التوظيف.... معيار نجاح الجامعات

الرئيسية » تربية وتكوين » التوظيف…. معيار نجاح الجامعات

تسابق العديد من مؤسسات التعليم العالي في العقدين الماضيين، على الترتيبات في التصنيفات العالمية التي تزيد من سمعة المؤسسة الأكاديمية عالميًّا من جهة، وتمنح خريجيها قيمة أعلى في المجتمع الأكاديمي، بالإضافة إلى مضاعفة فرصة الحصول على المنحة الدراسية العليا، أو الوظيفة المثلى ذات الدخل الأوفر.

وقد تعددت التصنيفات العالمية؛ فمنها تصنيفات تعنى بالتقييمات البرامجية التعليمية والإنتاج البحثي، مثل الدرجة العلمية الممنوحة ونوعية الحقول الدراسية، ومنها تقييمات مؤسسية تعنى ببعض المعايير الخاصة بالمساحة والبناء والتمويل وهيئات التدريس، والبوابات الإلكترونية للمؤسسات وغيرها.

وقد تنوعت الأهداف العامة للدراسة ما بعد الثانوية، ومع هذا التنوع تتخذ الدراسة مسارين رئيسين:
المسار البحثي المعرفي، وهو الذي يعنى بإجراء البحوث العلمية المتخصصة لمواجهة التحديات العالمية، واقتراح حلول للأزمات العالمية الملحة مثل الاستدامة والأثر البيئي؛ ومن أجل هذا النوع وجدت المراكز البحثية والمختبرات المتخصصة. والمسار الثاني الذي يهدف إلى خدمة المجتمع، وتغلب على خريجيه سمة “البحث عن وظيفة”، حيث يشغل معظم الخريجين وظائف القطاعات الخدماتية، والتي تعتريها حالة عدم التوافق بين الشهادات التي يحملها الخريجون، وبين ما يشغلون من وظائف.

وقد أفاد تقرير عالمي صدر عن المفوضية الأوروبية بعنوان “مراقب التعليم والتدريب للعام 2013م” بوجود العديد من الثغرات ونقاط الضعف في قطاع التعليم العالي في أوروبا، إذ وجد فقط 76% من حديثي التخرج للعام 2012م وظائف مقارنة بـ 82% في عام 2008م.

وختاماً تجدر الإشارة إلى أهمية تقييم أداء مؤسسات التعليم العالي لخريجيها بعد تخرجهم، والحصول على التغذية الراجعة التي من شأنها تعديل الخطط القائمة، ومواصلة التقدم نحو الأهداف المرسومة. ولا بدّ من محاولة جادة لمعرفة نسبة ما تخرجه الجامعات من خريجين مؤهلين للوظيفةـ من منطلق أن التوظيف بات عاملاً داعماً لوجهة الطلاب التعليمية بعد المرحلة الثانوية، ومعولاً أساساً تعزى إليه توجهات المسؤولين عن مستقبل الدارسين التعليمي ـ أو الراغبين في مواصلة البحث العلمي، ومن ثم اعتماد هذه النسبة بوصفها مؤشراً لتقييم أداء مؤسسات التعليم ما بعد الثانوي.

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *