لماذا نحتاج الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحديات الأمن السيبراني؟

الرئيسية » إعلام ورقميات » لماذا نحتاج الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحديات الأمن السيبراني؟

لماذا نحتاج الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحديات الأمن السيبراني؟

اطرح السؤال على أي خبير في مجال الأمن السيبراني وسيجيبك بأن الخطأ البشري هو الحلقة الأضعف في أي منصة أمنية؛ إذ يكشف الأشخاص عن كلمات مرورهم دون قصد، أو يجعلونها سهلة التخمين – لا تزال كملة المرور الأكثر شيوعاً في العالم هي 123456. إلا أن هناك أيضاً العامل البشري الذي نحاول التغلب عليه عند تصميم وتنفيذ حلول الأمن السيبراني. فقد أثبتت الأخطاء البسيطة وغير المقصودة مراراً وتكراراً أنها السبب الجذري للحوادث الكبرى، الأمر الذي يجعل من زيادة تأهيل مطوري البرمجيات فضلاً عن المستخدمين أمراً بالغ الأهمية لا يمكن للشركات إغفاله.

ولحسن الحظ، تحتوي العمليات على آلية أمن متطورة جداً توفر شبكة آمنة حتى للمستخدمين الأقل موثوقية. وفي الشركات الكبرى، باتت هذه العملية تعرف بعمليات تطوير الأمن الاستباقية DevSecOps التي تقوم على وضع آمن في جوهر أي نشاط تجاري.

إلا أنه في عالم الشبكات السحابية اليوم لا ينبغي التركيز على مراقبة نقاط الوصول الضعيفة وحسب. بل يتعين على الشركات فهم كيفية عمل موظفيها، وما هي الممارسات الخطرة التي يقومون بها، وتحديد النقاط العمياء التي غالباً ما تغفل عنها فرق تكنولوجيا المعلومات والحلول المتوارثة.

وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي. فمن خلال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، يمكن القيام بتحليلات البيانات الكبيرة في الزمن اللحظي، ليس بهدف القضاء على النقاط العمياء وحسب، بل لإيقاف الهجمات بفعالية. وهذا ما تقوم به نتسكوب من خلال سحابتها الأمنية Netskope Security Cloud التي تستخدم خوارزميات التعلم الآلي ومحرك القواعد المتقدمة لمواصلة تحليل سلوك المستخدمين وتعقب الحالات الغير طبيعية التي تشير إلى وجود أنشطة مشبوهة مضرة.

إن القوة المجتمعة للتكنولوجيا الحديثة والذكاء البشري هائلة جداً. فمن خلال أتمتة عدد من المهام الشاقة التي تستهلك الوقت والتي غالباً ما يتولى الأشخاص مسؤولية القيام بها، يمكن القضاء على العديد من الأخطاء. والأهم من ذلك، إفساح المجال أمام الخبراء البشريين لوضع رؤيتهم وذكائهم وخبرتهم غير المسبوقة للوصول إلى الاستخدام الأفضل لها.

إلا أن المجرمين السيبرانيين أشخاص أذكياء أيضاً، ويعلمون جيداً أن التركيز منصب عليهم، وهم يستجيبون وفقاً لذلك، ويغيّرون سلوكهم وتقنياتهم باستمرار لمنع اكتشافهم. وهنا يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في توقع خطواتهم، والتخلص من بعض التحركات الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى وقوع خطأ بشري.

لقد شهدت هذه الطريقة انتقالاً سريعاً من مجرد كونها ابتكار مثير للاهتمام إلى مكون أساسي في الحرب على الجرائم السيبرانية. فكما يقوم المطورين بالابتكار لتوفير الحماية، يقوم القراصنة بالابتكار لأغراض إجرامية. ونتيجة لذلك، يستخدم القراصنة الخبراء العديد من التقنيات نفسها ضدنا، وسيقومون باستخدام كل خدعة تكنولوجية للتفوق علينا.

فقد أسهمت الشبكات السحابية على سبيل المثال في تغيير طريقة تعاون الشركات والأشخاص. إلا أن البرمجيات الخبيثة، وهي أحد أكثر أشكال الهجوم شيوعاً، قد استفادت من اثنتين من أكثر المقدرات السحابية تفرداً وفائدة وهما – المزامنة والمشاركة – للانتشار بين المستخدمين والتنقل بين جهات الاتصال ونقاطه. لذا لم يعد الاعتماد على الحلول الأمنية العادية كافياً، بل يتعين على الشركات حول العالم رفع سوية تطويرها الأمني، من خلال التشارك مع وسيط أمني سحابي جيد للاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوفير الحماية الملائمة لبياناتها السحابية.

لكن لسوء الحظ، وبالرغم من أن الذكاء الاصطناعي يساعدنا على المضي قدماً بنحو تصاعدي، إلا أنه من المستبعد جداً أن يوفر لنا حلاً نهائياً يجعل من مكافحة الغش والاحتيال أمراً من الماضي. وسيواصل الاعتماد على المصادقة الثنائية نموه مع تأكيد مراكز مثل المركز الوطني للأمن السيبراني على أهميته من خلال توجيهات جديدة أصدرها بشأن ذلك. وستصبح القياسات الحيوية شائعةً بنحو متزايد مع تطلعنا الدائم للوصول إلى حل نهائي للمشكلة.

لذا، وفي حين أن الاحتيال سيزداد صعوبة، ستصبح التقنيات التي يستخدمها المجرمين السيبرانيين أكثر ابتكاراً، وسيتعين علينا زيادة تطوير الذكاء الاصطناعي لمواكبة الهدف المتغير للأمن السيبراني، باستخدام كافة الأدوات المتاحة في ترسانتنا للوصول إلى الحل النهائي قدر الإمكان يومياً.

محمد الحكيم – فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *