في خبر سار قد يجعلنا نتخلى عن الأدوية التقليدية المسكنة لآلام الظهر التي تحتوي مواد أفيونية، توصل علماء إلى علاج يركز على التخلص من الخلايا المدمرة في الأنسجة والمرتبطة بالشيخوخة. وأظهرت أدوية “مُحلل الشيخوخة” منذ ظهورها في عام 2015، والتي تستهدف الخلايا الشائخة بشكل انتقائي نتائج واعدة في الجهود البحثية لمكافحة الشيخوخة، وفق مجلة “نيو أتلس” العلمية.
وثبت في مرحلة التجارب على الحيوانات أن الفئة الجديدة نسبياً من الأدوية يمكن أن تزيد من عمر الفئران، لكن جزءاً كبيراً من وعدها يكمن في قدرتها على تحسين فترة العيش بحالة صحية جيدة أو بدون أمراض رئيسية. كما، أوضح العلماء أنه يمكن باستخدام تلك العقاقير أن يتم تجديد الخلايا القديمة في القوارض وجعلها تعمل مثل الخلايا الفتية مرة أخرى.
بديل آمن
وتعتبر آلام الظهر المرتبطة بالعمر حالة شائعة وتتعارض بشكل مباشر مع فكرة فترة صحية جيدة على المدى الطويل، ولكن من خلال إجراء مزيد من التجارب على القوارض، أظهر العلماء كيف يمكن للأدوية مُحلل الشيخوخة أن تعيد للخلايا الشائخة شبابها مرة أخرى.
ويرتبط الكثير من آلام الظهر المزمنة التي تصيب البالغين بتدهور الأقراص الفقرية التي توفر الدعم للعمود الفقري، وبينما يمكن أن تساعد الجراحة وحقن الستيرويد، فهي لا تعد إجراء مناسبا للجميع ويمكن أن تكون ذات فعالية محدودة. في الوقت نفسه، فإن مسكنات الألم القائمة على المواد الأفيونية قوية وفعالة ولكنها تنطوي على خطر الإدمان.
تحسين وظيفة الأنسجة
وتسبب الخلايا الشائخة الكثير من الضرر عن طريق إفراز الإنزيمات الضارة والبروتينات الالتهابية التي تؤثر على الأنسجة المجاورة، ومن خلال إخراجها من المعادلة، تخلق أدوية مُحلل الشيخوخة مساحة لخلايا جديدة صحية لتحل محلها وتحسين وظيفة هذه الأنسجة. في حين أنهم أظهروا نتائج واعدة في عدد من المجالات، لاحظ الباحثون في الدراسة الجديدة أنه لا توجد ضمانات عندما يتعلق الأمر بكيفية أدائهم في مواقع جديدة في الجسم.
علاج لأنسجة الرئة
وأجرى فريق الباحثين تجارب تم فيها إعطاء الفئران الصغيرة والمتوسطة وكبار السن مزيجاً أسبوعياً من أدوية مُحلل الشيخوخة المكونة من دواء داساتينيب وكيرسيتين، وهما دواءان يخضعان حالياً لتجارب إكلينيكية لعلاج أنسجة الرئة المتندبة. وثبت أن للعلاج تأثير بالفعل، ولكن ليس بالطريقة التي توقعها العلماء بالضبط.
الفوائد الأكبر للأصغر سنًا
كذلك، توقع الباحثون أن الأدوية سيكون لها التأثير الأكثر عمقاً على الحيوانات الأكبر سناً ذات التركيزات الأكبر من الخلايا الشائخة، لكن كانت الحيوانات الأصغر سناً هي التي اختبرت أكبر فائدة. وأظهرت هذه الفئران، جنباً إلى جنب مع الفئران في منتصف العمر، تنكساً أقل للقرص وظهر عدد أقل من الخلايا الشائخة بحلول الوقت الذي بلغوا فيه الشيخوخة مقارنة بمجموعة من الفئران الضابطة، التي تم إعطاؤها علاجاً وهمياً.
العربية