقائش، والخرائط، والبيانات المتعلقة بتاريخ العلم والعلماء بالمملكة المغربية، وتاريخ وحضارة المدن المغربية، ودراسات حول كتب الفهارس والتراجم، وأبحاث حول الرحلات المغربية، ومعطيات حول الطبيعة والمجال من منظور علم العمران.

ويأتي إطلاق هذا الموقع التفاعلي، بحسب ورقة تقنية وزعت بالمناسبة، ليغني بوابة الرابطة المحمدية للعلماء التي أطلقتها المؤسسة أواخر نونبر 2011، وهي بوابة إلكترونية معززة بوسائل خدماتية متطورة مع تيسير روابط نافعة في مقدمتها، رابط الدروس الحسنية التي ألقيت في حضرة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وروابط لمحاضرات وصوتيات أعلام من الفكر المغربي، بالإضافة إلى مواقع متخصصة عبر مراكز الدراسات والبحوث التابعة للرابطة المحمدية للعلماء (وعددها يفوق الثلاثة عشر مركزا)، وكذا مواقع خاصة بوحدات البحث المعتمدة داخل الرابطة المحمدية للعلماء، ومواقع خاصة بكل مجلة من مجلات هذه المراكز، بالإضافة إلى مواقع متطورة لـجرائد إلكترونية تصدرها مؤسسة الرابطة بشكل أسبوعي، وعبر خدمات مذكرة توفر بوابة الرابطة رصدا يوميا لمختلف الأنشطة العلمية، والفكرية، والاجتماعية، والثقافية داخل المغرب وخارجه.. في خطوة عملية نحو تيسير سبل اتصال أنجع مع عالمات وعلماء الرابطة وجمهور الطلبة والباحثين، وتوفير قواعد بيانات وافية ومتجددة تستجيب لانتظاراتهم وآمالهم.

وبحسب “وحدة العلم والعمران بالمغرب”، وهي الجهة المشرفة مباشرة على الموقع الجديد، فإن هذا المشروع يندرج في سياق إعادة الاعتبار للعلم والعلماء بالمغرب، والتأكيد على أن تاريخ العلم ببلدنا الكريم يحتاج إلى تحيين وتوظيف على عدة مستويات ثقافية واقتصادية وسياحية وفنية.

كما يشير القيمون على هذا المشروع إلى أنه من ضمن عناصره؛ إعادة دراسة كتب التراث العلمي المغربي خصوصا الفهارس وكتب التراجم والرحلات دراسة تاريخية وأنثربولوجية وجالية. وتقدم هذه الكتب بكيفية خاصة صورة حية لثقافة العلماء وروافدها، وتبين بكيفية عامة حالة الثقافة والفكر والعمران، معرفة برجال العلم ونشاطهم في التدريس والتأليف وأماكن تدريسهم وسكناهم، وامتداد الحركة العلمية وتسلسلها، وبذلك تكون أفيد شيء لمن أراد أن يتعرف على النشاط الثقافي والفكري والعمراني في عصر ما، ويعتبر التراث العلمي المغربي ذا دور حاسم في إعادة كتابة التاريخ الفكري والعمراني للمغرب؛ فمادتها بالإضافة إلى بعدها المتعلق بالتراجم والأعلام تعتبر كثيفة المعلومات المتعلقة بالأماكن الدينية والمدنية والمرتبطة عضويا بالحركة العلمية وتطورها ومساراتها.

ويتضمن الموقع الجديد سبعة أبواب رئيسية، كل منها متفرع إلى أبواب فرعية؛ حيث نجد باب “المغرب عبر علمائه” والذي يتفرع عنه أربعة أبواب هي علماء رواد، وعالمات مغربيات، وصلحاء المغرب وأولياؤه، وموسوعة أعلام المغرب. وهناك باب “العلم والعمران” الذي ينقسم هو الآخر إلى عدة فروع منها تاريخ مدينة، وذاكرة مكان، وعلماء ومساجد، وعلماء وزوايا، وعلماء ومدارس وغيرها من التفريعات الأخرى. وهناك باب “فهارس مغربية”، وباب “بالصوت والصورة”، وباب “أدب الرحلة بالمغرب”، وباب “طبيعة ومجال”، ثم باب “إصدارات”.

ويقول المشرفون على المشروع أن المنهج الذي تم اعتماده في المشروع هو التفكيك والتركيب، تفكيك المعطيات الواردة في كتب التراث العلمي وتحقيقها وتدقيقها وربطها بسياقاتها، وهذا عمل على المستوى العمودي، ثم تركيب المعطيات المتحصلة كميا –على المستوى الأفقي- من أجل استخلاص معلومات كيفية على مستوى التأريخ والاجتماع والعمران، ولا تخفى الأهمية الكبرى لهذا المنهج الذي يتميز بإضفاء النظام على ما يبدو مشتتا ومتناثرا، مؤكدين على أن الفوائد العلمية والعملية لهذا المشروع ستكون كبيرة وستحتاج إلى تكاثف الجهود وسلامة المنهج ونبل المقاصد.

نورالدين اليزيد

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *