أجهزة إلكترونية تغزو جسم الإنسان

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » أجهزة إلكترونية تغزو جسم الإنسان

أجهزة إلكترونية تغزو جسم الإنسان

منذ سنوات ظهر جيل جديد من الأجهزة والأدوات التقنية يعرف بـ “الأجهزة القابلة للارتداء”، وقد أثارت هذه الأجهزة ضجة ونقلة كبيرة للتكنولوجيا، ولكن هذه الطفرة ستأخذ وقتها ثم ستنسحب لتتيح المجال لظهور تقنية اخرى تنتقل من خارج أجسادنا لتستقر وتندمج داخلها وقد يتهمها البعض باحتلال جسم الإنسان.

من بين التقنيات المزروعة التي خرجت إلى النور بالفعل وتنمو وتتطور بسرعة كبيرة ما سيجعلها جزءا لا يتجزأ من حياتنا وأجسامنا قريبا جدّا، الهواتف الذكية المزروعة، ويدرس باحثون إمكانية زرع أدوات استشعار في الجسم لتحويل العظام إلى سماعات حية. علماء آخرون يعملون على شريحة يمكن زرعها في العين لتلتقط صورا مع طرفة أو غمزة العين وإرسالها إلى أي وحدة تخزين أخرى في الجسم ويقوم التقنيون في شركة “أوتودسك” بتجارب على نظام باستطاعته عرض الصور عبر الجلد الصناعي أو أدوات مجهرية سيتم زراعتها في العين.

ويبدو أن الأجهزة المزروعة في الجسم لن يكون باستطاعتها فقط التواصل مع الهاتف الذكي وإنما ستتحدث أيضا إلى الطبيب. في مشروع يطلق عليه “برتوتوس” يعمل فريق بحث بريطاني على تطوير حبوب دواء روبوتية مزودة بمعالجات صغيرة يمكنها أن ترسل رسائل مباشرة إلى الطبيب من داخل الجسم، ويمكنها أن تشارك الطبيب بمعلومات حيوية يستطيع من خلالها معرفة ما إذا كنت تتناول دواءك بشكل صحيح وما إذا كان يؤدي وظيفته كما هو متوقع.

وتدعم مؤسسة غيتس مشروعا خاصا يهدف إلى تطوير وسائل ذكية لمنع الحمل يمكن التحكم بها خارجيّا. هذه الرقاقة الصغيرة تفرز كميات صغيرة من هرمون منع الحمل في جسم المرأة لمدة قد تصل إلى 16 عاما، ويمكن التحكم في هذه الرقاقة من الخارج لإيقافها أو تشغيلها حسب الرغبة الشخصية في الإنجاب.

وطالت التكنولوجيا الحديثة الوشم، فالوشم الرقمي لن يبدو جميلا فقط، وإنما سيقوم بمهام مفيدة أيضا، مثل فتح سيارتك وتشغيلها أو فتح قفل هاتفك الشخصي. باحثون في جامعة إلينويس نجحوا في صنع ألياف رقمية أنحف من شعرة الإنسان ويمكن لحمها ودمجها في البشرة وبإمكانها مراقبة وظائف حيوية داخل الجسم وهي في الخارج.

شركة أخرى تدعى “ديندجروز ثيتغز” قامت بتطوير رقاقة يمكن دمجها في الإصبع عبر عملية تشبه الحصول على وشم وتسمح هذه الرقاقة بفك تشفير الأشياء وإدخال الأرقام السرية عبر الإشارة بالإصبع فقط. فريق آخر من الباحثين من تكساس تمكن من تطوير جزيئات مجهرية يمكن حقنها تحت الجلد تماما مثل الحبر المستخدم في الوشم ويمكن لهذه الجزيئات أن تتابع وتراقب عمليات الجسم الحيوية. وكانت فكرة اتصال الدماغ البشري بشكل مباشر مع الكومبيوتر من الخيال العلمي، أما اليوم فهناك فريق من جامعة براون على وشك تحقيق هذا الحلم ووصل الدماغ البشري بشكل مباشر مع الحاسوب، وذلك عبر مجموعة من الإلكترونات الصغيرة التي سيتم زرعها في الدماغ، ويقول الفريق إن الإشارات العصبية يمكن فك تشفيرها وفهمها لحظيّا عبر حاسوب خارجي واستخدامها من أجل تنفيذ وظائف أخرى خارجية.

وتتوقع شركة إنتل الرائدة في صنع الرقائق الإلكترونية أن أمرا كهذا ليس بعيد المنال وأنه سيكون حقيقة عملية بحلول عام 2020، فقد أصبح الاهتمام بهذا المجال أكثر من ذي قبل ويمكنك أن تتخيل التطبيقات التي يمكن تنفيذها بتقنية كهذه، تخيل تصفح الإنترنت عن طريق التفكير، فقط كمثال.

لعل أكثر الابتكارات التي سنذكرها اليوم إثارة للدهشة والروعة هي الغبار الذكي، مصفوفة من الحواسيب الصغيرة والقوية مزودة بهوائيات وكل واحدة منها أصغر حجما من حبة الرمل، والتي يمكنها أن تنظم نفسها داخل الجسم على شكل شبكات حسب الحاجة إلى تزويد العمليات المعقدة الداخلية بالطاقة وتنفيذ مهام مختلفة. تخيل سربا من هذه الأجهزة المجهرية والتي يطلق عليها “موتز” وهي تهاجم الخلايا السرطانية في مراحلها المبكرة أو تعمل على تخفيف ألم جرح ما أو حتّى تقوم بتخزين معلوماتك الخاصة بشكل مشفر لا يمكن لأي مخترق أن يخترقها.

وأحد أهم التحديات التي تواجه التقنيات المزروعة في جسم الإنسان هو كيفية تزويد تلك التقنيات بالطاقة اللازمة للعمل، فلا يمكنك ببساطة أن توصلها بمقبس الكهرباء كما لا يمكنك أن تخرجها من حين إلى آخر لتغيير البطارية. فريق بحثي يعمل على تطوير بطاريات قابلة للتحلل، تقوم بإنتاج الطاقة داخل الجسم وإرسالها حيث الحاجة ثم ببساطة تبدأ في الذوبان والاختفاء. مشروع آخر يسعى لحل هذه المعضلة من خلال بحث كيفية استغلال الجلوكوز الموجود في الجسم من أجل إنتاج طاقة للتقنيات المزروعة.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *