تقرير: الألعاب و«يوتيوب» يُسهمان في تراجع إقبال الأطفال على القراءة

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » تقرير: الألعاب و«يوتيوب» يُسهمان في تراجع إقبال الأطفال على القراءة

قدم تقرير جديد لشركة «نيلسن بوك»، المتخصصة في أبحاث صناعة الكتب والنشر، نتائج استطلاع أجرته الشركة حول مدى تأثر عادات القراءة لدى الأطفال في بريطانيا بالأنشطة الأخرى، كاستخدام مواقع الإعلام الاجتماعي وتطبيقات الألعاب.

وأوضحت النتائج استمرار إقبال الأطفال على القراءة؛ إذ تقرأ نسبة 32% من الأطفال يومياً بغرض المتعة، وتصل نسبة الأطفال الذي يقرؤون أسبوعياً إلى 60%، وبحساب النسبة التي يقرأ لها الآباء والأمهات يرتفع التقدير إلى 72%.

واحتلت القراءة المرتبة الثانية بين الأنشطة الأكثر شعبية بين الأطفال بعد التلفزيون بنسبة 36%، وتبعها استخدام الشبكات الاجتماعية بنسبة 20%، ثم مشاهدة مقاطع الفيديو في موقع «يوتيوب»، وألعاب وتطبيقات الهواتف المحمولة.

لكن التدقيق في نتائج التقرير، الذي جاء بعنوان «فهم مستهلك كتاب الطفل في العصر الرقمي»، يُشير إلى تراجع القراءة مقارنة بالأنشطة الأخرى؛ فخلال العام الجاري، ارتفع معدل إقبال الأطفال على تطبيقات الألعاب، وزيارة موقع «يوتيوب»، والرسائل النصية عبر الهواتف مقارنة بالعام الماضي، في مقابل تراجع القراءة بنسبة تقترب من 8%.

واعتبرت مديرة «نيلسن بوك»، جو هنري، خلال عرضها نتائج التقرير في مؤتمر «بوك سيلر شيلدرن» الأسبوع الماضي، أن هذه الأرقام مجرد لقطة عابرة، وليست اتجاهاً دائماً، وقالت: «في العام المقبل قد تعاود القراءة الارتفاع مُجدداً، لكن هذا تنبيه إلى أن الأطفال يصبحون أقل ارتباطاً بالقراءة».

وتابعت: «معظم الأطفال يندرجون ضمن فئتي القراء المواظبين، ومتوسطي الإقبال على القراءة، لكن مقابل ذلك تزداد نسبة القراء غير المنتظمين، أو من لا يقرؤون على الإطلاق».

واعتبر التقرير أن الطفل المواظب على القراءة يقرأ أسبوعياً على الأقل بمعدل 45 دقيقة أو أكثر يومياً، في حين يقرأ الطفل المتوسط المواظبة أسبوعياً بمعدل يومي يقل عن 15 دقيقة، بينما يقرأ غير المنتظم أو المتقطع بين مرة إلى ثلاث مرات كل شهر.

وأوضحت هنري: «نلمس ارتفاعاً في نسبة غير القراء بين الأطفال من جميع المراحل العمرية من 22% إلى 28%»، في إشارة إلى نتائج تقرير السنة الماضية.

ورأت أن «القراءة لم تتضرر وحدها جراء تزايد استخدام الأطفال موقع (يوتيوب) والتطبيقات، بل تراجعت أنشطة أخرى، مثل الهوايات والفنون والتنزه خارج المنزل».

وتعتقد هنري أن التأثير الأكبر يطول المراهقين؛ فيُقلل الأطفال بين سن 10 و17 عاماً من ممارستهم مجموعة واسعة من الأنشطة لإفساح المجال لتطبيقات الألعاب.

وفي ما يتعلق بهذه المرحلة العمرية تحديداً، أشار التقرير إلى ارتفاع نسبة من لا يقرؤون إلى 27% العام الجاري، مقارنة بـ13% العام الماضي، في حين تراجعت نسبة القراء المتقطعين في هذه المرحلة العمرية إلى 38% مقارنة مع 45% في عام 2012، وتغيرت نسب القراء المواظبين والمتوسطين بمعدلات قليلة.

ويتداخل الحديث عن انجذاب الأطفال إلى الأجهزة الإلكترونية فكرة إمكانية استخدامها في القراءة، وبالفعل كشف تقرير «نيلسن بوك» أن نصف الأسر تمتلك حاسباً لوحياً واحداً على الأقل، بنمو 24% عن العام الماضي، في الوقت الذي تضاعف استخدام الأطفال لها؛ لكن في المقابل، لم تكن القراءة الغرض الأول من استخدام الحواسب اللوحية؛ إذ استخدمها 20% فقط من الأطفال في قراءة الكتب الإلكترونية، و6% للاطلاع على المجلات والقصص المصورة.

وفي ما يخص تفضيل الأطفال للقراءة الرقمية، ارتفعت نسبة الأطفال الذين يستخدمون الكتب الإلكترونية إلى 33%، مقارنة بـ21% العام الفائت.

واعتمد التقرير على استطلاع أجرته «نيلسن بوك» في يونيو الماضي، وشمل 2000 طفل في بريطانيا، أجاب آباؤهم عن أسئلة تتعلق بالقراءة واستخدام الحواسب اللوحية وغيرها، وأجاب الأطفال أنفسهم من سن 14 حتى 17 عاماً عن أسئلة الاستطلاع.

ويرى البعض أنه لا ينبغي اعتبار أن التقنيات الحديثة وحدها هي السبب في ابتعاد الأطفال نسبياً عن القراءة؛ فمن ناحية يتعين على الناشرين البحث عن محتوى جيد ومبتكر، واستثمار الأدوات الرقمية لجذب الأطفال، ومن ناحية أخرى يتحمل الآباء والأمهات جزءاً غير قليل من المسؤولية في ترسيخ عادة القراءة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «سوبر آسوم»، المعنية بمساعدة العلامات التجارية على التواصل مع الأطفال، ديلان كولينز، إن «الوالدين يتحملان بعضاً من المسؤولية لضمان أن أطفالهم لا يتخلون عن القراءة لمصلحة وسائل الإعلام الاجتماعية».

ومع ذلك، رأى كولينز أن بعض التقنيات والخدمات التي يُنظر إليها كتهديد للقراءة يمكن أن تجذب الأطفال مجدداً إلى الكتب، سواء كانت ورقية أو رقمية، معتبراً موقع «يوتيوب» مثالاً على ذلك، موضحاً: «إذا استطعت إيجاد طريقة لاستخدام فيديو لجعل الأطفال يتحدثون عن الكتب، ومراجعة الكتب، واستهلال نوادي الكتب بفيديو كجزء من ذلك، الآن سيكون الوقت المناسب ذلك».

من ناحيتها، قالت هنري إن «التحدي الذي يواجه الناشرين يتمثل في العثور على محتوى جديد ومقنع؛ ليتمكن من منافسة الأنشطة الأخرى، كالألعاب والاتصال مع الآخرين، التي تجذب اهتمام الأطفال في هذه المراحل العمرية». وعلى الرغم من الحديث عن تراجع الإقبال على الكتب، أكدت هنري أن القراءة تحتفظ بمكانتها لدى الأطفال، وقالت: «لا يوجد دليل على أن المزيد من الأطفال يعتقدون أن القراءة غير جذابة عبر الاستطلاع»، مضيفة أن «آراء الأطفال بشأن القراءة كنشاط لم تتراجع، وإنما صاروا يمارسونها بقدر أقل».

الإمارات اليوم

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *