"الاختراق البيولوجي" سلاح الحالمين بشباب دائم

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » “الاختراق البيولوجي” سلاح الحالمين بشباب دائم

تعديل القدرات البشرية عبر التدخل البيولوجي هو هدف ما بات يُعرف بـ”الاختراق البيولوجي” وشعاره بلوغ المستوى الأمثل للكفاءة البشرية، ممارسة بدأت في وادي السيليكون وانتشرت بسرعة إلى بقية العالم. ويمكن إتباع هذه التقنية لفقدان الوزن أو لتعزيز قوة الدماغ والصفاء الذهني. ويشبهها البعض بالقرصنة الإلكترونية حيث يتم التلاعب بأنظمة الحاسوب. إلا أن استخدام مصطلح “القرصنة البيولوجية” عوضا عن الاختراق البيولوجي من قبل البعض، يخلق التباسا، فالقرصنة غالبا ما تشير إلى سرقة الابتكارات الطبية والمركبات الصيدلانية دون مراعاة لقوانين الملكية. لهذا يفضل استخدام مصطلح الاختراق البيولوجي عند الحديث عن أعداد متزايدة من البشر يرغبون في جعل أجسادهم وأدمغتهم تعمل بشكل أفضل.

وأفضل تعريف لمصطلح الاختراق هو “إحداث تغييرات بسيطة على جسم الإنسان للوصول إلى أفضل أداء لوظائف الجسم والأعضاء والشعور بالحيوية والنشاط” وذلك من خلال استخدام تكنولوجيات تتصل بالجسم لتعزيز امتصاص الفيتامينات أو تنشيط إنتاج الكولاجين أو علاج الالتهابات وغيرها. ولم يعد يُنظر إلى حركة الاختراق البيولوجي على أنها موضة تقتصر على وادي السيليكون فقط بل باتت تكتسب شعبية أيضا في مناطق أخرى من العالم، ومن ضمنها دبي.

ويتبع المتحمسون لهذا النوع من العلاج نهج “افعل ذلك بنفسك” بحيث يتم توفير الإمكانات والمعدات اللازمة من أجل تجربة فردية يتمكن خلالها الفرد من تعزيز قدراته البدنية والعقلية وإجراء تغييرات في نمط حياته لتحسين صحته. ويمكن أن يشمل هذا الاختراق أجهزة مزروعة في الجسد أو تحرير الجينات، لكن وعلى الجهة المقابلة يحذر البعض من مخاطر صحية قد تنتج عن هذه الممارسات. وأصبح الاختراق البيولوجي أمرا يجذب الكثير من الناس لتتبع أنشطة أجسامهم وتحسين وظائفها والتحكم في كمية ونوعية طعامهم ومراقبة المؤشرات الحيوية للجسم كالحرارة ومعدل ضربات القلب.

ويوفر الاختراق البيولوجي فرصة للبشر لعيش حياة أفضل، ويعد حركة متنامية في اتجاهات التكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا العالمية الناشئة. ويتخذ هذا الاكتشاف البيولوجي مسارا سريعا لتطوير الذات. ويمكن للاختراق البيولوجي أن يجعل البشر يعيشون حياة أكثر صحة وسعادة وقوة، كما يمكنه أن يزيد من عمر الإنسان إلى الضعف. وبالنسبة للكثيرين، تعتبر هذه التقنية طريقة بسيطة وسهلة لإحداث تغيير فعال في حياتهم اليومية. ولكن هل يمكن حقًا اختراق الجسد؟

يعود ابتكار المصطلح إلى ديف أسبري مؤسس شركة “بوليت بروف نيوتريشن” والمستثمر في وادي السيليكون والرائد في مجال التكنولوجيا. وتمّت إضافة المصطلح إلى قاموس “ميريام ويبستر” في عام 2018. ووفقا لتعريف أسبري الخاص فإن الاختراق البيولوجي يتم تعريفه على أنه فن وعلم تغيير البيئة من حولك وداخلك بحيث تكون لديك سيطرة كاملة على جسمك وعقلك. ونمت ثقافة القرصنة البيولوجية بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، حيث عقدت مؤتمرات وفعاليات مخصصة حول العالم في هذا الشأن. وفي بادئ الأمر ظهرت القرصنة البيولوجية كنهج جاد، على ما يبدو، لتطبيق أخلاقيات التقنية في علم الأحياء. وفي مرحلة لاحقة تم تطوير القرصنة البيولوجية لتشمل مجالات وممارسات أخرى.

ويقول رون شيجيتا، الذي يدير موقعا للقرصنة البيولوجية في بيركلي بكاليفورنيا، حيث يجتمع العشرات من علماء البيولوجيا في الكثير من الأحيان لممارسة الاختراق الحيوي، إن القرصنة البيولوجية هي “حرية استكشاف علم الأحياء، وإن القرصنة تشبه إلى حدّ ما حرية التنقيب في شيء ما لمجرد الاهتمام به”. وتشير الأدلة العلمية إلى أن المخاطر التي قد تنجم عن التجارب المكثفة للاختراق البيولوجي قد تكون كبيرة، لكن نتائجها الإيجابية قد تكون أكبر لذلك وجب الحذر والبحث المستفيض قبل الإقدام على التجربة.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *