الإنسانيات الرقمية.. تأثيرات ثقافة التكنولوجيا

الرئيسية » تربية وتكوين » الإنسانيات الرقمية.. تأثيرات ثقافة التكنولوجيا

يُعنى كتاب «الإنسانيات الرقمية» بالإجابة عن تساؤلات حول مدى تأثير الثقافة الرقمية في الدماغ البشري، والإعلام وعلوم اللغة، وكيفية معالجتها الآلية عن طريق تناول أسس تقنيات رصد المعلومات، الثابتة والمتحركة، ويشير إلى أن أهم التأثيرات التي تنقلها معها، هي التوجه إلى العمل الجماعي، بين باحثين في مجالات مختلفة، ويهدف ذلك إلى التفتيش عن لغة مشتركة – بل صنعها – بهدف دعم الإنتاج المعرفي المشترك، ويجري التفتيش جماعياً أيضاً عن طرق مناسبة لتعليم المعلوماتية وإدخالها في العلوم الإنسانية المتنوعة وفي مراكز البحوث أيضاً، لوضع منهجيات علمية مناسبة لهذا النوع من التفاعل.

كما أن مؤسسة «غوغل» صاحبة محرك البحث المشهور على الانترنت قد فتحت باب المناقشة لعشرة مشاريع في «الإنسانيات الرقمية»، ولم يستطع الفوز بها إلا جامعات أنغلو ساكسونية وأميركية، بينما لا يزال النقاش في هذا الموضوع شبه غائب في العالم العربي، مع العلم أن علم الإنسانيات الرقمية يعتبر من أهم القطاعات المعاصرة التي تستطيع دعم عملية التنمية، فضلا عن كون هذه العملية بحد ذاتها تترافق مع تغيير جذري في مجال البحوث الأكاديمية كافة.

ويتطرق المؤلف إلى ما يسمى بـ«إنترنت الأشياء» وزيادة التوجه نحو هذا الانترنت، بمعنى أن تصبح الأدوات المستعملة في الحياة اليومية مرتبطة بالإنترنت، ويشير المؤلف إلى ارتكاز الكتابة الإلكترونية الصحافية على مبدأ توظيف تقنيات حوسبة اللغة واللسانيات الحاسوبية، في صنع خبر معين انطلاقا من معطيات معينة توضع في جداول مرقمنة بالاستناد إلى تجارب عملية، يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي في إنجاز الأخبار بسرعة قياسية هائلة تغطي على الأقل الأخبار التي تحمل أهمية كبيرة، أما من ناحية المنهج فهناك عموما أكثر من طريقة لتوظيف هذه التقنيات…

ويعمل الكمبيوتر على هذه الكتابات فيعالجها، ويعيد استخدامها في صنع نصوص جديدة، وترتكز هذه الطريقة في توليد النصوص على قواعد معرفية تحتوي مجموعة من المعلومات التفصيلية المتصلة بالموضوع المطروح، وتحصل تلك المعلومات من بيانات عن خبرات سابقة.

إضافة إلى معارف عن تفاصيل النصوص، وبعدها توظف هذه الخبرات في مجموعة متنوعة من الأساليب المستخدمة في صوغ النصوص، ما يؤدي إلى صنع نصوص جديدة بصورة آلية، وإذا كانت هنالك رغبة في جعل اللغة العربية تواكب التطور التكنولوجي، وجب معالجتها آليا، لكي ترقى وتتفاعل في إطار دينامية خاصة، سواء في هيكليتها الداخلية أو في أثر ارتباط النظريات اللغوية الحديثة بها.

الدكتور غسان مراد أستاذ اللسانيات الحاسوبية في الجامعة اللبنانية ومدير مركز علوم اللغة والتواصل، وهو حالياً منسق الفريق البحثي «ليلاس» بالجامعة اللبنانية، وباحث مشارك في فريق «لا ليك» بجامعة السوربون، له العديد من المؤلفات، والمقالات المنشورة في صحف عدة.

البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *