في سابقة فريدة تمكّن علماء من معهد إعادة التأهيل بولاية شيكاغو الأمريكية من تزويد مريض تم بتر ساقه بطرف صناعي يمكنه تحريكه عندما يفكر بالأمر بشكل تلقائي وسلس، وذلك عن طريق إمداد ذلك الطرف الروبوتي بعصب تم حفظه عند عملية البتر لاستخدامه لهذا الغرض بعد ذلك.

يمكن للمريض الآن أن تتنقل حركاته بسهولة شديدة لتتراوح بين نزول الدرج إلى صعود عقبة من أمامه أو ركله لكرة القدم بردود فعل مختلفة يتخذ قراراتها خلال أجزاء من الثانية، فعلى العكس من عمليات البتر التقليدية التي تقطع فيها الأعصاب الحسية وتفقد وظيفتها قام العالم تود كويكن وفريقه البحثي بمعهد التأهيل بمحاولة إبقاء تلك الأطراف العصبية على حالتها بتحويل مسار بعض الأعصاب الحسية وربطها بأحد أجزاء الجسم الأخرى لحين استخدامها، وبذلك توفر تلك الأعصاب الحسية إشارات عصبية وكهربية طبيعية نابعة من المخ البشري لتنقل إشاراته وأوامره إلى الأطراف الصناعية الروبوتية المجهزة لاستقبال تلك الإشارات وتنفيذ أوامرها على الفور كبقية الأطراف الطبيعية . وتنعكس تلك التقنية الجديدة على المريض لدى تحكمه بأطرافه الصناعية ليشعر بها وكأنها طبيعية 100%.

تمت تجارب كويكن وفريقه في البداية على المرضى الذين فقدوا أذرعهم وأيديهم تحت مسمى “عملية إعادة التعصيب المستهدفة “TMR” والتي لاقت نجاحاً هائلاً بسبب سهولة إجراء العملية الجراحية العصبية في منطقة الطرف العلوي، وفي الآونة الأخيرة أتم الفريق نفس عملية إعادة التعصيب لأول مرة في الطرف السفلي لمريض تم بتر ساقه والاحتفاظ بأعصابه الحسية سليمة، فخلال العملية الجراحية حوّل الفريق الطبي مسار فرعين رئيسيين من أعصاب المريض ولصقها بمنطقة الفخذ، وكان أحد تلك الأعصاب متحكماً بمنطقة “بطة الساق” المتمثلة في المفصل والعضلة الخلفية للساق (السمانة)، والأخرى للتحكم بالقدم وبعض عضلات الساق الخارجية.

وبعد أشهر عدة من العملية وبعض جلسات من العلاج الطبيعي تمكن المريض بالإحساس من التحكم بعضلة الفخذ الموصول بها العصب عن طريق استخدام قدمه غير الموجودة، ومن هنا كانت الخطوة التالية في تركيب الطرف الروبوتي ووصله بالعصب المحفوظ . وتعد القدم الجديدة أحدث أنواعها على الإطلاق وتتميز بحمل عدد من المستشعرات الميكانيكية وتستخدم المعلومات المقبلة من تلك المستشعرات بكفاءة عالية بتقنية “الجيروسكوب” لحفظ التوجه ومقياس التسارع، وتترجم الإشارات المقبلة إلى نمط مشي طبيعي، ويؤكد فريق “كويكن” أن القدم الجديدة من الممكن أن تكون مفيدة أكثر إذا استنتجت أسلوب مشي من يرتديها لكي تكون متطابقة معه ومع المعلومات المستقبلة من العصب الوركي والمخ.