في خطوة مهمة وجديدة للحفاظ على البيئة والثروة النباتية من الغابات، تمكن فريق من العلماء بجامعة “كمبريدج” البريطانية من استغلال تقنية الليزر في إزالة أية آثار لأحبار الكتابة على الورق المطبوع، لإعادة استخدامه مرة أخرى في أغراض مكتبية.

وارتكزت أبحاث هؤلاء العلماء على استخدام نبضات دقيقة من أشعة الليزر، لمحو الكلمات والعبارات والصور المطبوعة والمكتوبة على الورق، بحيث يعمل الليزر على تبخر أحبار الكتابة، دون إحداث أية أضرار بخامة الورق، وهو ما يفتح آفاقا جديدة لإعادة استخدام الورق في الطابعات مرة أخرى بعد إعادة تدوير بالإضافة إلى تزويد الطابعات بهذه الخاصية، وهي إزالة الطباعة على الورق لاستغلاله مرة أخرى، وبذلك سوف تساهم هذه الطابعات في خفض 79 بالمائة من إجمالي انبعاثات الغاز السام والضار الناجم عن الآلية الصناعية الحالية لإعادة تدوير الورق.

واعتبر فريق العمل أن أشعة الليزر الخضراء تعد الأفضل في إزالة أحبار الكتابة دون إتلاف خامة الورق، مقارنة مع أشعة الليزر المستعينة بالأشعة فوق البنفسجية أو فوق الحمراء، في الوقت الذي يتم فيه الاستعانة بفلتر لامتصاص أبخرة المخلفات المتصاعدة من الأحبار التي يتم إزالتها، حيث ينجم الغاز السام عن هذه العملية.

وأشار العلماء إلى إمكانية استخدام هذه التقنية المتطورة على كافة أنواع أحبار الكتابة، بحيث لا تتلف خامة الورق، مؤكدين على أن تكلفة تطوير الطابعات لتحوي خاصية محو الكتابة والصور على الورق قد لا يتعدى 19 ألف جنيه إسترليني، وهي التكلفة الزهيدة إذا ما قورنت بالأموال الطائلة التي تنفق على إنتاج الورق، إضافة إلى تدمير آلاف الأفدنة من الغابات الهامة لتوازن النظام البيئي.

ويرى الفريق العلمي أن نجاح هذه التجربة، من شأنه إحداث ثورة حقيقية في المجال البيئي، خاصة الحفاظ على الثروة النباتية من الغابات، وأيضا التقليل من معدلات قطع الأشجار لاستغلالها في إعداد ورق كتابة، إضافة إلى توفير بديل أقل تكلفة وثمنا من خلال هذه التقنية الجديدة، لإعادة تدوير الورق قصد إعادة استخدامه .