أهمية القطاع الهندسي في دعم النمو الاقتصادي

الرئيسية » إبداع وتنمية » أهمية القطاع الهندسي في دعم النمو الاقتصادي

أهمية القطاع الهندسي في دعم النمو الاقتصادي

هناك العديد من التقنيات والمشروعات المثيرة للاهتمام في المدن المتقدمة. ووراء كل منها سنجد مهندساً مبتكراً أو مجموعة مميزة منهم، تسهم بتطوير البنية التحتية وشبكات النقل والطرق والجسور وإمدادات المياه والطاقة وإدارة النفايات. كما يعود إليهم فضل تطوير البنية التحتية الرقمية كالاتصالات وشبكات الملاحة، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الحضرية. ولهم دور مماثل في مجال الرعاية الصحية والمواد الغذائية والصناعات التحويلية والبحوث.

ومن خلال إنشاء البنى التحتية، أصبح تأثير الهندسة أوسع بكثير؛ فهي تساعد في دعم النمو الاقتصادي في النهاية. فبناء المساكن والمرافق الصحية بأسلوب علمي، يحسن من نوعية الحياة للسكان جميعهم. كذلك تسهل شبكة المواصلات الفعالة تداول السلع وحركة السكان. ويمكن للإنترنت عالي السرعة زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءة الأعمال وغير ذلك.

وقد أجريت دراسة جديدة بتكليف من (Royal Academy of Engineering) تهدف إلى تحديد ماهية الروابط بين الهندسة والتنمية. وأطلقت الدراسة في مؤتمر “الهندسة عالم أفضل” مؤخراً، بتنظيم من مركز (Economics and Business Research). إذ جمعت البيانات من 99 دولة لقياس القدرات النسبية للقطاعات الهندسية فيها. في حين اعتمدت على بعض المعايير، مثل: عدد الشركات الهندسية، ونوعية البنية التحتية، والاستثمارات والصادرات من السلع والخدمات الهندسية. فضلاً عن جودة البحوث والتوازن بين الجنسين والأجور ومعدلات التوظيف، وتحديد مؤشر القدرات الهندسية. ومن خلال هذا التصنيف، احتلت السويد رأس القائمة، وتلتها الدنمارك وهولندا.

وتحتل بريطانيا حالياً المركز الـ14، وأميركا المركز الـ17، أما الصين ففي المركز الـ22. وتظهر كل من الهند وفيتنام في المركزين الـ46 والـ38 على التوالي. إلا أن الزيادة المطردة في عدد السكان في المناطق الحضرية إلى جانب الأداء الاقتصادي القوي في السنوات الأخيرة، جعلها “مناطق مرشحة في المستقبل” للمشروعات الهندسية.

فيما حصل التقرير على البيانات المعتمدة على التكافؤ بين الجنسين في مجال الهندسة، من دراسة أخرى أجرتها الـ”يونسكو” مؤخراً. وأظهرت أن ميانمار وتونس وهندوراس على رأس القائمة في إتاحة هذا التكافؤ- حوالي ثلثي خريجي الهندسة في ميانمار من النساء بنسبة (65٪). في المقابل، بلغت نسبة خريجات الهندسة من النساء في كل من بريطانيا وأمريكا 22% و19 % على التوالي. أما العوامل الأخرى، مثل جودة البنية التحتية والصادرات الهندسية، فكان مصدرها من البيانات التي جمعت من المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤشرات التنمية في العالم.

وقد كانت ربع المؤهلات الهندسية في بريطانيا في الهندسة الإلكترونية، إلا أن هندسة الطيران والإنتاج والهندسة الصناعية كانت الأقل شعبية، بنسبة 7.5 و4.8٪ على التوالي. لكن في جنوب أفريقيا، كانت المجالات الأكثر شعبية هي الهندسة الكهربائية، تليها الهندسة المدنية والميكانيكية. وهذا يدل على أن طبيعة الاحتياجات مختلفة من منطقة إلى أخرى.

إن الهدف الرئيس من هذا التقرير، هو معرفة الرابط بين مؤشر القدرات الهندسية والتنمية الاقتصادية. ولهذا وضعت مجموعة من النماذج الاقتصادية بـ4 معايير أخرى، مثل: نوعية الحياة والانفتاح على التجارة، لتأثيرهما الكبير على النمو الاقتصادي. ومن غير المفاجئ أن الباحثين وجدوا ارتباطاً بين الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ومؤشر القدرات الهندسية.

أما نتيجة الدراسة التي بيّنت حيوية العلاقة بين القدرة الهندسية والتنمية الاقتصادية، فتتلخص في أن: ارتفاع مؤشر القدرات الهندسية بنسبة 1% في دولة ما، يمثل ارتفاعًا قدره 0.85% في الناتج المحلي الإجمالي للفرد في تلك الدولة.

فوربس

شارك:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *