الإعلامية/الفنانة أمينة الحراق..عاشقة الريشة والقلم

الرئيسية » إعلام ورقميات » الإعلامية/الفنانة أمينة الحراق..عاشقة الريشة والقلم

بعد مرض عضال أقعدها الفراش، وأدخلت على إثره إحدى مصحات الرباط، وبعد عشرين يوما من مكوثها هناك، فقد الحقل الإعلامي المغربي مؤخرا، وتحديدا مؤسسة وكالة المغرب العربي للأنباء، إحدى إعلامياته المتميزات، إنها الصحافية والفنانة التشكيلية أمينة الحراق.

وتعد بنت تطوان المدينة ذات الطابع الأندلسي، إحدى رائدات  الحقل الإعلامي المغربي، فالصحافية والفنانة التشكيلية الراحلة أمينة الحراق، المتيمة بجمال وسحر طبيعة تطوان، مسقط رأسها سنة 1946، كانت من بين الصحافيات الأوائل اللواتي ولجن وكالة المغرب العربي للأنباء، حيث التحقت للعمل بقسمها الإسباني سنة 1980، بعد أن حازت إجازة في الحقوق بالرباط سنة 1971، ودبلوما للدراسات العليا بمدريد سنة 1973.

بعد خمس سنوات من تاريخ عملها بوكالة المغرب العربي للأنباء وتوليها رئاسة مصلحة التعاون (1982-1985)، ستشد أمينة الحراق الرحال إلى إسبانيا، وبالضبط إلى العاصمة مدينة مدريد لتعمل بالمكتب الدولي للوكالة الإسبانية ما بين الفترة الممتدة من 1985 وإلى غاية سنة 1990.

ارتباطها الوثيق بالمغرب، وحبها له، جعلاها تفضل العودة إلى أحضانه، وتشغل من جديد منصب رئاسة مصلحة التحرير الإسباني، لأكثر من عشر سنوات (1990-2004).

وطيلة فترة انشغالها بالمجال الصحافي، ظلت أمينة الحراق وفية لعشقها للفن التشكيلي، ولم تهجر ريشتها، بل زاوجت بين العملين معا، إلى غاية إحالتها على التقاعد سنة 2006، حيث ستتفرغ وبشكل كلي للوحاتها التشكيلية، وتقيم العديد من المعارض الفنية بمفردها، أو رفقة بعض الفنانين الآخرين.

نشأة أمينة الحراق بين أزقة ودروب تطوان الأصيلة، جعلتها تقع في عشق هذه المدينة التي يختلط فيها بياض الجدران بزرقة البحر، وتُأخذ بجماليتها، ليترجم عشقها لهذا المكان، حيث قضت طفولتها وصباها، إلى لوحات قيل عنها أنها فنية بالغة الجمال، تفوقت من خلالها الفنانة التشكيلية أمينة الحراق، في إبراز القطع/المشاهد الجميلة لهذه المدينة، ونحت معالم وبساطة الوجوه ذات الملامح الشمالية، ولذلك قال عنها الناقد الأدبي نجيب العوفي “إن في جل لوحاتها، وجل معارضها، ظلت أمينة الحراق، أمينة لتطوان وفية لذكرياتها، لصيقة بأمكنتها وأزمنتها”.

كما أن تعلقها الشديد بمسقط رأسها ووفاءها لذكريات المكان والشخوص، انعكسا بجمالية على لوحاتها الفنية التي اعتبرها المهتمون بالفن، وليدة المدرسة التشكيلية الطبيعية، حيث تحاكي كل ما تلتقطه عينيها من صور جميلة لتلك المدينة، لتبرزها بريشتها في لوحاتها ومعارضها.  

وقد عُرِف عن الفقيدة حبها لمهنة الصحافة وكذا تمثيلها للوكالة خارج الوطن، وأيضا كونها صحفية مثقفة ومهنية ظلت تحتفظ بابتسامتها وبشاشتها، رغم وطأة المرض الذي عاود السكن بجسدها، بعد أن تعافت منه منذ عشرين سنة خلت.

فاطمة الزهراء الحاتمي

@@

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *