عقل الإنسان يحتاج إلى تمارين وغذاء صحي

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » عقل الإنسان يحتاج إلى تمارين وغذاء صحي

عقل الإنسان يحتاج إلى تمارين وغذاء صحي

طوّر مهاراتك في الشطرنج وحل الكلمات المتقاطعة والألغاز، إذ ربما يبدأ دماغك في الانتكاس أسرع مما تظن. اعتاد العلماء الاعتقاد بأن الأداء الإدراكي؛ الذاكرة والتفكير ومهارات الاستيعاب، يبدأ بالتراجع بعد سن الـ60. لكن البحوث الحديثة من المجلة الطبية البريطانية تفيد أن الانتكاس قد يبدأ بصورة أسرع؛ أي منذ أواخر الـ40.

حتى إن كنت واثقاً من قدراتك العقلية، فربما يكون لك أبوان كبيران في السن أو أقارب ممن يبدون عليهم علامات على الخرف؛ الحالة المتفاقمة المؤدية إلى فقدان الذاكرة، وفقدان اللغة، وتقلب المزاج، مما قد ينتهي بتجريد المصابين من كرامتهم وإنسانيتهم. وتؤثر هذه الحالة في واحد من كل 10 بالغين تفوق أعمارهم 65 عاماً، وترتفع إلى 4 من كل 10 فوق سن الـ80، وقد تكون مصدراً للقلق والتوتر لأولئك الذين يعتنون بهم.

إن رسالة البحوث واضحة: فور أن يبدأ دماغك بالبطء، بغض النظر عن العمر، عليك التصرف مبكراً لمنع التدهور العقلي السابق لأوانه. فتناول طعام صحي، وتجنب السمنة، وممارسة الرياضة؛ كلها عوامل مهمة لأن كل ما هو مفيد لقلوبنا يكون بالنهاية مفيداً لرؤوسنا أيضاً.

أظهرت تجربة أجريت في فنلندا عام 2009 أن البالغين الذين تعلموا تناول طعام صحي، وشاركوا في الأنشطة البدنية، وتلقوا تدريباً إدراكياً، وواظبوا على إجراء فحوص طبية خلال سنتين كانت نتائجهم أفضل بكثير في اختبارات الذاكرة، وحل المشكلات، وسرعة التفكير من أقرانهم الذين لم يفعلوا مثلهم.

والرسالة تفيد بأن عليك استعمال عقلك، وإلا فسوف ستخسره. إذ مثلما يحتاج جسمك إلى التمرين فإن عقلك يحتاج إليه أيضاً. كما أنه يحتاج إلى تغذية جيدة مثل جسدك، فالحياة الاجتماعية النشطة مهمة أيضاً، والتواصل مع أناس آخرين يبقي عقولنا متحفزة وحية.

لكن لعل من الواضح أيضاً أن الرسالة فشلت في منع انتشار الخرف. إذ هناك ما يقدر بنحو 44 مليون فرد في العالم يعيشون مع هذه الحالة، ومن المتوقع أن يتضاعف الترتيب كل 20 سنة، مع تقدم سكان العالم في السن. وترافق المعاناة تكاليف باهظة، قدرت بما يزيد على 600 مليار دولار في عام 2010.

وفيما تزداد التكاليف البشرية والمالية، لا يسعنا الاعتماد على التطورات الطبية لحل مشكلة الخرف. فالعلاجات القليلة التي تساعد في تجنب المرض محدودة في فعاليتها، والجديدة منها ستستغرق عقوداً لتطويرها.

غير أن تحسين الرعاية، وفهم الحالة يمكن أن يعطي نتائج مباشرة. إن القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية، وهي مبادرة قامت بها (مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع)، وكثير من الشركاء الذين ترأستهم، ستنعقد في الدوحة في شهر فبراير/ شباط 2015. وأثناء القمة، سيعرض فريق خبراء تقريراً يوضح التدابير الضرورية لحماية الأفراد من مضار الخرف، إلى جانب توصيات للحد من عبء الرعاية المتزايد.

هناك أفكار خلاقة عديدة للعناية بمن يعانون الخرف في تقرير القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية، منها المجتمعات الصديقة لمرضى الخرف، وتطبيقات لمساعدة الذاكرة، وبرامج تدريب إلكترونية للمعتنين بالمرضى. وستكون المصادر الإلكترونية مهمة على نحو أكبر لأنها تتيح وسائل خاصة وميسرة للتعلم بشأن المرض. ومن الأهداف المهمة تمكين المصابين بالخرف من العيش باستقلالية وإنتاجية في منازلهم قدر المستطاع. وهذه أفضل نتيجة لهم ولمن يعتنون بهم.

وقد يصاب مرضى الخرف بالقلق أو حتى الغضب لأنهم يجدون بيئتهم مربكة أو خطرة. وهذا يضع عبئاً ضخماً على عائلاتهم. لكن هناك تدابير بسيطة يمكنها أن تحد من المشكلة:

التنزه أو الذهاب سيراً على الأقدام إلى المحال التجارية يسهم في خلق بنية معينة ليوم المرضى بالخرف وإضفاء الرغبة بتحقيق غايات محددة. وإشراكهم في الواجبات المنزلية يشعرهم بأنهم نافعون ونشيطون؛ كما تساعدهم التمارين في النوم بصورة أفضل.

قد تصيب المرايا بالإحباط، إذ يظن بعض المصابين بالخرف أنهم ما زالوا في سن الـ20، وربما لن يميزوا الشخص الذي يبصرونه، مما يصيبهم بالإحباط. لذا فإن إزالة المرايا قد تخفف من خطر الارتباك.

القلق أمر شائع لكن من المهم محاولة فهم أسبابه لأن مريض الخرف لن يستطيع غالباً توضيحها. ومن خلال طرح أسئلة أساسية؛ هل يشعر بالحر أو البرد؟ بالجوع أو الألم؟ من الممكن التقاط مؤشرات تبين حقيقة المشكلة.

فوربس ميدل ايست

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *