إلى أين تقودنا الحوسبة السحابية في 2013؟

الرئيسية » إعلام ورقميات » إلى أين تقودنا الحوسبة السحابية في 2013؟

تطالعنا بين الحين والآخر تنبؤات شتى يطلقها المحللون حول الآثار المستقبلية للحوسبة السحابية على العالم خلال السنوات الآتية، لكننا نود هنا أن نطرح بعض الأفكار الجديدة ذات العلاقة بتوجهات نتوقع ظهورها في الفترة المقبلة. ربما أنكم لن تلحظوا بالضرورة وجود مثل هذه التوجهات في وقتنا الحاضر، غير أنها تعرض تصورات مثيرة للاهتمام لما قد تقودنا إليه الحوسبة السحابية غدا.

1. تزايد اعتماد الشركات غير التقنية على الحوسبة السحابية في أعمالها:

رغم أن كثيرا من مسؤولي تقنية المعلومات ما زالوا ينكرون تحول شركاتهم إلى استخدام الحوسبة السحابية، إلا أن الفروق تتضاءل شيئا فشيئا بين مزودي هذه الخدمة ومستخدميها. فمعظم الشركات تتجه حاليا إلى اعتماد الحوسبة السحابية، سواء من خلال توفيرها للآخرين أو استخدامها ذاتيا. وهذا ينطبق في الواقع على جميع المؤسسات: بدءا من شركات تصنيع الطائرات وحتى المخابز.

2. تنامي عدد الشركات المحوسبة سحابيا بالكامل وازدهارها:

سنلحظ في الفترة المقبلة نموا أكبر في الشركات الناشئة وتقلصا في عملياتها الميدانية- في ظل انعدام الإمكانات المحلية -بحيث ستكون أعمال هذه الشركات بسيطة للغاية ومتاحة فقط عبر الحوسبة السحابية. كما سينشأ نظام اقتصادي جديد بالتزامن مع احتلال تلك الشركات الجديدة المرتكزة على خدمة الحوسبة السحابية لمكانة متقدمة في مجالاتها. وهذا أمر مؤكد الحدوث، بالنظر إلى المعدلات المرتفعة للبطالة- في حين سيسارع أصحاب المهن المختلفة، والذين يعانون خيبة الأمل في تحقيق طموحاتهم، إلى تبني المصادر التي توفرها شبكة الانترنت وواجهات برمجة التطبيقات والخدمات المتاحة حاليا لبناء مستقبلهم.

3. ظهور القوى العاملة بواسطة الحوسبة السحابية:

بالإضافة إلى الشركات التي تستخدم الحوسبة السحابية بالكامل، ستكثر القوى العاملة المعتمدة على هذه الخدمة. ويوجد هناك بالفعل العديد ممن يمارسون عملهم من منازلهم أو من المقاهي أو المكاتب البعيدة في أنحاء العالم. وبفضل ما نشهده من تطور تقني، أصبحت مخرجات العمل ذاتها ترسل أو تستلم عبر الانترنت- وهو ما يطلق عليه “الاستعانة بالمصادر الخارجية”. كما أصبحت متاجر تجزئة عديدة تستعين بهذه المصادر من أجل تحليل أنماط زيارة زبائنها، وتقوم وكالات الإعلانات والتسويق باستخدامها أيضا في استكشاف رغبات الفئات المستهدفة من المستهلكين وإجراء عمليات بحث بواسطة الكلمات المفتاحية والكتابة والتحرير ووسم الصور.

4. ظهور أشكال مبسطة من مهام التعهدات الخارجية:

يجري حاليا توظيف خدمة الحوسبة السحابية في أداء العديد من المهام عبر الاستعانة بالمصادر الخارجية- مثل تدقيق الدفعات المالية وتحويلات البطاقات الائتمانية والتحصيل وإدارة النفقات والوثائق بل والموارد البشرية- من خلال واجهات برمجية التطبيقات. ومن المتوقع أن يزداد الاعتماد على هذه الخدمة في القيام بالمهام البسيطة مقارنة بغيرها من الأعمال المتكاملة الضخمة التي تتطلب جهدا مضنيا.

5. بروز دور تقنية المعلومات في الأعمال:

رغم أن البعض قد تخوف من أن تسهم الحوسبة السحابية في تضاؤل دور أقسام تقنية المعلومات، إلا أن العكس هو ما حدث. حيث ينظر الآن إلى قدرة هذه التقنية على التطور كميزة إستراتيجية وتنافسية، وسوف تحظى الشركات التي تنجح في إحداث هذا التطور بمكانة متقدمة لاحقا. ومن الملاحظ أن مسؤولي تقنية المعلومات يلعبون اليوم دورا قياديا أوسع، من خلال توفير المصادر من داخل الشركات وخارجها.

6. الافتقار إلى مهارات الحوسبة السحابية:

في خضم معدلات البطالة المرتفعة، ما زالت المؤسسات تواجه صعوبة في العثور على خبراء تقنية بارعين يمكنهم أن يساعدوها على إحراز التقدم في عالم الاقتصاد الرقمي. وفيما تبذل الجامعات جهدا طيبا في توفير المهارات التقنية، تحتاج الشركات الحديثة المعتمدة على الحوسبة السحابية إلى امتلاك مهارات تتعلق بإدارة الأعمال أيضا. وكما ذكرنا آنفا، فسوف يزداد الطلب على مدراء ومسؤولي تقنية المعلومات كي يعينوا شركاتهم على مواكبة متطلبات العصر.

7. الاعتراف بالحوسبة السحابية كأداة صديقة للبيئة:

هناك مخاوف عدة تتعلق بحجم الطاقة التي تستهلكها مراكز بيانات الحوسبة السحابية. لكن تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الحوسبة تسهم في التقليل بشكل ملحوظ من إقامة المزيد من مراكز البيانات الأخرى. علاوة على ذلك، فإن التجارة الإلكترونية تساعد في الحد من بناء عدد كبير من متاجر التجزئة وبالتالي إنقاذ المزيد من الأشجار والمساحات الخضراء نتيجة نقل البيانات الكترونيا. كما يساعد تزايد أعداد القوى العاملة عبر الشبكات الإلكترونية في الحد بشكل كبير من حرق المشتقات النفطية.

جو ماكيندريك / ترجمة: محمد البلواني – Forbes

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *