نجح باحثون من جامعة ميونخ التقنية في زراعة بكتيريا خاصة بطريقة غير مكلفة وصديقة للبيئة من أجل استخدامها في ترميم الهياكل الخرسانية. وتتكوَّن الخرسانة أساساً من مزيج من الماء والرمل والحصى والإسمنت، حيث يشكل الأخير المادة الأهم في التكوين. وتمت إضافة الحديد في وقت لاحق، من أجل الوصول إلى مادة أكثر صلابة وتحملاً، وأطلق عليها اسم “الخرسانة المسلحة”. بيد أن عوامل الطقس قد تكون أكبر عدو للخرسانة، ما قد يؤدي إلى نشوء شقوق صغيرة فيها، تكبر وتتضخم مع مرور الوقت، وهو ما يؤثر على صلابتها وتماسكها.
ولسنوات طويلة، كان العلماء يبحثون عن طرق فعالة وموفرة ومناسبة للبيئة، تطيل عمر خدمة الجسور والهياكل الخرسانية الأخرى، لذلك برزت فكرة الاستعانة بكائنات حية دقيقة تغلق الشقوق والمسام في الخرسانة عن طريق إفراز الجير (كربونات الكالسيوم)، وهو ما اعتبرها البعض فكرة واعدة ومثيرة للاهتمام، لأن إغلاق الشقوق والتجاويف الصغيرة مبكراً، سيمنع من حدوث أضرار كبيرة لاحقاً.
ووجد العلماء أن بعض البكتيريا لديها إنزيم خاص يمكنه تكسير مركب اليوريا (الكرباميد). وعملية التقسيم هذه تنتج كربونات، وإذا تمت إضافة الكالسيوم بعد ذلك، يتم إنشاء الجير. لكن لسوء الحظ فإن هذه البكتيريا ليست متوافرة بشكل كبير يلبي الحاجة، لذلك كان من اللازم البحث عن طريقة لإقامة مزارع خاصة من أجل الحصول عليها.
وهذا ما نجح في التغلب عليه باحثون في جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية بتطوير وسائل تضمن “عملية إنتاجية عالية” يمكنها إنتاج خمسة أضعاف كمية البكتيريا مقارنة بالطرق السابقة. ويتوقع أن تصبح هذه البكتيريا جزءاً مهماً من مكونات البناء في المستقبل.
صحيفة العرب