ألعاب كمبيوتر تستقرئ المستقبل وتعالج المخاوف

الرئيسية » أخبار » ألعاب كمبيوتر تستقرئ المستقبل وتعالج المخاوف

لنفترض أننا نعيش في عام 2050، حين ترتفع درجة حرارة كوكب الأرض، وتوزّع الوجبات في عبوات غذائية، وتنتشر العشرات من الفايروسات الجديدة من منشأ حيواني. كيف ستحاول تشكيل الرأي العام بصفتك محررا بإحدى الصحف المؤثرة؟ هذا هو أحد السيناريوهات التي يواجهها المتبارون في لعبة افتراضية أطلقت مؤخرا، تستخدم الفكاهة وتعتمد اتخاذ القرارات التفاعلية لتشجيع الناس على التفكير في مستقبل تغير المناخ، وما يمكنهم فعله حيال ذلك.

وجمعت مجموعة أبحاث في الولايات المتحدة في المركز الوطني للتوليف الاجتماعي والبيئي مجموعة من العلماء والاقتصاديين والكتاب لصنع لعبة إلكترونية بعنوان “سيرفايف ذي سانتوري” والتي تسمح للاعبين بالتنقل في المستقبل من سنة 2021 إلى 2100. وفسرت سامانثا بيكبسينغر، الكاتبة ومبتكرة الألعاب “هذه لعبة للجميع، ولكن بشكل خاص للجيل الذي يعرف الكثير عن تغيّر المناخ، ولكنهم يشعرون باليأس والإحباط بسبب التقاعس الذي يرونه”. وقالت لرويترز في مكالمة فيديو، “أردنا إشراكهم في جو من الأمل بأن المستقبل طويل، وهناك الكثير من الخيارات أمامنا”.

ووفقا لمجلة “لانسيت” الطبية، فقد أصبح القلق المناخي، بما في ذلك نوبات الهلع والأرق والتفكير الوسواسي المرتبط بالخوف من خطر حدوث كارثة بيئية، أكثر شيوعا بين الشباب. ويرتبط هذا جزئيا بكون الشباب في صدارة الاحتجاجات المناخية، حيث دعا حوالي 1.6 مليون طالب متظاهر حكوماتهم إلى معالجة تغير المناخ بشكل عاجل في مارس 2019.

وفي حين أن مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (المؤتمر السادس والعشرون للأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) المقرر عقده في نوفمبر قد يسرّع من تحركات أكبر الملوثين في العالم للحد من مخاطر التلوث على المناخ، فإن منشئي “سيرفايف ذي سانتوري” أرادوا إشراك الناس العاديين في النقاش أيضا. وقال كريستوفر تريسوس رئيس المشروع والعالم البيئي “لقد اعتدنا على السرد: لا تأكل لحوم البقر، ولا تطر كثيرا، وهذه هي الخيارات التي يمكنك اتخاذها بشأن تغير المناخ، لكن هذه اللعبة تضعك في وضع مختلف”.

وتأخذ اللعبة المشاركين فيها من خلال سيناريوهات مختلفة لاتخاذ القرار، استنادا إلى العلم، بدءا من إطلاق اللقاحات إلى تمويل الابتكارات التكنولوجية التي يمكن أن تساعد في استعادة النظام أو إثارة الفوضى. وقال بيكبسينغر “يمكن أن يكون اللعب وسيلة قوية بشكل لا يصدق لإشراك الناس بطريقة غير تعليمية، فاللعبة لا تهدف إلى إخبارك بالحقائق والأشياء التي يمكنك فعلها، بل تتيح لك الفرصة للعب والاستكشاف”. وفي نهاية اللعبة، يُوجّه اللاعبون إلى منظمة بيئية بالقرب منهم.

وقد اتصلت المدارس الثانوية والجامعات المهتمة باستخدام اللعبة بتريسوس فعلا كجزء من مناهجها الدراسية. وقال سايمون نيكلسون رئيس المشروع والأستاذ المساعد في الجامعة الأميركية بواشنطن “السبب الرئيسي لتغير المناخ هو الإنسان وهو الذي يعيشه”. وأضاف “سيتشكل المستقبل من خلال الخيارات التي يتخذها الناس اليوم، وغدا، وبعد غد”.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *