سباق التتابع

قام قمران صناعيان مكعبان (Cubesats) صغيران – حَلَّقا جنبًا إلى جنب مع “إنسايت” – بنقل خبر الهبوط فور حدوثه، حيث كان الهدف منهما بث الاتصالات بشكل شبه آني من “إنسايت” إلى الأرض في الوقت الذي اخترقت فيه المركبة الفضائية الغلاف الجوي للمريخ. وكان البديل الأبطأ هو انتظار مرور مركبة فضائية مدارية بالقرب منه، وجمْع المعلومات ونقْلها إلى الأرض بعد ساعات.

إن الهدف الرئيس للمسبار “إنسايت” هو قياس “الهزات المريخية” التي تموج عبر الكوكب، والتي من المفترض أن توضح كيف ينقسم الكوكب إلى لُب، ووشاح، وقشرة. ويمكن للعلماء استخدام تلك المعلومات لاستنتاج كيفية تطور المريخ والأرض بطريقة مختلفة على مدار الـ4.5 مليار سنة الماضية.

تَحمِل المركبة الفضائية – التي تكلفت 994 مليون دولار أمريكي – على متنها ستة أجهزة استشعار زلزالية، قام بتطويرها فريق دولي بقيادة وكالة الفضاء الفرنسية (CNES). وقد تم تثبيت ثلاثة أجهزة منها على سطح المسبار، حيث ستقوم خلال الأيام القادمة بمراقبة الاهتزاز. ويمكن لأجهزة الاستشعار هذه التقاط اهتزازات مثل تلك الناجمة عن الرياح المريخية، وهي مصدر التشويش الذي أربك محاولات مسبارات «فايكنج»، التي أُرسلت في عام 1976؛ لقياس الاهتزازات المريخية.

واستقرت ثلاثة أجهزة استشعار أخرى، أكثر حساسية، داخل حجرة تفريغ مستديرة. وسيحتاج مسبار “إنسايت  إلى الانفصال عن هذه الغرفة، ووضْعها على السطح؛ لقياس الهزات المريخية بصورة أكثر دقة. وقد لا تحدث هذه الخطوة قبل عدة أسابيع.

البحث في العمق

وفيما يتعلق بأداة “إنسايت” الرئيسة الأخرى، فهي عبارة عن مجس للتدفق الحراري، قام بتصميمه مركز الطيران والفضاء الألماني (DLR) في كولون، لقياس درجة حرارة التربة حتى عمق خمسة أمتار. وكما هو الحال مع جهاز قياس الهزات المُخَزَّن في حجرة التفريغ، ينتظر هذا المجس أيضًا نشره خلال الأشهر القادمة.

يقول فيليب لونيون، عالِم الجيوفيزياء في معهد باريس لفيزياء الأرض، الذي يرأس الفريق المعني بقياس الزلازل: “كلاهما ما زالا بحاجة إلى هبوط أخير على المريخ”، ويضيف قائلًا: “سيتم هذا بواسطة الذراع الآلي، من سطح المسبار في اتجاه سطح المريخ”.

لقد حقق “إنسايت” أول هبوط ناجح على سطح المريخ منذ تحطُّم مسبار “سكياباريللي”، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في أكتوبر 2016.

nature arabic – ألكسندرا فيتز