تجارة الأغذية تستنزف مصادر المياه العالمية بشكل خطير

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » تجارة الأغذية تستنزف مصادر المياه العالمية بشكل خطير

تجارة الأغذية تستنزف مصادر المياه العالمية بشكل خطير

قال باحثون أن السوق العالمية للمواد الغذائية تستنزف مصادر المياه في أجزاء كثيرة من العالم بأسرع مما يمكن تعويضه بشكل طبيعي. وتزيد التجارة من الضغط على المياه الجوفية غير المتجددة والتي تستخدم أساساً لري المحاصيل، مثل الرز والقمح والقطن، كما هو الحال في الباكستان والولايات المتحدة والهند التي تصدر معظم الأغذية المزروعة بالماء غير المستدام.

الدراسة، التي جرى نشرها مؤخراً في مجلة Nature، تحذّر من أن الإمدادات الغذائية ستكون مهددة في حال عدم اتخاذ أية إجراءات.

وحسب الدراسة، فإن حوالى 43 في المئة من المياه المستخدمة لري المحاصيل في جميع انحاء العالم تأتي من طبقات المياه الجوفية، حيث يجري استغلال العديد من مصادر المياه الجوفية بشكل أسرع مما يمكن تعويضه من مياه الأمطار. تقديرات الخبراء في عام 2000 كانت تشير إلى أن مياه الري كانت تستنزف الموارد غير المتجددة بمقدار 20 في المئة، وفي السنوات العشر التالية ارتفعت هذه النسبة إلى أكثر من 24 في المئة.

الدراسة الجديدة توضح كيفية تأثر الإمدادات المائية بالتجارة الدولية المزدهرة في الأغذية والمحاصيل حيث تعيش الغالبية العظمى من سكان العالم في بلدان تستورد تقريباً جميع وارداتها، من المحاصيل الأساسية، من دول تستنزف كميات كبيرة من المياه الجوفية لري هذه المواد الغذائية. الباحثون وجدوا أن حوالى 11 في المئة من المياه الجوفية غير المتجددة تستهلك لري أغذية تدخل في شبكة التجارة العالمية، لاسيما في الباكستان والولايات المتحدة والهند.

خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، تضاعف استخدام المياه الجوفية الغير المتجددة في الصين، وارتفعت النسبة بشكل ملحوظ في الهند والولايات المتحدة، وكانت محاصيل القمح والرز والسكر والقطن والذرة هي الأكثر استنزافاً للمياه الجوفية.

وتعتبر الولايات المتحدة والمكسيك وإيران والسعودية ضمن أكثر الدول اعتماداً على المياه غير المستدامة في الزراعة، وهي أيضاً من بين كبار مستوردي المحاصيل المزروعة بهذه الموارد المتناقصة. إيران، على سبيل المثال، تستورد الرز من الباكستان التي ترويه من الأحواض المائية المعروفة باسم الغانج الأعلى والإندوز الأدنى، حيث تصل نسبة الضخ من هذين الحوضين إلى خمسين ضعف قدرتهما على التجدد. وفي المقابل تقوم إيران بتصدير المحاصيل المعمّرة التي تروى من الحوض الفارسي الذي يبلغ الضخ منه عشرين ضعف قدرته على التجدد.

غالبية البلدان المتقدمة تدرك مخاطر استنزاف المياه الجوفية وتضع قيوداً على استغلالها، كما هو الحال في كاليفورنيا التي فرضت قيوداً على ضخ المياه الجوفية خلال سنوات الجفاف الأخيرة. أما في البلدان النامية، فلا توجد عادةً آليات لتقييد ضخ المياه الجوفية، وهذا يتطلب توعية الحكومات إلى آثار الإنتاج الزراعي على الموارد المائية. كما ينبغي على المستهلكين في البلدان الغنية التفكير في المياه عند الرغبة في شراء الأغذية. ومما يساعد في ذلك إضافة ملصقات المياه التي توضح الآثار المائية لإنتاج هذه الأغذية.

“البيئة والتنمية”

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *