محطة فضائية قريبة من القمر.. لبلوغ المريخ

الرئيسية » علم وحضارة » محطة فضائية قريبة من القمر.. لبلوغ المريخ

محطة فضائية قريبة من القمر.. لبلوغ المريخ

أعطت وكالة الفضاء الأوروبية «إيسا» الضوء الأخضر للمشاركة في إنشاء محطة فضائية قريبة من القمر، بالتوقيع مع (Thales Alenia Space)، على أول عقود لدراسة عنصرين ستنفذهما أوروبا، وفقاً لهذه المكانة المتقدمة في الفضاء. وستمكّن هذه الدراسة وكالة الفضاء الأوروبية من تقديم طلب التمويل إلى الدول الأعضاء في المؤتمر الوزاري لعام 2019.

ولتنجح محطة الفضاء الدولية في إعداد أول بعثات بشرية إلى المريخ، قررت وكالتا «ناسا» والفضاء الأوروبية وغيرهما من الأعضاء المشاركين فيها إرسال محطة فضائية إلى مدار يقع بين الأرض والقمر، يطلق عليه اسم بوابة منصة المدار القمري (LOP-G)، ويتم استخدامه كمنطقة عبور لاستكشاف ودراسة الفضاء البعيد، وليكون بمثابة نقطة انطلاق للمهمات المأهولة حول القمر، وإلى المريخ وأقماره، وكذلك إلى الكويكبات. ولن تكون هذه المحطة مأهولة بشكل دائم، ولكن سيتم زيارتها حسب الحاجة لفترات تتراوح من 30 إلى 40 يوماً تقريباً. وسوف تستوعب المحطة طاقماً مكوناً من أربعة أفراد، وهو ما يتوافق مع سعة نقل المركبة أورايون التابعة لناسا.

وسيتم تثبيت هذه البؤرة الاستيطانية في مدار قريب يسمى Near Rectilinear Halo Orbit) (NRHO) خاضع لنظام الأرض والقمر، وهو ليس بدائري ولا بيضاوي، بل يرتبط بنقطتي لاجرانج ( L1 و L2 ).

هذا الموقع القريب من القمر يوفر مدارات مستقرة قريبة من الأرض؛ للسماح بعودة سريعة نسبياً في حالة الطوارئ. وهو يقع أيضاً في بيئة فضائية تمثل الفضاء السحيق، كما أنه حل وسط جيد وقريب من الأرض والقمر، ومنصة اختبار لتكنولوجيات الاستكشاف، ومحطة التجميع لمركبات النقل المستقبلية، التي ستقوم برحلة طويلة إلى المريخ.

ويتم إطلاق العنصر الأول بحلول 2022-2023، وينبغي إكمال ( LOP-G ) في العام 2026-2027 لفترة حياة تعاقدية تبلغ 15 سنة على الأقل.

وعلى الرغم من أن مشاركة وكالة الفضاء الأوروبية في هذا الموقع تتحدد في نهاية عام 2019، خلال دورة تتم على المستوى الوزاري، فقد وقعت وكالة الفضاء الأوروبية ( ESA ) للتو مع تاليس ألينيا سبيس عقود الدراسات الأولية لتصميم وحدة علمية تسمى (Esprit )، وكبسولة ( I-HAB )، وهما عنصران تابعان لبرنامج (LOP-G). هذه المرحلة المعروفة ( A /‏‏ B1 )، هي بالنسبة ل (إيسا)، مهمة جداً. وستمكنها من تقديم طلب التمويل للدول الأعضاء في المجلس الوزاري الأوروبي في 2019.

يشار إلى أن (Esprit) عبارة عن غرفة صغيرة علمية، تشمل نظام التخزين، وأنظمة إعادة التزود بالوقود (Xenon and Hydrazine) لعنصر الدفع الكهربائي (العنصر الأمريكي الأول في LOP-G)، وأنظمة اتصالات مع القمر، ونقاط تفاعل الشحنات المفيدة الخارجية ومأخذ الغرفة العلمية.

وتعتبر (I-HAB ) وحدة مضغوطة بطول سبعة أمتار وبقطر 4.5 متر. وهي مجهزة بوظائف حيوية لمساندة الحياة، كما توفر قدرات إرساء لتوفير واجهات وموارد للمركبات العابرة.

ويقول فرانكو فينوجليو، مدير أنشطة النقل الفضائية البشرية في تاليس ألينيا سبيس بإيطاليا: في الوقت الحالي، يعتبر الأمر مجرد دراسات حول «جدوى وتعريف البيانات التقنية، التي ينبغي أن تؤدي إلى تصميم أولي للعنصرين». ويضيف فينوجليو: هذه المرحلة تتيح لنا إمكانية تحديد «الخيارات الفنية الرئيسية، وخطة التطوير والتكاليف، إضافة إلى مواصفات الأنظمة الفرعية والمعدات». وتمكننا أيضاً من وضع اللمسات الأخيرة على اختيار الفريق الصناعي. ومن المقرر أن تستمر هذه المرحلة، التي أقرتها لجنة المراجعة الأولية للتصميم، حتى خريف 2019، وهو التاريخ الذي ستقرر فيه وكالة الفضاء الأوروبية، في المؤتمر الوزاري في نهاية عام 2019، ما إذا كانت ستمول بناء هذين العنصرين.

جريدة الخليج

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *