أمصال بلا حقن

الرئيسية » علم وحضارة » أمصال بلا حقن

أمصال بلا حقن

ابتكر باحث أسترالي تقنية جديدة للتحكم في الأمصال من دون حقن عن طريق “لصقة النانو” مزودة بنحو 20 ألف نانو إبرة مغلفة بجينات مضادة تكون “الأساس الفعال للمصل” يحفز الجهاز المناعي لبحث خلايا الجلد الأكثر حساسية.

“لصقة النانو” الجديدة التي ابتكرها الباحثث مارك كندال (42 عاماً) غير مؤلمة وتكلفتها رخيصة لا تتعدى 50 سنتاً من الدولار أي أقل من درهمين، وهي مصنوعة من السيليكون أو البيكربونات، وتتطلب جرعة جينات مضادة صغيرة أي أقل من 1% من الجرعة المستخدمة في الأمصال الكلاسيكية . وتعتمد التكنولوجيا الحديثة على قذف ميكروجزئيات من المصل على سطح الجلد بسرعة ألفي كيلومتر في الساعة.

وتم إجراء أول الاختبارات على الإنسان على بعض المتطوعين في برسبان الأسترالية هذا العام، وفي 2016 سوف تبدأ التجارب الإكلينيكية في كوبا . وفي حالة النجاح سوف يتم تسويقه في 2020 وفي هذه الحالة يجب إنتاج 100 مليون “لاصقة”.

جدير بالذكر أن الباحث الأسترالي مارك كاندال جمع أكثر من 75 مليون دولار لتمويل هذا المشروع . من جانب آخر توصل العلماء في الولايات المتحدة إلى اكتشاف إجراء جديد يستخدم فيه شعاع غازي لفتح ثقوب صغيرة في الجلد بما يسمح للأدوية بالدخول إلى الجسم من دون أي ألم . ويعد هذا الإجراء جديداً من نوعه، ويمكن أن يشكل ثورة في المجال الطبي ويضع نهاية للآلام التي تصاحب استخدام الإبر في حقن الجسم بمختلف الأدوية والامصال.

والاسلوب المبتكر أطلق عليه “الانشقاق الدقيق” يستخدم فيه شعاع من الغاز لإزالة الطبقات الخشنة من الجلد وفتح ثقوب دقيقة في الجلد يمر من خلالها الدواء الموصى به للمريض .

واكتشف العلماء أثناء تجاربهم الاخيرة أن ثقوباً لا يتجاوز عمق كل منها واحد على خمسة من الملليميتر كافية لتوصيل الأدوية لمجرى الدم ويمكن فتح هذه الثقوب من دون لمس الجلد ويمكن تطبيق هذا الاسلوب بنجاح كبير في التخدير الموضعي وفي إجراء الفحوص الطبية المختلفة.

ويعتقد الخبراء أن الاجراء الجديد الذي لا يستغرق سوى 20 ثانية يمكن أن يحدث ثورة طبية تجعل من الابر المستخدمة الآن في الحقن بالامصال وجميع الأدوية الاخرى درباً من الماضي.

ووصف المتطوعون الاجراء الجديد الذي نشرت تفاصيله جريدة “بي ام سي” الطبية بأنه لا يسبب ألماً على الاطلاق وكل ما شعروا به فقط هو مرور شعاع رقيق من الهواء يتغلغل داخل الجلد.

وقال فريق من الباحثين من قسم علوم الصحة والتكنولوجيا بكمبريدج إن الاسلوب يعتبر أول خطوة جادة في الطريق نحو التخلص من الابر وتوفير بديل لها يمد الجسم بالدواء من خلال الجلد.

وفي السياق نفسه يعكف مختصون في الأبحاث الطبية في ألمانيا على تطوير لقاحات يمكن شمها . ومن المتوقع أن تنجح جزيئات (c-di-IMP) التي يجري اختبارها على الفئران يوماً ما في تخفيض تكاليف التلقيح وتعزيز المناعة وأن يتم استخدامها في بخاخات الأنف، وفقاً لمركز هيلمهولتز لأبحاث العدوى.

وأفاد كارلوس غزمان، مدير قسم اللقاح في المركز بأن اللقاحات التي تعطى عن طريق الأنف قادرة ليس فقط على الوقاية من الأمراض وإنما منع العدوى كذلك حتى قبل حدوثها، الأمر الذي يوفر الوقاية للأشخاص غير المحصنين ضد المرض . من جهتها، أشارت ماري بول كيني، مديرة أبحاث اللقاحات بمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه بالرغم من كون هذه البخاخات واعدة إلا أن الناس قد يترددون عموماً في شمها.

وقالت إن هذه اللقاحات تشكل خياراً جيداً للأشخاص الذين يخشون وخز الإبر، ولكن الناس يترددون في استخدامها- فبخاخات الأنف جديدة وهم يفضلون الحقن لأنها تبدو طبية أكثر.

وحتى الآن، لم توافق منظمة الصحة العالمية سوى على لقاح أنفي واحد، هو بخاخ ميدلميون فلوميست للوقاية من الإنفلونزا.

وتتم عادة إضافة أملاح الألمونيوم إلى اللقاحات لزيادة فعاليتها ولكن تأثيرها في تضاؤل مستمر.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن الجهود جارية للعثور على جزيئات مساعدة جديدة لتصنيع لقاحات مضادة لأمراض مثل الملاريا وفيروس نقص المناعة البشري.

ولم تثبت جزيئات (c-di-IMP) فعاليتها سوى في تعزيز مناعة الفئران حتى الآن. ومن غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن تستمر هذه الجزيئات في حماية الإنسان، حسب كيني التي أوضحت أن مدة حياة الفأر لا تتعدى سنة . لذلك، فإن أفضل الأدلة المتوفرة في الوقت الراهن توضح أن الحصانة لا تستمر لأكثر من سنة واحدة.

جريدة الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *