تقنية الهولوغرام تجسد الخيال في الواقع

الرئيسية » إعلام ورقميات » تقنية الهولوغرام تجسد الخيال في الواقع

تقنية الهولوغرام تجسد الخيال في الواقع

تقنية الهولوغرام مجرد طيف من الألوان يمكن من العبور من خلاله دون التأثير عليه أو التأثر به، ولكن الغريب أنه اصبح هناك إمكانية تفاعل هذا الطيف باللمس حيث تتغير خصائصه وشكله ومكانه عند احتكاكه بأي جسم آخر عن طريق استخدام الهواء بموجات فوق الصوتية ليظهر لنا الطيف الهولوغرافي وكأنه جسم ملموس من السهل التفاعل معه.

يراود مخيلة العلماء تحدّ حول كيفية الاستعانة بتقنية الهولوغرام لجعل المستحيل ممكنا وهو تقريب العالم الافتراضي للعالم الواقعي فلا يكفي أن تكون الصورة ثلاثية الأبعاد وتمكن رؤيتها من زوايا مختلفة بل هل يصبح من الممكن لمسها؟

والهولوغرام أو التصوير التجسيدي أو التجسيمي هو تصوير ثلاثي الأبعاد يسجل الضوء المشتت من جسم ليجعل شكل هذا الجسم يطفو كمجسم ثلاثي الأبعاد، وتتم تلك العملية باستخدام أشعة الليزر، فهي إذن إعادة تكوين صور لأجسام باستخدام أشعة الليزر وتجعل هذه الصور ذات أبعاد ثلاثية.

وحسب الموقع الإلكتروني “بالس هيدلاينز” فإنه سبق عرض نماذج أولية للهولوغرام الذي يمكن لمسه، لكن أشعة الليزر التي استُخدمت لتوليد هذه الهولوغرامات كانت تحرق الجلد البشري.

لذلك يمكن اعتبار ما فعله مجموعة من العلماء اليابانيين مؤخرا نقلة نوعية في عالم التكنولوجيا حيث تمكنوا من ابتكار صور مجسمة بالهولوغرام يمكن لمسها وهي لأجسام افتراضية ثلاثية الأبعاد تمكن معالجتها وتداولها باليد.

وحيث استخدموا تكنولوجيا ليزر الفيمتو ثانية (ما يعادل مليونا من المليار من الثانية) بعد أن طوروا ما أسموه “فيري لايتس” أو “أضواء الجنية”، وهي نظام بإمكانه إطلاق نبضات ليزر ذات ترددات عالية تدوم فقط مليونا من المليار من الثانية. وتستجيب هذه النبضات للمسات اليد البشرية لذا فإن هذه النقاط الصغيرة لعناصر الصورة التلفزيونية (بكسل) تمكن معالجتها يدويا في الهواء عند ملامستها.

وهذا الهولوغرام الملموس، الذي يجري تجريبه في مركز جامعة أوتسونوميا للبحوث البصرية والتعليم، يستخدم ليزرا وفّرته الجامعة للباحثين.

ويعتقد أحد كبار الباحثين بهذه التجربة الدكتور يويتشي أوتشياي من جامعة تسوكوبا بأنه بالإمكان استخدام هذه التقنية لأغراض تتضمن الترفيه والطب والهندسة المعمارية. وقال إن الحالة الراهنة لتقنية الضوء لا تتيح للبشر بشكل استباقي التفاعل أو الشعور بالضوء كجسم، لكن لدى “الهولوغرام الملموس” القدرة على تغيير ذلك.

وقال أوتشياي “لا يمكنك أن تلمس الصور أو الفيديو وفي حين يكون باستطاعتك تشغيل الفيديو ومشاهدته لكن ليس بمقدورك التفاعل معه أو لمسه لذا فإننا إذا أوجدنا صورة على نحو ثلاثي الأبعاد فسيمكنك لمسها وتداولها”.

وأضاف “ستتبدل الحياة اليومية للناس إذا استخدمنا ليزرا أكبر حجما في حيز أوسع حيث يمكن للناس التفاعل معه ولنشاهد كيف يمكن استخدامه في مواضع تستلزم الاتصال ثلاثي الأبعاد مثل مواقع البناء أو في المجال الطبي”.

ويقول موقع “بالس هيدلاينز” الإلكتروني العلمي إن الابتكارات الأخرى قد تتيح في النهاية ابتكار لوحة مفاتيح كمبيوتر مصنوعة من الأشعة الضوئية على اللابتوب الشخصي ما يتيح لمستخدمي غرف الدردشة عبر الفيديو ملامسة الشخص على الطرف الآخر من المحادثة. واستخدمت أنواع مختلفة من الهولوغرام على مر السنين تشمل تعدد استخدامات هذه التقنية حيث ينتقل الضوء والصور من مكانهما ليعرضا في الجانب الآخر، مثلا في مجال السينما كما هو الحال في بعض الأفلام الأجنبية مثل فيلم “حرب النجوم” وفيلم “الرجل الحديدي” كما يستخدم في الأغراض الأمنية على سبيل المثال بطاقات الائتمان ورخص القيادة.

وسيصبح بالإمكان تجسيد نجوم الفن بتقنية الهلوغرام إذ أعلنت وسائل الإعلام عن عودة النجمة العالمية الراحلة ويتني هيوستن بتقنية الهولوغرام، وسيتمكن جمهورها من مشاهدتها من خلال صورة الليزر التي تجسدها وكأنها حية، علماً أنها رحلت عن عمر يناهز الـ48 في العام 2012.

وشهدت العاصمة الأسبانية، مدريد في شهر أبريل 2015، أول مظاهرة احتجاجية من نوعها، التي استخدم المشاركون فيها تقنية التصوير التجسيمي هولوغرام للتظاهر بشكل افتراضي أمام مبنى البرلمان الأسباني بدلاً من الحضور بأنفسهم في المكان.

ونُظمت تلك المظاهرة احتجاجا على قانون «سلامة المواطن» التي أقرته الحكومة الأسبانية، وهو القانون الذي سيفرض عقوبات وغرامات على المواطنين في حال التظاهر أو الدعوة للتظاهر دون إذن من الشرطة.

وأعلنت شركة مايكروسوفت في أكتوبر 2015 عن مشروع يتيح استخدام تقنية التصوير المجسم هولوغرام في المنزل عبر تطبيقات مختلفة، ينقل صاحبه إلى أجواء خيالية وهو جالس في منزله، موضحة أن عدة المشروع الذي يدعى «بروجكت إكس»، ستكون متوفرة بحلول العام 2016.

صحيفة العرب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *