حكمة التكنولوجيا

الرئيسية » إبداع وتنمية » حكمة التكنولوجيا

حكمة التكنولوجيا

تسمح التكنولوجيا للشركات بإعادة التفكير في الحكمة التقليدية حول التخطيط التنظيمي والحوكمة. وتوفر تكنولوجيا تبادل المعلومات قدراً أكبر من الشفافية، مما يجعل المؤسسات أكثر كفاءة، وفي حالات عديدة، أقل بيروقراطية.

فمثلاً، تبنى المديرون التنفيذيون بشركة أبل وشركة إنديتكس «شركة ملابس متعددة الجنسيات» وزابوس «موقع كبير لتجارة التجزئة على الإنترنت» نهجاً في الإدارة يسمح بقيام مدير واحد بالإشراف على عمل عدد كبير من العاملين، عدد يتجاوز جداً النموذج التقليدي: «مدير لكل أربعة عاملين أو ثمانية عمال». وأعادت شركة هاير الصينية لإنتاج الأجهزة المنزلية تنظيم قوة العمل بها التي بلغ عددها 80 ألف عامل، فقسمتهم إلى ألفي وحدة مستقلة كل منها مسؤولة عن إدارة أرباحها وخسائرها، لترتفع بعد هذه الخطوة القيمة السوقية للشركة ارتفاعاً كبيراً بلغ عام 2014 ثلاثة أضعاف ما كانت عليه عام 2011.

فالتحول إلى التكنولوجيا الرقمية يسمح للشركات بالعمل كـ«أسس» تكنولوجية وليس كـ«هياكل» عمل تقليدية، ويسمح بزيادة الاستفادة من الموارد من خارج هذه الشركات. ولقد استعانت شركة أليستات للتأمين بخدمات كاجال للتمويل الجماعي لدعوة مبرمجي الكمبيوتر للتوصل إلى حل جديد بشأن مشكلة الأضرار التي تصيب السيارات من جراء الحوادث، وكان النموذج الفائز أكثر دقة بنسبة 271% من النموذج الحالي.

ويمكن رؤية ابتكارات تكنولوجية مماثلة في عمليات التفكير وفي نماذج البزنس في مختلف قطاعات الاقتصاد، وتنعكس هذه الابتكارات في التغييرات في عمليات التخطيط بالشركات، التي بدأ بعضها في وضع خطط متميزة للبزنس لمدة شهرين ولمدة عشرين عاماً، وفي إعادة توزيع مواردها بقوة أكبر، وفي استخدام تقنيات تحليل جديدة لتحديد الموهوبين وجذبهم وتطويرهم والاحتفاظ بهم.

ويُمَكِن الابتكار التكنولوجي الشركات بالفعل من تعزيز قدراتها، وبالتالي قوتها التنافسية.

دومنيك بارتون – البيان

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *