طوّرت شركة “ديب ميند” (DeepMind) المملوكة لشركة “ألفابت” (Alphabet) برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه التنبؤ بدقة بالشكل الذي سوف تؤول إليه البروتينات في غضون أيام، مما يحل “تحديا كبيرا” عمره 50 عامًا يمكن أن يمهد الطريق لفهم أفضل للأمراض واكتشاف الأدوية بحسب تقرير سي إن بي سي (CNBC).
تحتوي كل خلية حية على آلاف البروتينات المختلفة التي تبقيها حية وبصحة جيدة. ومن المهم التنبؤ بالشكل الذي سيكون عليه البروتين لأنه يحدد وظيفته، وترتبط جميع الأمراض تقريبًا، بما في ذلك السرطان والخرف، بكيفية عمل البروتينات.
وقالت البروفيسورة دام جانيت ثورنتون من المعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية للصحفيين عبر مكالمة هاتفية، “البروتينات هي أجمل الأشكال روعة، والقدرة على التنبؤ بالضبط بالطريقة التي تنثني بها هي حقًا صعبة للغاية وشغلت الكثير من الناس على مدى سنوات عديدة”.
دخل نظام الذكاء الاصطناعي “ألفافولد” (AlphaFold) التابع لمختبر الأبحاث البريطاني، في مسابقة نظمتها مجموعة تسمى “كاسب” (CASP)، وهي اختصار للتقييم النقدي لتوقع الهيكل. وهي منظمة تجارب مجتمعية مهمتها تسريع الحلول لمشكلة واحدة: كيفية حساب البنية ثلاثية الأبعاد لجزيئات البروتين.
وتراقب “كاسب” هذا المجال منذ 25 عامًا، وقالت يوم الاثنين إن نظام ألفافولد التابع لشركة ديب ميند حقق مستويات لا مثيل لها من الدقة في التنبؤ ببنية البروتين.
وقال البروفيسور جون مولت رئيس “كاسب” عبر مكالمة صحفية قبل الإعلان، “لقد قفزت شركة ديب ميند إلى الأمام”، وأضاف “لقد تم حل التحدي الكبير البالغ من العمر 50 عامًا في علوم الحاسوب إلى حد كبير”. وأضاف مولت أن هناك “تأثيرات كبيرة قليلا على الخط لتصميم الأدوية” وفي مجال تصميم البروتين الناشئ حديثا. مع ما يقرب من ألف موظف وبجانب عدم وجود إيرادات، أصبحت ديب ميند شركة مكلفة للشركة الأم ألفابت، ومع ذلك فقد برزت كواحدة من الرواد في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
وقد رحب الرئيس التنفيذي لشركة غوغل (Google) ساندر بيتشاي بهذا الاختراق على تويتر. وقال ديميس هاسابيس المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة ديب ميند، “كانت الرؤية النهائية وراء ديب ميند هي بناء ذكاء اصطناعي عام، ثم استخدامه لمساعدتنا على فهم العالم من حولنا بشكل أفضل من خلال تسريع وتيرة الاكتشاف العلمي بشكل كبير”.
واشتهرت الشركة، التي اشترتها غوغل بـ600 مليون دولار في عام 2014، بإنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها لعب ألعاب مثل “سبيس أنفاديرز” (Space Invaders) ولعبة صينية قديمة اسمها “غو” (Go). ومع ذلك، فقد قالت دائمًا إنها تريد أن يكون لها تأثير علمي أكبر.
وقال هاسابيس “الألعاب هي أرض إثبات رائعة لتطوير واختبار الخوارزميات العامة بكفاءة، والتي كنا نأمل يومًا أن ننقلها إلى نطاقات العالم الحقيقي مثل المشكلات العلمية”، وأضاف “نشعر أن ألفافولد هي أول دليل على هذه الأطروحة. أصبحت هذه الخوارزميات الآن ناضجة بدرجة كافية وقوية بما يكفي لتكون قابلة للتطبيق على المشكلات العلمية الصعبة حقًا”.
ودخلت ديب ميند أيضًا في مسابقة “كاسب” للتنبؤ بشكل البروتين في عام 2018. وكانت نتائجه في ذلك الوقت رائعة. وقال جون جامبر، قائد فريق ألفافولد في شركة ديب ميند، إن “الفريق كان يعلم أنه كان بعيدًا عن إنتاج شيء ذي صلة بيولوجية قوية حقا أو التنافس مع التجربة”.
لكن يبدو أن جهودهم قد آتت أكلها، حيث قال “نعتقد حقًا أننا بنينا نظامًا يوفر معلومات صحيحة وقابلة للتنفيذ لعلماء الأحياء التجريبية”.
الجزيرة