النفايات البلاستيكية أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية

الرئيسية » حياة وتكنولوجيا » النفايات البلاستيكية أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية

النفايات البلاستيكية أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية

كشفت الأمم المتحدة في تقرير أن ما يقرب من خمسة آلاف مليار كيس بلاستيكي تستهلك سنويا وهي كأكثرية منتجات البلاستيك لا يعاد تدويرها سوى بنسبة ضئيلة للغاية ما يجعلها أحد أكبر التحديات التي تواجه البشرية.

في هذه الوثيقة، التي نشرت بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يخلد يوم 5 يونيو من كل عام، حذرت الأمم المتحدة من أنه في حال استمرار أنماط الاستهلاك الحالية وممارسات إدارة النفايات على هذا المنوال، سيضم العالم حوالى 12 مليار طن من النفايات البلاستيكية في المكبات وفي البيئة بحلول 2050.

وقالت الأمم المتحدة إن “حجم التحدي مثبط للعزيمة”، مضيفة “منذ خمسينات القرن الماضي، تخطى إنتاج البلاستيك ذلك العائد لكل المواد الأخرى تقريبا”.

وأشار رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة اريك سولهايم إلى أن “محيطاتنا استخدمت كمكبات ما يؤدي إلى خنق الحياة البحرية ويحول بعض المناطق البحرية إلى ما يشبه حساء من مخلفات البلاستيك”.

وأضاف “في بعض المدن، تسد مخلفات البلاستيك المجاري ما يتسبب بأمراض. ومن خلال تناولها من جانب المواشي، هي تشق طريقها إلى السلسلة الغذائية”.

أكثرية هذه النفايات هي مخلفات من مواد تستخدم مرة واحدة مثل العبوات البلاستيكية والسدادات البلاستيكية والأغلفة الغذائية والأكياس البلاستيكية في المتاجر الكبرى والأغطية البلاستيكية وقشات الشرب وقصبات تحريك المشروبات وأوعية الأغذية المخصصة للحمل بحسب التقرير.وتشير التقديرات إلى وجود حوالى خمسة آلاف مليار كيس بلاستيكي تستهلك سنويا في العالم أي ما يقرب من عشرة ملايين في الدقيقة.

وجرى تدوير 9 % فقط من مجموع تسعة مليارات طن من البلاستيك أنتجها العالم. وقد تعرضت نسبة أخرى مشابهة وهي 12 % للحرق. أما الباقي، فقد انتهى به الأمر في المكبات والمحيطات والمجاري حيث يستغرق تحلله بالكامل آلاف السنوات.وفي الانتظار، تلوث هذه المخلفات التربة والمياه مع جزيئات من البلاستيك المجهري وجد بعضها بحسب الأمم المتحدة في ملح الطعام المباع في الأسواق.

وتظهر الدراسات بحسب التقرير أن 90 % من المياه المعبأة و83 % من مياه الصنابير تحوي جزيئات من البلاستيك.وأشادت الأمم المتحدة بما اعتبرته بداية وعي إزاء فداحة المشكلة مشيرة إلى اعتماد أكثر من 60 بلدا في العالم سياسات ترمي للحد من هذا التلوث.

ويخلف التلوث الناجم عن المواد البلاستيكية عواقب وخيمة في آسيا.

تخلف الصين وإندونيسيا والفيليبين وتايلاند وفيتنام وحدها 4 ملايين طن من النفايات البلاستيكية في بحار العالم كل سنة، أي ما يوازي نصف المخلفات البلاستيكية، بحسب المنظمة غير الحكومية “أوشين كونسرفنسي” المرجعية في هذا المجال.وفي حال استمر الوضع على هذا المنوال بحلول 2025، من المتوقع أن يتكدس 250 مليون طن من النفايات البلاستيكية في مياه الكوكب، بحسب باحثين.

ويقول أحمد أشوف بيري من الفرع الإندونيسي لمنظمة “غرينبيس”، “نحن في خضم أزمة تلوث بالبلاستيك، ونحن نرى هذه المواد أينما كان، من الأنهر إلى المحيطات”.

والصين وإندونيسيا والفيليبين وتايلاند وفيتنام هي أيضا من البلدان التي تسجّل أكبر نموّ في آسيا، مع اقتصاد قائم إلى درجة كبيرة على إنتاج البلاستيك مع ما يولّده ذلك من مخلفات في الطبيعة في غياب نظام فعال لجمع النفايات وإعادة تدويرها.ويدفع البشر ثمن هذا التلوث غاليا، لا سيما الذين يسترزقون من الصيد. ففي فيتنام، شهدت نغوين تي بوونغ على تحول المنطقة التي تصطاد فيها إلى مكبّ في الهواء الطلق على مرّ السنين.

وقد بيّن تقرير صدر حديثا عن منظمة “وورلد أنيمال بروتيكشن” غير الحكومية مخاطر شباك الصيد المرمية في البحر التي تعدّ من الملوثات البلاستيكية.

وفي تايلاند، نفق حوت في مطلع يونيو إثر ابتلاعه أكثر من 80 كيسا بلاستيكيا عثر عليها الأطباء البيطريون في جسمه، في أحدث فصول مأساة التلوث بالبلاستيك “الذي ليس سوى الجزء الجلي من المشكلة”، على حد قول جون تانز من الصندوق العالمي للطبيعة.

ويؤثر هذا التلوث على المياه العذبة أيضا، إذ إن الجزيئات الصغرى للبلاستيك تتفتت على مرّ السنين وينتهي بها المطاف في المياه التي يشربها ملايين الآسيويون كلّ يوم.

ويجري الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة دراسة عالمية النطاق حول آثار الجزيئات التي لا تزال غير معروفة.يشكل التلوث بالبلاستيك المحور الرئيسي للنسخة الحالية من اليوم العالمي للبيئة هذه السنة.وفي أفريقيا، تصبّ في البحار والمحيطات 4,4 ملايين طن من النفايات البلاستيكية، بحسب أرقام للأمم المتحدة تعود للعام 2010.

وأكد محمد اتاني المسؤول في برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن “إدارة النفايات عموما والبلاستيك خصوصا هي مشكلة كبيرة في أفريقيا”، مشيرا إلى أن التلوث بالبلاستيك يهدد البيئة “وصحة الإنسان” في نهاية المطاف.

وأوضح أن “غالبية النفايات البلاستيكية المرمية في المحيط متأتية من الاستعمال اليومي للبلاستيك أحادي الاستخدام”، مشددا على ضرورة رفع الوعي إزاء تداعيات التلوث.وبدأت بعض البلدان الأفريقية تتطرق جديا إلى هذه المشكلة وتكافح التلوث بالبلاستيك، مثل المغرب ورواندا وكينيا وموريتانيا، وهي بلدان حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية.

أ ف ب

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *