حذر فريق علمي من جامعة أستون يسعى جاهدا لتطوير خطة لا تتضمن بناء المزيد من الخوادم التي تستخدم حاليا ما يصل إلى 1.5 في المئة من كهرباء العالم سنويا، من تزايد وصفه بالمذهل في حجم البيانات.
ولمعالجة هذه المشكلة، يعمل الفريق على تطوير تقنية جديدة لتزويد الأسطح بقنوات يقل عرضها عن خمسة نانومتر، أي حوالي 10000 مرة أصغر من عرض شعرة الإنسان.
وقال الدكتور مات ديري الذي يقود المشروع في بيان إن “مجرد بناء مراكز بيانات جديدة دون تحسين تقنيات تخزين البيانات ليس حلا قابلا للتطبيق. إننا نواجه بشكل متزايد مخاطر ما يسمى بأزمة تخزين البيانات، وتعد حلول تخزين البيانات المحسنة أمرا ضروريا لمواكبة متطلبات العالم الحديث”.
ويعيش العالم أسلوب حياة رقميا ينتج مجموعة هائلة من البيانات. ووفقا لتقرير صادر عن مؤسسة البيانات الدولية (IDC) “ستكون نتيجة هذا الاعتماد المتزايد على البيانات توسعا لا ينتهي في حجم مجال حفظ البيانات العالمي”.
ويُظهر التقرير أن حجم زيتابايت (ZB) المقدّر، وهو مقياس لسعة التخزين الرقمية، في عام 2019 كان فقط 45ZB، ولكن بحلول عام 2025 من المقرر أن يرتفع إلى 175 زيتابايت. ويعادل واحد زيتابايت تريليون (مليون مليون) غيغابايت.
وتقول مؤسسة البيانات الدولية في تقريرها “إذا كنت قادرا على تخزين البيانات العالمية بالكامل على أقراص DVD، فسيكون لديك كومة من أقراص أحادية الطبقة يمكن أن تصل بك إلى القمر 23 مرة أو تدور حول الأرض 222 مرة”. والزيادة الهائلة وشيكة، ويأمل ديري وفريقه في إيجاد حل قبل فوات الأوان.
وقال الدكتور أميت كومار ساركار الذي انضم مؤخرا إلى فريق جامعة أستون “سنستغل كيمياء البوليمرات المتقدمة كمسار لزيادة كمية البيانات التي يمكن وضعها على وسائط التخزين. وستؤدي زيادة كفاءة التقنيات الحالية إلى تقليل الحاجة إلى إنشاء مراكز بيانات ضخمة جديدة ومكلفة ومضرة بالبيئة بشكل كبير. ستكون السنوات الثلاث المقبلة حاسمة”.
وفي عام 2010 أظهرت مؤسسة البيانات أنه تم إنشاء 2 زيتابايت فقط من البيانات وتكرارها في جميع أنحاء العالم، ولكن هذا كان بعد ثلاث سنوات فقط من إطلاق أبل لأول هاتف آيفون وبعد عام واحد فقط من وصول سامسونغ إلى السوق.
ومن المحتمل أن يكون هذان الجهازان قد أطلقا سرعة نمو البيانات التي نراها اليوم. وتُظهر البيانات قفزة مذهلة بين عامي 2019 و2020، من 41 إلى 64.2 زيتابايت، بسبب الأشخاص الذين يعملون من الأجهزة الشخصية وسط عمليات الإغلاق التي أغلقت المكاتب.
وتتوقع المؤسسة الدولية أيضا أن 80 في المئة من البيانات العالمية ستكون غير منظمة بحلول عام 2025. وهذا لأن كيفية ومكان استهلاك البيانات قد تغيرا وسيستمران في التغيّر.
وتقسم مؤسسة البيانات الدولية هذا إلى ثلاث فئات: Endpoints وEdge وCore. وفي نقاط النهاية توجد أجهزة خارج الشبكات، مثل الهواتف الذكية وأجهزة الاستشعار والأجهزة القابلة للارتداء، وتتألف Edge من خوادم في المكاتب ومراكز البيانات.
وفي المركز الأساسي توجد مراكز بيانات خاصة بالمؤسسات ومزود الخدمات السحابية حيث يتم تنفيذ معظم عمليات المعالجة والتحليلات. ويتوقع التقرير أن البيانات التي تم جمعها في Edge من خلال مختلف الأجهزة ستزداد بنسبة 33 في المئة سنويا وتشكل 22 في المئة من إجمالي البيانات العالمية بحلول عام 2025.
صحيفة العرب