تفاقمت مشاكل الصحة الذهنية في العالم أعقاب ظهور الوباء، على الرغم من حملة التطعيم الواسعة في غالبية الدول. وكشفت دراسة استقصائية جديدة أنه في حين يبدو استقرار أعداد المصابين بفايروس كورونا المستجد في فرنسا، إلا أن آثار الجائحة لا تزال تسبب مشاكل هائلة في الصحة الذهنية بين سكان البلاد.
وأعلنت السلطات الصحية الجمعة أن نحو 13 في المئة من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة ظهرت عليهم علامات الاكتئاب، في حين عانى 19 في المئة منهم من القلق و59 في المئة منهم من اضطرابات النوم. وقد مر 9 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع بأفكار انتحارية في العام الماضي. ومع ذلك، فقد انخفضت بالفعل نسبة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم والاكتئاب منذ إجراء استطلاع مماثل في أبريل. وإجمالا، أعرب 80 في المئة ممن شملتهم الدراسة عن رضاهم عن نوعية حياتهم، ما يمثل انخفاضا بنسبة 4 نقاط مئوية منذ بدء الجائحة.
وقد تباطأت الإصابات الجديدة بالفايروس الفتاك في فرنسا، باستثناء أقاليم ما وراء البحار، التي لا تزال تتعرض لضربات قوية جدا. وفي إقليمي “غوادلوب” و”مارتينيك”، تكتظ العيادات بالمرضى وتتزايد أعداد الوفيات، حسبما ذكرت السلطات. وفي الوقت نفسه، تلقى 69.5 في المئة من السكان في فرنسا تطعيما واحدا على الأقل ضد فايروس كورونا، وتم تطعيم 59.3 في المئة منهم تطعيما كاملا. وتستمر معدلات التطعيم في الارتفاع بين موظفي المستشفيات ودور التمريض، الذين يواجهون خطر الفصل من العمل ما لم يتم تطعيمهم. وكانت منظمة الصحة العالمية قد طلبت في العام الماضي، تمويلا إضافيا لقطاع الصحة الذهنية الذي فاقمت الجائحة المشكلات المرتبطة به حول العالم.
وبيّن تحقيق للمنظمة الأممية شمل 130 بلدا أن 93 من هذه البلدان تحدثت عن اضطرابات بالغة في الهيئات المتخصصة في الصحة الذهنية لديها. وفيما خصصت 83 في المئة من البلدان التي شملها الاستبيان أموالا للصحة الذهنية في خطط الإنقاذ لمواجهة الجائحة، فإن 17 في المئة فقط خصصت مبالغ وُصفت بأنها كافية لهذه الغاية. وتطرقت مديرة منظمة الصحة العالمية لشؤون الصحة الذهنية ديفورا كيستيل في تصريحات سابقة إلى “هذا الجانب المنسي من كوفيد – 19″، مشددة على الحاجة الكبيرة إلى التمويل.
ولم تكن البلدان تكرّس سوى 2 في المئة عموما من ميزانيتها الصحية لشؤون الصحة الذهنية، وكانت في الكثير من الأحيان قاصرة عن تلبية الحاجات على هذا الصعيد. لكن الجائحة التي أزهقت أرواح أكثر من مليون شخص حول العالم، وحالات العزل القسري المرتبطة بها للجم التفشي، أدت إلى ازدياد كبير في الطلب على هذه الخدمات.
وسبق أن أوضحت الصحة العالمية أن “حالة الحداد والعزلة وفقدان المداخيل والخوف تسببت في ظهور مشكلات ذهنية جديدة أو في مفاقمة تلك الموجودة أصلا”، لافتة إلى أن “أشخاصا كثيرين قد يزيد لديهم استهلاك الكحول أو المنبهات أو حالات الأرق أو القلق”. وقد كشفت حوالي 30 في المئة من البلدان عن اضطرابات في خدمات المساعدة النفسية الطارئة والتزود بالأدوية.
صحيفة العرب