متى نرى 'تكنولوجيا الفصل الدراسي' في المدارس العربية

الرئيسية » تربية وتكوين » متى نرى ‘تكنولوجيا الفصل الدراسي’ في المدارس العربية

متى نرى 'تكنولوجيا الفصل الدراسي' في المدارس العربية

توظيف الأجهزة الإلكترونية الحديثة وآخر التقنيات في العملية التعليمية في الدول المتقدمة لم يعد استثنائيا بل أصبح أساسيا من أجل ضمان أجيال مواكبة لتطور العصر وقادرة على رفع رهاناته. ويتم اعتماد الأجهزة المتطورة والملائمة لسن الطالب من أجل تحسين التحصيل الدراسي منذ السنوات الأولى في المدرسة من خلال تطبيق “تكنولوجيا الفصل الدراسي”.

تتطور التكنولوجيا بوتيرة متسارعة مع مرور الوقت إلى درجة تختلف معها مفاهيم كل شخص وكل جيل حول ما تعنيه. وغالباً ما يرتبط مفهوم “تكنولوجيا الفصل الدراسي” بعمر الشخص؛ فتجد من هو في سن الأربعين يتصور الأمر على أنه معمل ضخم يحوي الكثير من أجهزة الكمبيوتر ذات الألعاب القديمة وشاشة بأربعة ألوان فقط.

وتجد من هو في الثلاثين من عمره يفكر في جهاز “آبل ماكنتوش” يقبع في ركن ما في الحجرة الدراسية متصلاً بطابعته ذات الصوت المزعج. أما من هو في العشرينات من عمره فيتمثل له الأمر في صورة معلم يشرح درساً مستخدماً “اللاب توب” وجهاز عرض ضوئي.

وتتبنى معظم المدارس الآن فلسفة اقتناء الأجهزة الإلكترونية لدى كل طالب، بمعنى أن كل طالب في الفصل الدراسي يمتلك جهازه اللوحي الخاص به.

الأجهزة والتطبيقات الشائعة

وأشارت دراسات أجريت في المملكة المتحدة في عام 2013، إلى أنه كلما تعامل الطالب مع جهازه الخاص ارتفعت قدرته على التحصيل العلمي الأمر الذي يعزز استقلاليته في التعلم، لذلك يمكننا القول بأنه لم يعد جهاز الكمبيوتر القابع في ركن الفصل الدراسي موجوداً، وإنما يمتلك كل طالب جهازه الخاص به.

تستخدم بعض المدارس أجهزة “اللاب توب”، ويرى الكاتب مايكل كاولينغ أن معظم المدارس تتجه إلى استخدام الأجهزة اللوحية.

وتعتبر آبل الشركة الرائدة في إنتاج النموذجين. وتُحمّل على تلك الأجهزة تطبيقات دراسية بحتة، وتوفر معها المؤسسة التعليمية خطة لتطوير المعلمين مهنيا ليتمكنوا بدورهم من مساعدة الطلاب في استخدام تلك التطبيقات.

ويأتي من ضمن تلك التطبيقات تطبيق “ريدنغ إيجز” لتعليم قراءة اللغة الإنكليزية، وأيضاً تطبيق “ماثليتكس” لتعليم الرياضيات، وتطبيق إنشاء مقاطع الفيديو والكتب الإلكترونية لمادة العلوم وعلم الاجتماع.

كما توجد بعض التطبيقات الخاصة بالتربية البدنية والموسيقى. وتتوافر تلك التطبيقات بأنواعها للطلاب الذين يمكنهم استخدامها في المدرسة وحتى في المنزل.

محتوى الفصل الدراسي

لا يوجد ما يستدعي القلق، حسب كولينغ، فالطلاب سيذهبون إلى معمل الكمبيوتر مرة في الأسبوع. وهناك يتلقون دروساً في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات باستخدام نوع من التكنولوجيا قد لا يمكن توفيره في بعض الفصول الدراسية الأخرى، حيث يمكنهم من خلال تطبيق ”ليغو مايندستورمز” بناء الروبوتات الآلية المبرمجة والتحكم فيها عن طريق جهاز الكمبيوتر.

وتستخدم بعض المدارس الأخرى أيضاً تقنية الروبوت البشري “ناو” الذي يتم تصنيعه في شركة “ألديباران روبوتيكس”، وهو أول روبوت بشري آلي متعدد المهارات قابل للبرمجة يستخدم كمنصة بحثية

لطلاب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ستيم (STEM). يبلغ طول الروبوت 60 سنتيمتراً، ويمكنه التعرف إلى الوجوه والأصوات وله شخصية مستقلة خاصة به.

وهناك أيضاً تطبيقات أخرى تعزز قدرات الطلاب على البرمجة، مثل تطبيق “سكراتش جي آر” الذي يسمح لهم بإنشاء ألعابهم وقصصهم التفاعلية من خلال لغة برمجة بسيطة يمكن من خلالها تعلم مفاهيم المنطق والتحليل الوظيفي، وذلك تماشياً مع المبادرة التي اتخذتها حكومة ولاية كوينزلاند بأستراليا بفرض تعلم البرمجة والربوتات في المؤسسات التعليمية.

ماذا بعد؟

يصعب التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، حيث لم يتوقع أحدٌ، قبل عشرين عاماً، أنه سيتم إنتاج أجهزة لوحية ليحملها الأطفال ممن يبلغون من العمر 5 أعوام. ومع ذلك تشق الآن تكنولوجيا “الواقع المعزز” وتكنولوجيا “الواقع المختلط” طريقهما نحو الصفوف الدراسية، حيث عملت شركتا غوغل وفيسبوك على تطوير ذلك النوع من التكنولوجيا التي تسمح للمستخدم باستخدام نظارة ذكية أو هاتف ذكي يُمكّنه من الهروب إلى عالم آخر، أو حتى إضافة بعض العناصر الافتراضية إلى مشهد الحياة الحقيقي.

وكونها لا تزال تكنولوجيا حديثة في المجال التجاري، تظهر محاولات جديدة لاستخدام الأجهزة المتوفرة بالفعل مثل “الآيفون” و”الآي باد” لتعزيز عملية التعلم داخل الفصل الدراسي، حيث يمكن للطلاب باستخدام تقنية الأشعة السينية رؤية كيف تعمل الأشياء داخل الحجرة الدراسية، أو مثلاً تصور كائنات افتراضية ليس لها وجود على أرض الواقع؛ مثل الديناصورات الرقمية.

وبتطور تلك التكنولوجيا الجديدة، نستطيع تصور كيف يستخدم الطلاب أجهزتهم اللوحية أو كيف يشترون أجهزة جديدة تدعم استخدامهم لها.

وفي ظل التطور التكنولوجي المتسارع، لم تعد أجهزة الكمبيوتر موجودة في الفصول الدراسية، وحتى معامل الكمبيوتر القديمة لم تعد موجودة أيضاً. ما تعنيه “تكنولوجيا الفصل الدراسي” الآن هو تداخل التكنولوجيا في جميع التخصصات التعليمية، كاللغة الإنكليزية والرياضيات وغيرهما من المواد العلمية الأخرى.

وإذا كان تعلم الكمبيوتر يُخصص له وقتاً محدداً في الماضي، فقد أصبحت التكنولوجيا الآن جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، بل وتطورت معامل الكمبيوتر الآن لتشمل تكنولوجيا الروبوتات التي لم تظهر حتى في السوق التجارية حينما كنا صغاراً.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *